تقنية "سايبر" اسرائيلي لدول عربية

لم يعد سرًّا، بموجب تقرير القناة العاشرة ،مساء السبت 18 أيلول /سبتمبرالجاري، ان "السايبر" الإسرائيلي لا يعمل فقط لحماية المعلومات وإنما هناك "سايبر" هجومي أيضاً تنشره الشركات الإسرائيلية في العالم، ويشغله خبراء إسرائيليون أحيانا، يُباع الى الأنظمة الدكتاتورية التي تقمع شعوبها مثل تركيا وموزمبيق وكينيا ونيجيريا والمكسيك، وأنظمة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بحسب تأكيد وسائل اعلام إسرائيلية أخرى.

نتانياهو يتفاخر في كل مناسبة بالتقدم التكنولوجي لإسرائيل وخاصة في مجال "السايبر"
الصناعات العسكرية التي تأسست في العام 1933 برعاية الانتداب البريطاني في فلسطين، تتقدم اليوم على صناعات العديد من الدول، بما في ذلك دولا متطورة. وتعتمد بالأساس على ضخ حكومي بما يقارب 800 مليون دولار سنويا من المساعدات المالية الامريكية ، كما تعتمد على التصدير إلى دول عديدة بواسطة 7400 تاجر سلاح إسرائيلي، يعملون لترويجه في كل أنحاء العالم وخاصة لدى الأنظمة الدكتاتورية، وحيث تنتشر الحروب والصراعات الدموية، حتى ان اسرائيل تقع بين الدول العشر الكبرى المصدرة للسلاح، بمبلغ يقترب من 6 مليارد دولار سنويا، وتصطدم في الأسواق، أحياناً، بالمصدرين الأمريكان والروس وغيرهم، خاصة في مجال "السايبر".

نتانياهو يتفاخر في كل مناسبة بالتقدم التكنولوجي لإسرائيل، وخاصة في مجال "السايبر"، ويعتبره أحد ركائز "العظمة" الإسرائيلية، ومساهم كبير في "تعاظم" مكانتها في العالم، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، بل يدعو الدول العربية إلى التعاون في كل المجالات "للاستفادة" من التقدم التكنولوجي لإسرائيل. وكان نتانياهو قد انتهز الفرصة في مؤتمر "دافوس" في كانون الثاني/يناير من هذه السنة، للترويج للتكنولوجية الإسرائيلية، وخاصة تكنولوجيا "السايبر"، التي تشكل لدى نتانياهو هوَسَاً ملازماً له، كما شكلت برنامجاً استراتيجياً لدى شمعون بيرس منذ اتفاق أوسلو. وفي نهاية كانون ثاني/ينايرمن السنة نفسها عُقِد في تل أبيب مؤتمر عالمي، " سايبر تك"، برعاية نتانياهو، شاركت فيه مئات الشركات من العالم المتقدم. وكانت شركة الأبحاث IVC قد أصدرت عشية المؤتمر تقريراً خاصاً عن شركات "السايبر" الإسرائيلية واٌعتبرت عام 2016 هو عام "السايبر" الإسرائيلي. كشف التقرير أن هناك 430 شركة إسرائيلية تعمل في هذا المجال، مقارنة ب 20 شركة فقط في العام 1996 وأن 81% من هذه الشركات الحالية هي ملكية خاصة، وان 19 شركة منها فقط هي شركات حكومية. فعدد الشركات التي يتم انشاؤها سنوياً في تزايد (بمعدل 66 شركة "سايبر" سنويا). إضافة الى ذلك، ذكر التقرير ان 55% من الشركات معروضة للبيع، أو بيعت، كما ذكر التقرير انه يوجد في إسرائيل أكثر من 40 مركزا لتطوير تكنولوجيا المعلومات، تقدم خدماتها لشركات إسرائيلية بيعت لمستثمرين أجانب، بمعنى آخر، أنه يتم إنشاء الشركة في إسرائيل، ثم تباع للخارج ، على ان يبقى التطوير التكنولوجي والخبراء داخل إسرائيل.

  

مؤخراً، كشفت بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية، أيضاً عن "السر الأكثر شيوعا" ومفاده أن المبادرين والخبراء في مجال تكنولوجيا "السايبر" الإسرائيلية هم خريجو وحدة التجسس الشهيرة 8200 ، وان عدد العاملين في هذا المجال يبلغ 17200 شخصا، وأن شركة "تشيك بوينط"  وحدها تشغل أكثر من 1500 موظفاً، أما أكبر شركات "السايبر" في إسرائيل هي شركة "البيط" التي اشترت العديد من الشركات الصغيرة في السنوات الاخيرة.

لم يعد سرًّا، بموجب تقرير القناة العاشرة ،مساء السبت 18 أيلول /سبتمبرالجاري، ان "السايبر" الإسرائيلي لا يعمل فقط لحماية المعلومات وإنما هناك "سايبر" هجومي أيضاً تنشره الشركات الإسرائيلية في العالم، ويشغله خبراء إسرائيليون أحيانا، يُباع الى الأنظمة الدكتاتورية التي تقمع شعوبها مثل تركيا وموزمبيق وكينيا ونيجيريا والمكسيك، وأنظمة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بحسب تأكيد وسائل اعلام إسرائيلية أخرى. هدف هذه المنظومات هو مطاردة ناشطي حقوق الانسان والتجسس على الشعوب والخصوم السياسيين، والدول المجاورة، وعندما يفتضح أمرها تُصدر ضجة كبيرة في العالم، كان آخرها قيام شركة "أبل" العالمية بحملة طارئة لتعديل حواسيبها وهواتفها النقالة، التي تباع في العالم العربي بسبب برنامج pagsos الذي اشترته "أبل" من شركة NSO ، الإسرائيلية المنشأ والتكنولوجيا وأمريكية الملكية، وأدخلته الى الهواتف باعتباره تكنولوجيا "سايبر" وعامل تطوير وحماية، ولكنه، في الواقع، يمكن إسرائيل من التجسس على حامل الهاتف حيثما كان، لدرجة أنه يمكن التجسس على المتحدثين بمجرد وجود هاتف نقال في مكان الاجتماع دون تشغيله. وقد اعترفت وزارة الأمن الإسرائيلية مؤخراً، (رونين برغمان في يديعوت احرونوت يوم 7/9/2016 )، أن وحدة مراقبة التصدير في وزارة الأمن هي التي أعطت لشركة NSO ترخيصاً ببيع برنامج pagsos  الى شركة "أبل"، بالتنسيق مع وزارة الخارجية. هنا لا بد ان نستذكر ما نشرته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية في أيلول/سبتمبر 2012 عن توقيف بيع جهاز أيفون 5  في إسرائيل بسبب "عطل فني" يسمح باختراقه، ولكنها سمحت بإدخاله الى قطاع غزة، وهو يتضمن ذلك البرنامج، فتفاخرت بعض وسائل الاعلام العربية  يوم 16/ 10/2012 "بوصول آيفون 5 الى قطاع غزة قبل إسرائيل"، ولكن هذا الجهاز، المفخخ ببرنامج التجسس ، هو من وفّر الفرصة لإسرائيل باغتيال العديد من قادة المقاومة وأولهم أحمد الجعبري، في بداية، وخلال، العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في نوفمبر 2012 .

في هذا المجال يتفاخرعضو حزب العمل اريئيل مرجليت الذي يقود حملة سياسية، بمساعدة يوفال رابين، ضد نتانياهو، بأن الأول هو صاحب شركات "سايبر" ناجحة،  إستطاع اكثر من غيره، الوصول الى الأسواق الخليجية ليكوّن له ولإسرائيل شركاء استراتيجيين ضد إيران، وعلى ذلك يبني برنامجه للسلام مع العرب، المسمى "برنامج المصالح"، ويبني منافسته مع نتانياهو لرئاسة الحكومة القادمة.