"تعزيز لمكانة المقدسات".. معرض للمخطوطات القرآنية بصنعاء
صنعاء تستضيف أول معرض للمخطوطات القرآنية تجسد محتوياته خصوصية اليمن الإسلامية.
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أول من أمس السبت، المعرض الأول للمخطوطات القرآنية الذي تجسد محتوياته خصوصية الهوية الإسلامية لهذا البلد.
ويعتبر افتتاح المعرض الذي تنظمه "مؤسسة كفل التنموية" بالتعاون مع "دار المخطوطات" و"مكتبة الجامع الكبير"، بتمويل من "الهيئة العامة للأوقاف" و"الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم"، بمثابة الكشف عن محتويات صندوق كنز ثمين توارثته واحتفظت به أجيال متعاقبة، قلما يجد لها المرء نظيراً لدى شعب آخر كالشعب اليمني.
سرّ المعرض
أثناء أعمال ترميم الجامع الكبير بصنعاء، عاصمة اليمن، إثر سقوط أمطار غزيرة عام 1972، عثر العمال بمحض الصدفة على مخبأ سري بين السقف الداخلي والسقف الخارجي للجامع.
وكانت مفاجأة للجميع، عندما أخرج العمال من هذا المخبأ الآلاف من القصاصات والدفاتر والكتب البالية، ووجدت كميات هائلة من الرقوق الجلدية مكتوب عليها بخطوط عربية قديمة.
وقدّر ما تم اكتشافه بعد الجمع والتدقيق بحوالي 18 ألف رق قرآني، و20 ألفاً من المخطوطات بشكل عام، احتوت على 70 ألفاً من العناوين في شتى الفنون.
وتبين بعد ذلك، أن ما عثر عليه أولئك يمثل مكتبة قرآنية قديمة، تحتوي على آيات قرآنية يعود تدوينها إلى القرون الأولى للهجرة، مما يجعلها من أقدم النسخ القرآنية المكتشفة حتى الآن، لكن السلطة اكتفت بالاحتفاظ بما تم الكشف عنه آنذاك ولم تكشف عن محتوياته حتى اليوم.
محتويات المعرض
يتكوّن المعرض الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل من جناحين، يحتوى الأول على مخطوطات القرآن المعروضة وتضم رقوقاً قرآنية جلدية وورقية من القرن الأول وحتى القرن 14 للهجرة ويتصدرها مصحف الإمام علي بن أبي طالب، وكان في الجامع الكبير.
والجناح الآخر يضم مخطوطات أبدعتها أيدي يمنيين على مدى قرون، في لوحات جمالية وإبداعية عكست في مضمونها مدى ارتباط اليمنيين بالقرآن.
وتضمن المعرض 39 مخطوطاً على ورق و26 مخطوطاً على رق، موزعة بحسب القرون الهجرية، دلت في مجملها على مراحل جمع المخطوطات القرآنية وتطورات الرسم القرآني في اليمن.
وقال مدير المكتبات والمخطوطات الوقفية علي الدولة لــ"الميادين الثقافية" إنه:" في هذا المعرض عرض لأبرز وأهم مخطوطات القرآن الكريم عبر القرون من تاريخ الإسلام الأول ودخول الإسلام اليمن بدءاً بمصحف الإمام علي في القرن الهجري الأول، وانتهاء بالمصحف الذي خطه العلامة حمود المؤيد في القرن الرابع عشر للهجرة".
كما ظهرت في المعرض مصاحف مرصعة بالذهب.
من جانبه، أوضح مدير المعرض، ياسر أبو هميلة، أن الغرض من تنظيم المعرض:"يتمحور حول تعريف الأجيال الناشئة بالمخطوطات، ونشر الوعي الثقافي التاريخي المتأصل بالثقافة القرآنية".
وأضاف لــ "الميادين الثقافية" أن المعرض: "يأتي تجسيداً للهوية الإيمانية واستقبالاً لشهر رمضان، وأنه حلقة وصل تاريخية بين المسيرة القرآنية والآثار القرآنية، وتجسيداً لهوية اليمنيين في علاقتهم الوطيدة بالقرآن الكريم على امتداد التاريخ الإسلامي". كما اعتبره أبو هميلة "رداً على الإساءات الغربية للمصحف الشريف، ولتكريس الهيبة وتعزيز المكانة للمقدسات الإسلامية".