بحفل موسيقي..سوريا وروسيا تحييان 80 عاماً من العلاقات الدبلوماسية
فرقتان سورية وروسية تحييان حفلاً موسيقياً في "دار الأوبرا" بدمشق بمناسبة الذكرى الــ 80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وموسكو.
ليست هي المرة الأولى التي تعزف فيها الموسيقى لحناً يتجاوز حدود السياسة وكذلك ضجيج الحرب في سوريا، فالحفل الموسيقي الذي أقيم أمس الأحد في "دار الأوبرا" بدمشق بمناسبة الذكرى الــ 80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وروسيا، واحد من فعّاليات موسيقية لافتة شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
المعزوفات الموسيقية للفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، تمازجت مع أخرى روسية ضمن صورة متنوّعة بين المقطوعات الكلاسيكية والتراثية السورية بمشاركة ألحان "الكمان" و"البيانو" الروسي للعازفين ستانيسلاف كورتشاغين، وغايك كازازيان.
هذا المشهد الفني المتنوّع والمتمازج بين الموسيقى السورية والروسية برز خلال سنوات الحرب في أكثر من مناسبة، كان أكبرها في العام 2016 على المسرح الأثري لمدينة تدمر وكان الأول من نوعه حينها، وحمل عنوان "بوابة الشمس". وشاركت في الحفل آنذاك "الفرقة السيمفونية الوطنية السورية" مع أخرى روسية عزفت المقطوعات والأغاني الوطنية إلى جانب أخرى تراثية كلاسيكية في صورة تعيد رسم ملامحها اليوم بعد أكثر من 8 سنوات على الانتصار في تدمر.
هي صورة ملهمة يبدو أنها قدّمت أبرز الأسباب التي دفعت العديد من المتابعين للقدوم وحضور الحفل الموسيقي، كما هي حال "علياء" والتي ترى في هذه الفعّاليات الموسيقية عودة إلى الحياة وصورة من صور سوريا المقبلة إلى الحياة والفن والموسيقى.
علياء لم تكن وحيدة في رؤيتها لهكذا فعّاليات موسيقية. محمد، الرجل الستيني يرى أنّ عودة الفعّاليات الموسيقية إلى المسارح السورية، ليست فقط صورة من صور نهاية الحرب فيها، بل يتجاوز ذلك، ليشكّل النشاط الفني وعودة المشهد الموسيقي إلى البلاد واحدة من أبرّ صور الانتصار.
الحضور الشبابي كان بارزاً على مدرّجات الجمهور، ما يعكس اهتماماً ورغبة شابة اختصرها أحد الحضور بالحديث عن أن "الأشرار فقط هم من لا يحبّون الموسيقى"، ولهذا يبرز الاهتمام الواسع في حضور الفعّاليات الموسيقية بين الشباب كصورة من صور عودة الحياة، ما يعكس البعد الإنساني للفن والموسيقى في نفوسهم.
وتضمّن الحفل عرضاً لفيلم قصير عن تاريخ العلاقات السورية - الروسية والمراحل التي مرّت بها منذ تأسيسها إلى اليوم. كما شهد أيضاً حضوراً واسعاً لشخصيات رسمية وسياسية سورية وروسية تخلّلتها كلمة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد، والسفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، قدّم خلاله المقداد للسفير يفيموف طابعاً تذكارياً عن العلاقات السورية الروسية أصدرته "المؤسسة السورية للبريد".