جونسون وترامب
وإلى جانب الاضطراب السياسي تتخوَّف الغالبية من السياسيين ويشكّكون في كفاءة جونسون، خاصة بالنظر إلى سجّله المُتقلّب في الأدوار السابقة كرئيسٍ لبلدية لندن، ووزير خارجية البلاد بغضّ النظر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعِم الأبرز لرئيس الوزراء البريطاني الجديد والذي كان أول المُهنئين له بالفوز بالمنصب.
أصبح بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الجديد بعد انتصارٍ ساحِقٍ في انتخابات حزب المحافظين الحاكِم، الثلاثاء بعدما حصل على أكثر من 92 ألف صوت، بينما حصل مُنافسه جيريمي هانت على نصف هذا العدد، وهو قرابة 47 ألف صوت، في انتخابات حزب المحافظين التي لا يرضى عنها عموم الناخبين في بريطانيا ويشعر البعض اتجهاها بنوعٍ من الإحباط وفقاً لاستطلاعات الرأي ، ويشعرون بأنهم خارجون عن العملية لاختيار مَن سيقود البلاد في أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي ، حيث تمكّن فقط 160،000 عضو من حزب المحافظين من التصويت لصالح رئيس الوزراء الجديد ، ما يؤدّي إلى تهميش 99% من الناخبين المُسجلين.
ويبدو أن كافة المؤشّرات تؤكّد أن فوز جونسون بالمنصب سيؤدّي إلى اضطرابٍ سياسي. من المتوقَّع أن يستقيل العديد من وزراء الحكومة الذين بسبب خطة بوريس جونسون بشأن مُغادَرة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق ، وأبرزهم وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند الذي أدلى في تصريحات تلفزيونية أوردتها وكالة "بلومبرج" الأميركية الأحد الماضي إنه "يتفهَّم أنه في حال أصبح جونسون رئيساً للوزراء سيمضي قُدماً في تنفيذ خططه، والتي تضمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 من أكتوبر المقبل سواء تمّ التوصل إلى اتفاق مع الأوروبيين أو لم يتم، وهو ما لا أستطيع الموافقة عليه نهائياً ..وبالتالي أنوي تقديم استقالتي لتريزا ماي قبل اختيار رئيس وزراء جديد يوم الأربعاء المقبل".
وإلى جانب الاضطراب السياسي تتخوَّف الغالبية من السياسيين ويشكّكون في كفاءة جونسون، خاصة بالنظر إلى سجّله المُتقلّب في الأدوار السابقة كرئيسٍ لبلدية لندن، ووزير خارجية البلاد بغضّ النظر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعِم الأبرز لرئيس الوزراء البريطاني الجديد والذي كان أول المُهنئين له بالفوز بالمنصب.
بالنظر إلى شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب فهي مُتقارِبة جداً مع شخصية رئيس الوزراء البريطاني الجديد ، ليس فقط إن كلاهما بشعر أشقر وتسريحة مُميّزة وأن مكان الولادة: نيويورك إنما يتشابهان أكثر في المُعتقدات العُنصرية والمواقف المُتهوِّرة التي تبدو في عيون مؤيّديهما شجاعة على سبيل المثال تصريح جونسون الذي أبدى إعجابه بمنهج ترامب الجنوني "إعجابي يتزايد يوماً بعد يوم بدونالد ترامب. ووصلت إلى قناعة بأن ثمة نهجاً في جنونه".
يتشابه الإثنان في التهوّر والتراجُع عنه في إحدى التصريحات وَصَفَ جونسون المُسلمات المُنقّبات بصناديق البريد ولصوص البنوك قبل أن يعتذر إبان حملته الانتخابية ويُفجّر مُفاجأة بعد أن كشف عن أن والِد جدّه مسلم ، وعلى الطريقة ذاتها كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وَصَفَ النساء بألفاظٍ مُشينة قبل أن يُسارِع إلى الاعتذار في بيان مُصوَّر.
وكلامها يتميّز بمواقف عنصرية غاية في الرجعية خصوصاً اتجاه المسلمين والمُهاجرين ، بالأخصّ ذوي الأصول الإفريقية ، فجونسون هاجمَ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بسبب أصوله الإفريقية وهكذا ترامب عندما هاجمّ 4 برلمانيات في الكونغرس من ذوي الأصول الأجنبية بينهم مسلمتان، رغم تمرير مجلس النواب مشروع قرار يُدين تغريدات ترامب “العنصرية” ضد النائبات الأربع.
كما يتشاركان في موقف "مُعادٍ للإسلام"، ففي عام 2007 كتبَ جونسون فى مُلحقٍ تمَّت إضافته إلى إصدار لاحِق من كتابه "حلم روما" أن الإسلام "تسبَّب في تخلّف العالم الإسلامي لقرون" ، وأن هناك شيئاً ما عن الإسلام يعوق التنمية فى أجزاء من العالم، ونتيجة لذلك، كانت "المظلمة الإسلامية" عاملًا فى كل صراع تقريباً.. بينما لايُخفى موقف ترامب اتجاه المسلمين وهو الذي وصفته إحدى الصحف الأميركية بأنه تحوَّل إلى مُلهِم لكل كارِه للإسلام تحت مبدأ "أعتقد أن الإسلام يكرهنا".