كيف تعمل الدعاية الصهيونية إعلامياً على استهداف الجزائر؟

الجدير بالذكر بأن هناك الكثير من النُخَب الإعلامية والسياسية الجزائرية في الداخل والخارج، يمتلك عنها الكنيست الإسرائيلي قاعدة بيانات مُفصّلة، وهم مرصودين عبر عملائه المحلّيين والاقليميين، وهناك من تمت عملية تجنيدهم بنجاح، وأصبحوا يُنفّذون الأجندات الصهيونية، لزرع بذور الشقاق والفتنة، بين أبناء البلد الواحد، حتىَّ وإن ادّعى بعض هؤلاء أنهم يحاربون الموساد ليل نهار، أو أنهم مُستهدَفون من قِبَله، ومحاولة بعضهم الدائمة تشويه صورة الشرفاء من النُخَب الوطنية التي تمتلك بُعد نظر واستراتيجية متكاملة لإحداث التغيير الشامل في المجتمع الجزائري ككل، مع الحفاظ على المكتسبات التاريخية للدولة الجزائرية.

عمل الموساد على إنشاء صفحات تابعة للجيش الإسرائيلي بأسماءٍ عربيةٍ وهميةٍ مُستعارة، للتشكيك بالركائز القتالية للجيش الجزائري

عملت الدعاية الإعلامية الصهيونية على محاولة استهداف الجزائر، بشتّى الطُرق والسّبل والوسائل الممكنة، وذلك في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى محاولة الولوج إلى عُمق المجتمع الجزائري وضربه في الصميم، وتشكيكه في مؤسساتها الوطنية السيادية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، التي تُعتبر درع البلاد الحامية لها في مواجهة الأخطار والتهديدات الخارجية، فالمؤسسة العسكرية الاستخباراتية الصهيونية عملت على استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا والأساليب الإعلامية العلمية الحديثة من أجل ذلك، وخاصة من خلال استخدام منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث عملت عن طريق وحدة المُستعربين داخل جهاز الموساد، على إنشاء صفحات تابعة للجيش الإسرائيلي، أو بأسماءٍ عربيةٍ وهميةٍ مُستعارة، من أجل التشكيك في كل الركائز والعقائد القتالية الأساسية للجيش الجزائري، وفي تحالفاته العسكرية الاستراتيجية مع دول تُعتبِر تاريخياً من أهم المصدّرين للجزائر بأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيات العسكرية الرائدة، ومنها الحليف الروسي في المقام الأول.

ومن هذه الصفحات المسمومة والتي يُشرف عليها ضباط الاستخبارات العسكرية الصهيونية، المسمّاة آمان، صفحة جيش الدفاع الإسرائيلي بالعربية، والتي تُعتبَر من أهم الصفحات التي تروِّج للأكاذيب والتضليل الإعلامي عن المؤسسة الأمنية العسكرية الجزائرية، وتتّهمها بأنها من كانت مسؤولة في فترة التسعينات من القرن الماضي، عن ارتكاب مجازر بشعة مروِّعة راح ضحيتها آلاف الأبرياء من المدنيين، كمجازر الرمكة، والرايس، ومجزرة سيدي موسى، وغيرها.  وهذا عبر منشور وضِعَ على جدار تلك الصفحة المُتصهينة بتاريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر 2016م، ليس هذا وحسب بل إن هذه الصفحة تنشر مجموعة من الأكاذيب والشائعات يكرّرها العديد من أوجه المعارضة الجزائرية بعِلم أو بغير عِلم، ومنها أن الجزائر تشتري صفقات سلاح سوفياتية في الماضي ثم روسية فاسدة، وبمبالغ خيالية من صفقات دبابات بي 29 إلى دبابات تي 90، بالرغم من أن الأخيرة وباعتراف حتى خبراء التسليح الأميركان والغربيين تُعتبَر واحدة من أقوى وأفضل أنواع الدبابات القتالية في العالم حالياً.

بالإضافة إلى أن هذه الصفحة وضعت في أحد مناشيرها صورة لصاروخ توبول الروسي العملاق، والذي تعاقدت الجزائر مؤخراً لشرائه من موسكو، وإدخاله ضمن أنظمة الدفاع الجوي الاقليمي للجزائر، بعد أن وضعت عليه صورة علَم حركة الماك الانفصالية، وكتبت فوق تلك الصورة المُربكة "جمهورية القبائل الحرة، نحن معكم قلباً وقالباً، حتى ولو أدى ذلك إلى التصادم المباشر مع الاحتلال الجزائري"، زيادة على كل ما سبق ذكره تجب الإشارة هنا إلى أن هذه الصفحة، تحاول أن تلعب على وتَر دعم الجزائر لقضية الشعب الصحراوي المُحِقة، والتي تُعتبَر قضية تصفية استعمار، وفق تعريفات الأمم المتحدة، والخلط المتعمّد عبر اتباع استراتجيات التسميم الإعلامي المُمنهَج، حيث أنها تقارن بين تلك القضية الإنسانية العادلة، والتي تدعمها الجزائر، وبين حركة الماك الانفصالية التي تعمل وفق الأوامر الغربية الصهيونية.

فالمحاولات الإعلامية الصهيونية للتأثير على الرأي العام الوطني، لكي ينقلب على مؤسساته الأمنية ومحاولة زعزعة ثقته فيها، لم تقف عند هذا الحد بل تعدّته إلى الإعلان عبر صفحة جهاز الموساد الإسرائيلي، في موقع فايسبوك عن حاجتها إلى عُملاء ومتعاونين عرب وخاصة جزائريين، من أجل العمل على خدمة المشروع الصهيوني والمُغلّفة طبعاً بشعارات رنّانة، كنشرِ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإرساء دعائم المحبة والإخاء عبر الشعوب ... إلخ، وذلك مقابل أموال طائلة وتسهيلات حياتية ودبلوماسية كثيرة.

وجدير بالذكر بأن هناك الكثير من النُخَب الإعلامية والسياسية الجزائرية في الداخل والخارج، يمتلك عنها الكنيست الإسرائيلي قاعدة بيانات مُفصّلة، وهم مرصودين عبر عملائه المحلّيين والاقليميين، وهناك من تمت عملية تجنيدهم بنجاح، وأصبحوا يُنفّذون الأجندات الصهيونية، لزرع بذور الشقاق والفتنة، بين أبناء البلد الواحد، حتىَّ وإن ادّعى بعض هؤلاء أنهم يحاربون الموساد ليل نهار، أو أنهم مُستهدَفون من قِبَله، ومحاولة بعضهم الدائمة تشويه صورة الشرفاء من النُخَب الوطنية التي تمتلك بُعد نظر واستراتيجية متكاملة لإحداث التغيير الشامل في المجتمع الجزائري ككل، مع الحفاظ على المكتسبات التاريخية للدولة الجزائرية.

وبالتالي فإن إنكار أن الجزائر مُستهدَفة من طرف الكيان الصهيوني إعلامياً، واستخباراتياً، وسياسياً واقتصادياً، وثقافياً لا يخدم في الأخير إلا أجهزة المخابرات الإسرائيلية، التي تحاول دائماً تمويه أنشطتها الإعلامية ودعمها المباشر أو غير المباشر للكثير من الناشطين السياسيين أو الإعلاميين، وتشويه صورة مَن يفضح مخطّطاتها في الجزائر، ودعوة هؤلاء عبر حسابات وهمية إلى الاهتمام بفضح الفساد المستشري في دواليب الدولة، والذي يهدف نشره وتعميمه في مختلف مؤسسات البلاد إلى إضعافها اقتصادياً، بدل الاهتمام بنشر شائعات مغرضة لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع.