«عهد التميمي».. طفلة بركلتها تهزّ أركان «إسرائيل»
الطفلة عهد التميمي أوصلت الرسالة كاملة إلى العالم أجمع أن الدول مهما كانت قوّتها وتسليح جيشها تستطيع هزيمتها وزعزعة أركانها بإرادة وعزيمة شعب يؤمن بنضاله الوطني نحو إقامة دولته على أسُس العدالة والكرامة والديمقراطية. فالجندي الإسرائيلي يعترف ضمنياً وبداخله ليس فقط بمَنْ هو صاحب الحق ومَنْ لا حق له، إنما يعترف بداخله أيضاً بمَنْ هو القويّ ومَنْ هو الضعيف، الجندي المُدجّج بالسلاح من أخمص قدميه وحتى رأسه.
عهد التميمي الطفلة ابنة السادسة عشر ربيعاً، ترعرعت في مقاومة المُحتل الإسرائيلي منذ نعومة أظفارها، فهي «النشمية» ابنة الثائر باسم التميمي وأمّها البطلة ناريمان، وعهد هي التي صفعت وركلت جندياً إسرائيلياً مُدجّجاً بالسلاح وهزّت أركان دولته، دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي أيضاً تبسّمت بثقة كبيرة وهي تقف بين يديّ سجّانيها من دون خوف.
الطفلة عهد التميمي أوصلت الرسالة كاملة إلى العالم أجمع أن الدول مهما كانت قوّتها وتسليح جيشها تستطيع هزيمتها وزعزعة أركانها بإرادة وعزيمة شعب يؤمن بنضاله الوطني نحو إقامة دولته على أسُس العدالة والكرامة والديمقراطية. فالجندي الإسرائيلي يعترف ضمنياً وبداخله ليس فقط بمَنْ هو صاحب الحق ومَنْ لا حق له، إنما يعترف بداخله أيضاً بمَنْ هو القويّ ومَنْ هو الضعيف، الجندي المُدجّج بالسلاح من أخمص قدميه وحتى رأسه، المُقتحِم لبيتٍ ليس له، لا شهامة لديه ولا قضية عادلة يحارب من أجلها، أم الفتاة غير المسلحة وهي تدافع بأيديها عن بيتها وعن كرامتها بصفعة.
عهد أرعبت وأرهبت الاحتلال، وهذا ما رأيناه في شهوة المسؤولين الإسرائيليين للانتقام منها، ومنهم زعيم البيت اليهودي ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي لا يفهم أسُس التربية بتوعّده لطفلة بالقول، "لتمضِ حياتها في السجن"، فيما يتساءل مراسلون عسكريون ومحرّضو اليمين وخبراء الأمن الإسرائيليين، "لماذا عندنا 8200 وحدة دوفدوفان، وكفير، وفي نهاية اليوم يقف الجيش الإسرائيلي في مواجهة مواطنين مدنيين عُزّل ملّوا من الاحتلال، على صورة فتاة مع كوفية على كتفيها؟"، فيما يدعو صحافي إسرائيلي في مقال بصحيفة يديعوت أحرنوت إلى اغتصاب الطفلة عهد ليكشف اللثام عن الاحتلال.
البطلة الفلسطينية عهد التميمي وقفت في قاعة المحكمة العسكرية بغرب رام الله، مقيّدة القدمين بسلاسل داخل قفص حديدي محاطة بأربعة حراس من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تحمل ابتسامة ثقة، وهي ترى عدداً من المدافعين عنها، ومنهم، المحامية الإسرائيلية في مركز بتسليم لحقوق الإنسان غابي لاسكي التي طلبت من القاضية العسكرية الإفراج فوراً عنها، لأن اعتقالها كونها قاصراً بل وترويعها واحتجازها في السجن من دون إدانة يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون. فيما قال أحد الناشطين الإسرائيليين المُناهض للاحتلال وقد حضر إلى المحكمة: "إني أخجل من نفسي ومن التاريخ. كيف نضع طفلة جميلة في قفص ونقيّد رجليها بالحديد… هذه محاكمة سياسية… أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت وبنيامين نتانياهو في مواجهة طفلة فلسطينية"..
أراد الاحتلال أن يُخيف الطفلة عهد باعتقالها ومحاكمتها رغم صغر سنها، لأنه لا يعطي للقوانين والعهود أي اهتمام ولا يؤمن سوى بالقتل والترهيب، ويدرك أن شريعة الغاب هي السائدة بين الأقوياء، ولا سيما أنه يواصل اعتقال 350 طفلاً بينهم 12 أسيرة قاصرة من دون وجه حق.
إن الاحتلال يبقى احتلالاً مهما حاول تجميل صورته لأنه يمثّل جيش دولة لا أخلاقي فهو يسرق ويصادر الأرض ويواصل القتل والاعتقال والتنكيل ويهوّد القدس ومهما حاول المجتمع الدولي تبرئة المحتل من أفعاله .
عهد انتصرت وثأرت لفلسطين والقدس العاصمة الأبدية بطريقتها الخاصة وفعلت فعلتها وشاهدها مئات الملايين وهي تدافع عن كرامتها وكرامة شعبها وعن قُدسها ، لتكون مفخرة للأمّة في الوقت الذي سمح البعض فيه لهذه الكرامة أن تُداس إرضاءً لـ«إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية.
عهد يكمُن بداخلها أن "هذه الأرضُ لنا، الزرعُ فوقها لنا، والنفطُ تحتها لنا، وكلُ ما فيها بماضيها وحاضرها لنا"، لتقول للمحتل الغاصب، "إن اعتقالكم لي لن يُخيفني ولن يُرهبني، وسأواصل مقاومة الاحتلال حتى يحمل عصاه ويرحل عن أرضنا وقدسنا بلا رجعة حاملاً ذيول الخزي والهزيمة".