إيران في مهب العقوبات الأميركية - الإسرائيلية
العقوبات على إيران ليست أكثر من سابقاتها، ففي الحقبة الماضية نجد أن العقوبات قوّت إيران وأظهرت نجاحاً في اعتمادها على نفسها في محاولتها البقاء على قيد الحياة من دون الخضوع لأحد، لا بل تمكّنت من الوقوف في وجه أميركا القوّة العُظمى. السؤال هنا هل استطاعت هذه العقوبات الاقتصادية أن تضعف إيران لكي تعوّل الولايات المتحدة الأميركية على عقوبات جديدة؟.
في كل يوم ومع كل عقوبات تُفرَض على إيران، نجدها تتحدّى أكثر، وبعزيمةٍ أقوى بفضل تماسُك شعب يرفض الخضوع للمطالب الأميركية التي هي في الأساس لا تخدم الشعب الأميركي أو تحميه إنّما هي مُجرّد عقوبات تهدف إلى تحقيق مطالب ومخاوف إسرائيلية من تعاظُم النفوذ الإيراني وتأثيرها على مسألة وجود الكيان الغاصِب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حتماً هذه العقوبات سوف تزيد الضغط على الجمهورية الإسلامية ولكن هل ستجعلها تخضع؟، هل ستجعلها تتخلّى عن سياستها؟، هل ستتخلّى عن فلسطين وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟، هل ستخرج من سوريا أو تنفّذ رغبة الأميركي في إضعاف النظام السوري أكثر والتخلّي عن دعمه؟، هل ستقف بعيدة وتتخلّى عن إعادة إعمار سوريا؟، والسؤال الأهم هل ستوقِف دعمها ومُساندتها لحزب الله الحليف الأقوى في المنطقة والعدو الأول للصهاينة؟.
ينتظر العالم رداً حاسِماً وموجِعاً من الجمهورية الإسلامية بدأ مع القائد سليماني، هل ستتغيّر قواعد اللعبة في سوريا؟ هل سنجد تعنّتاً إيرانياً أكبر في الداخل السوري؟ هل سيتحرّك اللاعِب الأقوى على الساحة اللبنانية ويتعرقل تأليف الحكومة إلى أجلٍ غير مُحدّد في وجهِ التدخّل السعودي في الشأن اللبناني، على مقولة كما لك في لبنان لي أيضاً أكثر؟ أم أنه غيّر رأيه في تسميته رئيس الحكومة سعد الحريري وما عاد مقبولاً الآن عند الطرف المقاوِم؟ ماذا سيشهد اليمن في الأيام القادمة، في الشأن الفلسطيني ما هي ورقة إيران؟ هل تزداد المواجهات في غزّة؟.
بالطبع أوراق الجمهورية الإسلامية كثيرة وضاغِطة ولكن كيف ستواجه هذه العقوبات من الناحية الاقتصادية؟، هل ستزداد تقرّباً من روسيا العدو الأول لأميركا؟ هل ستصبح روسيا القوّة العُظمى الحامية للمصالح الإيرانية؟، أين هي الصين من هذه العقوبات وهي التي تواجه السياسة الأميركية في نظامٍ إقتصادي مَرِن يُهدّد الاقتصاد الأميركي. هل ستعطي الدفع الأقوى للجمهورية الإسلامية وتساندها في وجه هذه العقوبات؟.
ماذا سيجني ترامب من هذه العقوبات؟ دعماً إسرائيلياً صهيونياً في الانتخابات؟ أم دعماً مالياً سعودياً لحملته أو لإقتصاد بلاده أم أنه يلعب في كلا الإتجاهين وهو الذي ترك مجالاً للتفاوض؟،هل ستقبل إيران التفاوض ولكن على ماذا تفاوض؟ على سوريا! أو حزب الله! أو اليمن أو على فلسطين!؟، أم ستعمل على إحلال الحشد الشعبي العراقي الذي أصبح أيضاً يشكّل نقطة خوف لدى أميركا؟.
طبعاً لن تتخلّى إيران عن أيٍّ من هذه المحاور المقاوِمة في وجه إسرائيل، لن تخسر الجمهورية الإسلامية الإيرانية مكانتها كقوّة إقليمية فاعِلة في الشرق الأوسط. ماذا تُخبّئ إيران في جُعبتها من مفاجأة تهزّ إسرائيل قبل أميركا؟، الجواب رهن الأيام القادمة وما ستشهده المنطقة من تطوّراتٍ حاسِمةٍ في الكثير من القضايا.
لماذا هذه العقوبات هي الأشدّ في تاريخ العقوبات الأميركية على إيران؟ ألم تجد نفعاً العقوبات السابقة؟، هل بهذه العقوبات ستنتصر أميركا في حربها على إيران أم ستجعلها ترضخ لشروطها؟ هل يلعب ترامب لعبة خطيرة؟.