رجال الله في غزة يذلون الكيان الصهيوني
نتنياهو الذي سارع إلى الاستنجاد بسلطة رام والله، وجهاز المخابرات المصرية، لكي يوافق رجال الله في غزَّة على التهدئة المشروطة، اصطدم بعقبة الاستقرار السياسي والقرار السيادي للمقاومة، التي أملت شروطها كاملة على الجانب الإسرائيلي هذه المرة.
كالعادة خسر نتنياهو ومن ورائه جيش الاحتلال الصهيوني، حربه المصغّرة على قطاع غزّة، وخرجت قواته من هناك وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة والعار، وتم تمريغ أنف وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان في التراب، وهو ما اضطره إلى الاستقالة، والتي اعتبرتها أوساط حكومية وإعلامية صهيونية، وثيقة تنازل ضمني منه ومن حزبه (إسرائيل) بيتنا، عن حقّهم في قيادة اليمين المُتطرّف، وكذا عنواناً لمرحلة سياسية جديدة، يكون فيها نتنياهو معزولاً داخل حكومته، ومحاصراً من الكثير من أعدائه السّياسيين، وعلى رأسهم تسيفي ليفني التي دعته إلى تقديم استقالته فوراً، والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، بالإضافة إلى اليسار الصهيوني الذي يقوده حزب العمل التقليدي في تل أبيب. حماس ومختلف فصائل المقاومة الفلسطينية وعبر غرفة العمليات المشتركة والتي ضمّت 11 فصيلاً مقاتلاً، استطاعت أن تدكّ المستوطنات الصهيونية الكبرى ومدنها كعسقلان، بأكثر من 370 صاروخاَّ، والتي لم تنجح منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية كحيتس، أو القبّة الحديدية ومقلاع داوود وغيرها، سوى في اعتراض حوالى 100 صاروخ منها، فيما انهارت البقية على المدن الصهيونية كطيور الأبابيل، فأوقعت الكثير من الإصابات في صفوف الصهاينة.
بالإضافة إلى سقوط العشرات من الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح، جرّاء نجاح كتائب شهداء الأقصى في تدمير آلياتهم، وإفشال محاولتهم التسلّل إلى القطاع المُحاصَر ليلاً في العديد من المرات، وبالتالي فإن الاستراتيجية العسكرية الصهيونية، التي اعتمدت هذه المرة على الهجوم المباغت والسريع قد مُنيت بفشلٍ ذريعٍ، يُضاف إلى سلسلة الهزائم المادية والمعنوية لهذا الكيان المُغتصب لفلسطين التاريخية، بعد أن أحبط سكان الجولان السوري المحتل، محاولاته لترسيخ الاحتلال كأمر واقع عن طريق إجراء انتخابات محلية صهيونية، رفضها أهل الجولان جملة وتفصيلا.
ولكن على الجهة المقابلة لتلك الملاحم البطولية التي سطّرها المقاومون بدمائهم وأرواحهم الزكيّة، نجد خنوعاً واستسلاماً غير مسبوق من طرف سلطة رام الله، التي أظهرت وسائل إعلام عبرية وعربية أحد قياداتها وهو يساعد جندي في تركيب إطار عجلة إحدى آلياته المُعطّلة، وهو ما دعا القائد يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزّة إلى القول أنتم تركبون إطارات آليات العدو، أما نحن فنقوم بإعطابها. فسلطة رام الله التي أدانت قصف المغتصبات الصهيونية بمئات الصواريخ التي انطلقت كحمم البركان من غزّة الثبات والصمود والعزّة والكبرياء، والتي تقطع الكهرباء والغذاء والرواتب عن أهله تبارك أفعال نتنياهو الإجرامية ضدّ أبناء القطاع الصامد، وتتآمر على المقاومة الفلسطينية ليل نهار، ويعطي مسؤولوها في الداخل والخارج صورة سيّئة جداً عن الكوادر السّياسية الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني بشكل عام، وخاصة في مختلف سفاراتها المُنتشرة عبر العالم ومنها الجزائر.
نتنياهو الذي سارع إلى الاستنجاد بسلطة رام والله، وجهاز المخابرات المصرية، لكي يوافق رجال الله في غزَّة على التهدئة المشروطة، اصطدم بعقبة الاستقرار السياسي والقرار السيادي للمقاومة، التي أملت شروطها كاملة على الجانب الإسرائيلي هذه المرة، وأجبرت العدو الصهيوني على وقف حملاته العسكرية وقصفه العشوائي لسكان القطاع ومدنه، وخرج العدو منها مهزوماَ يجرّ أذيال الخيبة والندامة هو وكل من ناصره من الدول العربية والخليجية خاصة، والتي أرادت كَسر شوكة المقاومة من أجل إخراج علاقاتها معه إلى العلن من دون حياء أو خجل هذه المرة.