"فرح"و"ربيع" الميادين في مواجهة القاتل
قلم فرح المكسور وعدسة ربيع المحطّمة وروحهما، صفعة قاسية على وجه القاتل الصهيوني، وعاصفة ضارية تعرّي للمرة الألف الوحش من قناع يتخفّى به منذ زرعه الغرب الفاجر في قلب فلسطين.
تموت الأشجار واقفة أو تعود إلى التراب لتنبت من جديد، وهي حال الفرح (عمر) والربيع (معماري). شجرتان من حديقة الميادين الواقفة في وجه وباء الاحتلال والعدوان والهمجية.
في قلب الجبهة وفي مقدّمة رسل الحقيقة، قدّم الزميلان دمهما وحياتهما شهادة صارخة تفضح الطغيان والتوحّش، بعد أيام حافلة بالتقارير والصور والعمل المضني في ملاحقة إجرام العدو وغطرسته، وجنباً إلى جنب مع المدافعين عن طهارة الأرض نصرة لمقاومة فلسطين وشعبها.
فرح عمر وربيع معماري كانا على وعي تامّ وعميق بأنهما في مواجهة قاتل لا يرحم، وعاينا عن قرب سقوط زملاء لهم على تراب الجنوب، ولمسا بالدقائق والساعات الخطر والتهديد والخبث، لكنهما لم يتراجعا أو يخافا ولم تهن عزيمتهما على استكمال مهمتهما الإعلامية الشريفة.
قلم فرح المكسور وعدسة ربيع المحطّمة وروحهما، صفعة قاسية على وجه القاتل الصهيوني، وعاصفة ضارية تعرّي للمرة الألف الوحش من قناع يتخفّى به منذ زرعه الغرب الفاجر في قلب فلسطين.
اليقين أن دم فرح وربيع يرفعهما إلى مستوى الأبطال. بطولتهما السابقة على استشهادهما، المثبتة بجدارة ببذل حياتهما من دون تردّد أو خوف أو وهن.
أما وأنّ "جيش" الحرب تقصّد فريق الميادين بالقتل الصريح والمباشر، بعد حجب صوتها في الأرض المحتلة كمحاولة لخنقها، فهذا يعني أن الحرب مفتوحة: الكاميرا الجريئة والقلم الحرّ في مواجهة الوحش وأسلحته وفجوره.