جولة أركان واشنطن لتبادل أطراف الحديث مع حلفائها

التحركات الدبلوماسية لإدارة ترامب في المنطقة لم تكشف عن وجهة أميركا مع حلفائها لما تدعو إليه لكن واقع الأمر هو أن واشنطن تنتظر ما سيقوم به الحلفاء بينما ينتظر الحلفاء ما ستقوم به إدارة ترامب.

بومبيو يراهن على التباحث مع الحلفاء من الدول العربية منها الأردن، والبحرين، والإمارات، وقطر، والسعودية، وسلطنة عمان، والكويت

الإدارة الأميركية تحاول افتتاح بداية العام بنشاط دبلوماسي في دول المنطقة والايحاء بأن واشنطن لا يزال في جعبتها مبادرات أو أنها تعمل على مشاريع كانت قد تداولتها مع الحلفاء كموضوع "الناتو العربي" ضد إيران وغير ذلك.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تحدّث إبّان زيارته للشرق الأوسط بالتزامن مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى إسرائيل وتركيا.

وما ورد في حديثه تكرار بأن الولايات المتحدة ملتزمة تجاه المنطقة، وملتزمة هزيمة تنظيم داعش، وملتزمة مواجهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، على حد تعبيره.

لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رد في تغريدة له عبر تويتر قائلاً "على الرغم من أنه قد يبدو لطيفاً في الحالة الطبيعية، إلا أن هلوسة مايك بومبيو وجون بولتون التامة بالنسبة لإيران تشبه سلوك المضطربين نفسياً أكثر من ذي قبل وهم دائماً يتعرضون الى هزيمة"، مضيفاً أن أميركا تستبدل السياسة الخارجية الواقعية بهاجس و"فوبيا" ايران.

بومبيو يراهن على التباحث مع الحلفاء من الدول العربية منها الأردن، والبحرين، والإمارات، وقطر، والسعودية، وسلطنة عمان، والكويت. منبره الأول كان من عمّان حيث اعتبر أنّ قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا لا يجازف بجهود مواجهة التهديدات في المنطقة ، مشدداً على أن هذه التهديدات مصدرها داعش وإيران، على حد تعبيره، ليكتفي وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بإعلانه عن لقاء قريب بين روسيا والأردن والولايات المتحدة لمناقشة الأوضاع في مخيم الركبان.

في القاهرة، من المتوقع أن يلقي بومبيو خطاباً مهماً حيث يلتقي نظيره المصري سامح شكري ، ليأتي موقف مصر على لسان شكري إنّ بلاده ترفض محاولة إيران فرضَ نفوذها وهيمنتها والتأثير في الأوضاع العربية.

الرئيس الأميركي يبدو أنه لا يعتمد على أركان إدارته ومستشاريه في نقل توجهاته يستعد لإلقاء خطاب بشأن دور أميركا في المنطقة من أجل طمأنة الحلفاء العرب بشكل خاص بحسب ما وصفتها صحيفة "بوليتيكو" الأميركية يعتزم خلال خطابه التنصل من رؤية الشرق الأوسط التي تبناها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والذي وجّه خطاباً واسعاً للعالم الإسلامي أثناء وجوده في مصر عام 2009. وبحسب الصحيفة سيهاجم إيران ويؤكد أن لديه أفضل المصالح في المنطقة.

بومبيو صرّح في مقابلة له  مع "فوكس نيوز" قائلاً "لقد فتحنا علاقات مع دول عربية ومع إسرائيل، ربطناهم معاً كي نبدأ تحالفاً لحفظ أمن أميركا"، ومعتبراً أن  "الإدارة السابقة قررت أن أكبر داعمة للإرهاب في العالم ستكون الشريكة في الشرق الأوسط، إيران. لقد غيّرنا هذا من أساسه. نحن نعلم أن هذا تهديد حقيقي للعالم ولأميركا".

وحين سُئل عن احتمال سلام في الشرق الأوسط قال بومبيو "أنتجنا في الشرق الأوسط الظروف التي بحسبها هذه الدول تعمل معاً في جبهات كثيرة".

سبب الزيارة عللّها مارك ثورنبيري نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي قائلاً  الانسحاب الاميركي يعني تسليم سوريا لإيران ما يشكلُ خطراً على إسرائيل وعلى دول الخليج، لذا فإن اعلان الرئيس دونالد ترامب تسبب في اثارة قلق عميق على نطاق واسع انتقادات شديدة في الداخل وفي الخارج قلقٌ لدى الحلفاء.. أمر دفعَ الإدارةَ الأميركية إلى إرسال بومبيو وبولتون إلى المنطقة في جولة على الحلفاء للتأكيد بأن الموقف الاميركي المتشدد تجاه إيران لم يتغير.

من جهة ثانية، رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، في حين اجتمع الأخير مع المتحدث باسم الرئاسة ومساعد للشؤون السياسية إبراهيم كالين.

إردوغان عللّ رفضه بأنه لا يمكن قبول التصريحات التي أدلى بها بولتون بشأن سوريا في "إسرائيل"، مشيراً إلى أن "بولتون ارتكب خطأ فادحاً".

وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير أن بولتون قال إن أميركا لن تنسحب من قاعدة التنف في سوريا في هذه المرحلة، معلناً أن إردوغان لن يشنّ هجوماً في سوريا بينما لا تزال القوات الأميركية هناك.

في حين أبلغ بولتون المسؤولين الأتراك بأن أميركا تعارض أي معاملة سيئة للحلفاء الكرد، كما لفت إلى أن بولتون أبلغ الأتراك بأن مقال الرئيس عن انسحاب أميركا من سوريا كان مسيئاً وجانبه الصواب.

التحركات الدبلوماسية لإدارة ترامب في المنطقة لم تكشف عن وجهة أميركا مع حلفائها لما تدعو إليه لكن واقع الأمر هو أن واشنطن تنتظر ما سيقوم به الحلفاء بينما ينتظر الحلفاء ما ستقوم به إدارة ترامب.