هل يقصم إسقاط الطائرة ظهر ترامب؟
الإطلالات المُتكرّرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب والتباهي " بنَهْبِ" المال السعودي والتي تجاوزت حدّ الاستفزاز والاستغلال، لتصل حدود الإهانة وتصوير المملكة على أنها بقرة حلوب، كل ذلك سيكون له تبعاته في الانتخابات الأميركية المقبلة ربما
صَمْت السعودية على الإهانات الأميركية ودفعها لكل ما كان يطلبه ترامب، كان في سياق أن ينتصر ترامب للرؤى السعودية الإسرائيلية المشتركة حيال تفعيل المواجهة مع طهران ، وهو ما لم يحدث مُطلقاً، برغم كل السيناريوهات التي صيغت بهذا المعنى لدفع الأميركي لدعم الخيار العسكري، فلا استهداف ناقلات النفط في الفجيرة وكذلك الناقلات الأوروبية ،كان له عظيم الأثر في نفس ترامب، وكل الخطاب الناري ذهب أدراج الرياح، حتى في ذروة التصعيد وإسقاط طهران لطائرة تجسّس أميركية هي الأكثر تطوّراً، وكلّفت الخزينة الأميركية ملايين الدولات، لم تكن المُحرِّض لتغيير سياسة ترامب "البارِدة"، تجاه التفاعُل مع الحدث، وتوجيه ضربة موجِعة لطهران.
الفيديو الذي نشره ترامب في تغريدة على تويتر على سبيل الفكاهة، بأنه باقٍ لفترة طويلة حتى عام 2048 ربما لن يضمن بقاءة حتى الانتخابات المقبلة 2020، هنا تحديداً نتحدّث عن المال السعودي الذي بدأ تغيير الوجهة ربما، نحو وجه جديد يتفاعل بشكلٍ مثالي مع ما تخطّط له السعودية وتتقاسمه مع الكيان الصهيوني، لإنفاذ السيناريوهات والخطط وتحديداً العسكرية منها، تحشيد ترامب وصوغه لكل وسائل دعم حملته الانتخابية لن يستطيع ربما مواجهة الإرادة الإسرائيلية والسعودية، التي بدأت توجّه أنظارها نحو البديل، ربما يكون المُرشّحون الديمقراطيون هم الأوفر حظاً ولاسيما يجري الحديث عن جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الأسبق، أو النائب السابق بيتو أوروك.
حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية ولاسيما موقعي YENET و WALLA الإسرائليين عن أن إسقاط الطائرة الأميركية فوق المياه الاقليمية التابعة لإيران، سيُعزِّز من موقف نظام الحُكم في طهران، وأن الحادثة تتجاوز فكرة خسارة ملايين الدولارات فقط، نظراً لما تحمله الطائرة من أجهزة استشعار ومجسّات وردارات، وتالياً إمكانية أن تستفيد طهران من ذلك للحصول على معلوماتٍ استخباراتيةٍ أميركيةٍ أو حتى تصنيع مجسّات مُماثلة، ربما يكون ذلك القشّة التي ستقصُم ظهر ترامب، والأساس للتحرّك السعودي الإسرائيلي، وإمكانية لعب الدور الفاعِل في هزيمة ترامب في الانتخابات المقبلة.
من قصف اليمن لمدة أربع سنوات، قتل فيها الحياة ودمَّر المشافي ومجالس العزاء والمساجد، وأحال واحة اليمن السعيد إلى ركام، ولم يتحصّل على إدانة من المنظمات الدولية، وكذلك ما أعلنته أنييس كالامار مُقرّرة الأمم المتحدة لحالات القتل والإعدام، بأن على المنظمة الدولية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد السعودية في ما يتعلق بالصحافي جمال خاشقجي، وهو ما لم تفعله الأمم المتحدة وهذا أمر خطير، يؤكّد مفاعيل المال السعودي وسطوته في المحافل الدولية، فمَن يستطيع أن يوظَّف ماله السياسي في كل ذلك قادِر على توظيفه في تنحية ترامب، بالرغم من " عظيم" العطاءات التي قدّمها الأخير، سواء بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، أو حتى وضع الجولان تحت السلطة الإسرائيلية، وكذلك إضعاف إيران اقتصادياً ، فالطموح السعودي الإسرائيلي يتجاوز ذلك بكثير.
مؤتمر البحرين سيؤسّس لمرحلة جديدة من المواجهة في محاولةٍ لاستعادة الهيبة واستعادة الدور الاقليمي لمواجهة إيران، وكل ذلك سيكون رهن وانتظار ما ستفضي له الانتخابات الأميركية المقبلة في العام 2020، ومَن هو الرئيس الجديد الذي سيُصادق على الأهداف السعودية الإسرائيلية.