أحداث تطاوين من الاحتجاج السلمي إلى العنف المتبادل
اعتصام مدينة الكامور في محافظة تطاوين في تونس دخل منعرجاً دقيقاً وقد يكون خطيراً منذ يوم الأحد 21 أيار/ مايو الجاري، فقد سقط مواطن شاب في هذه الأحداث بعد أن دهسته على وجه الخطأ سيارة الأمن وهي تتراجع إلى الوراء بفعل هجوم المُحتجّين على قوات الأمن هناك وفق تصريح الناطق الرسمي لقوات الحرس الوطني التونسي.
وكانت مدينة الكامور في محافظة تطاوين في الجنوب التونسي قد عرفت عنفاً غير مسبوق في موقع الاعتصام. اعتصام مدينة الكامور في محافظة تطاوين في تونس دخل منعرجاً دقيقاً وقد يكون خطيراً منذ يوم الأحد 21 أيار/ مايو الجاري، فقد سقط مواطن شاب في هذه الأحداث بعد أن دهسته على وجه الخطأ سيارة الأمن وهي تتراجع إلى الوراء بفعل هجوم المُحتجّين على قوات الأمن هناك وفق تصريح الناطق الرسمي لقوات الحرس الوطني التونسي.
قصة الاحتجاجات في "الكامور" في الجنوب التونسي، بدأت منذ شهر تقريباً حيث انطلقت عملية الاحتجاجات من قبل اعتصام مئات من الشباب العاطل عن العمل في المنطقة، وذلك يوم 23 إبريل الماضي..... الاعتصام الذي خطّ مطالبه عن طريق لجنة مفاوضة اتّخذ من "الكامور" مكاناً لنصب الخيام للاحتجاج، وتقديم مطالبهم في تشغيل شباب الجهة في شركات النفط المُعتمدَة هناك.
مصادر حكومية مفاوضة للمعتصمين كشفت أن الاتفاق مع الحكومة حصل بأغلبية ساحقة من المحتجّين وأن عملية قلب الطاولة والتراجع عن الاتفاق جاءت بدوافع خارجة عن نطاق حلقة المُحتجّين.معلوم أن ولاية (محافظة) تطاوين في الجنوب التونسي تُعدّ أكبر الولايات التونسية الأربع والعشرين من حيث مساحتها التي تُقدّر بربع مساحة الجمهورية التونسية. وهي ولاية تكتسي أهميّتها من ثلاثة عناصر أساسية:· أولاً هي محافظة تزخر بطاقات طبيعية مثل النفط والغاز ومادة الجبس.· ثانياً تتميّز الولاية المذكورة، بأنها منطقة حدودية تفتح على كل من الجزائر وليبيا، ومن هنا يرى ملاحظون أن هناك تداعيات لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها للأزمة الليبية على تونس.· ثالثاً بصفتها ولاية حدودية لدولتين جارتين كبيرتين، فإن تطاوين تحتوي على عدد مهم من النقاط الحدودية والتي تسلك منها التجارة الموازية بشكل واضح... مصادر إعلامية هنا في تونس، تقول اليوم مُعلّقة على عملية الكامور الأخيرة، بأن وقف عدد من رجال الأعمال في تونس، منذ مساء أمس الثلاثاء قد تكون له علاقة وطيدة بأحداث تطاوين، أين بلغت الأحداث خطورتها بوفاة الشاب "أنور السكرافي "وكذلك حرق المقار السيادية للأمن والاعتداء بالعنف على أمنيين تجاوز عددهم العشرة فيما عمد بعض المُحتجّين إلى سكب كميات من البنزين على جسد أحد الأمنيين الذي أنقذ زملاءه بأعجوبة من الحرق.تطوّرات سريعة لأحداث مُتداخلة تقول بعض التسريبات الإعلامية هنا إنها مرتبطة بالوضع في تونس، وخاصة مرتبط بتطهير الوضع الاقتصادي من الفساد المالي سبق وأعلن عنه سابقاً رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.الأحزاب السياسية كما المجتمع المدني، في تونس، ساندت كلها المطالب في التشغيل والتنمية التي يرفعها المُحتجّون، الذين يُعدّون بالآلاف، أغلبهم من الشباب.هذه المساندة، جاءت في جل التصريحات التي أدلى بها ويُدلي بها القادة السياسيون للأحزاب المختلفة لكن مع تضمين عبارة أن تكون الاحتجاجات سلمية.....أما المؤسسات الرسمية، من برلمان ورئاسة جمهورية ورئاسة حكومة فقد ظلّت حاضرة إن في مستوى القرارات أو المداولات أو كذلك في مستوى المفاوضات.