إذاعة القرآن الكريم المصرية نورٌ وضرورة
الحقيقة أن إذاعة القرآن الكريم في مصر بدأ إرسـالها في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 25 آذار/مارس سنة 1964م، بمدّة إرسال قدرها 14 ساعة يومياً من السادسة حتى الحادية عشرة صباحاً، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساء بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
الحقيقة أن إذاعة القرآن الكريم في مصر بدأ إرسـالها في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383 هـ الموافق 25 آذار/مارس سنة 1964م، بمدّة إرسال قدرها 14 ساعة يومياً من السادسة حتى الحادية عشرة صباحاً، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساء بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وقد اقتصرت على تلاوة القرآن الكريم فقط، ثم بدأ برنامج "في بيوت الله" يخطب من خلاله كبار الشيوخ مثل الإمام الأكبر محمّد بيصار والشيخ الإمام الأكبر محمّد الفحّام والشيخ الشرباصي والشيخ الباقوري وغيرهم من كِبار عُلماء الأزهر الشريف.
وحدث أن وصلت نسخ من مصاحف من غرب أفريقيا إلى مصر، فيها تحريف خاصة الآية الكريمة "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه"، مكتوبة مندون غير، لتصبح الآية "ومن يبتغ الإسلام ديناً فلن يُقبل منه"، وهو تحريف متعمّد، ووصلت النسخ إلى الرئيس جمال عبد الناصر، فاجتمع بقرّاء القرآن الكريم وعُلماء الأزهر وطلب منهم مواجهة هذا الأمر الخطير، اقترح البعض طبع مصاحف جديدة وإرسالها، ولكن الأمر استقرّ في النهاية إلى ترتيل القرآن الكريم وإذاعته عبر إذاعة القرآن بالصورة التي نستمع إليها الآن، وأول من رتّل القرآن هو الشيخ محمود خليل الحصري، حيث رتّل القرآن بقراءات حفص وورش وقالون، ولكن قراءة حفص هي الأشهر، وبالفعل تمت إذاعة الترتيل المبارك، ثم حذا باقي الشيوخ حذو الشيخ الحصري، وأشهرهم الأربعة الكبار: محمود صدّيق المنشاوي ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد ومحمود علي البنّا، فخمدت فتنة تحريف المصاحف المزوّرة، خاصة بعد أن توجّهت الإذاعة للغرب الأفريقي بلغة الهوسا الأفريقية، وإلى باقي دول العالم.
وخلال المدّ الوهّابي حاول شيوخ السعودية إذاعة تلاوتهم للقرآن عبر الإذاعة المصرية ولم يفلحوا في الأمر نظراً لدقّة القرّاء المصريين، وامتحانهم العسير للمُتقدّم ليكون مُقرئاً للقرآن، والشيوخ الحذيفي والسديس وغيرهما حاولوا، ولكن وجدت عندهم أخطاء منعتهم من دخول الإذاعة المقدّسة، مع العلم أن رئيس لجنة الاستماع في وقت من الأوقات لمن يريدون الالتحاق بالإذاعة المصرية قُرّائاً للقرآن هو الموسيقار محمّد عبد الوهاب، لأن قارئ القرآن لابدّ من أن يدرس الدرجات الموسيقية والعروض الشعرية..
ثم تطوّرت الإذاعة القرآنية المصرية، ففي منتصف الثمانينات سجّلت مصاحف مُرتّلة لعدد من القرّاء هم: أحمد نعينع ومحمود حسين منصور وأحمد عامر والشحات محمّد أنور وعلي حجاج السويسي ومحمود صديق المنشاوي، ولكنها اقتصرت الترتيل على الخمسة الكبار المشهورين الأوائل.
ومنذ شهر آيار/مايو 1994م بلغت مدّة الإرسال لإذاعة القرآن الكريم أوجها، حيث تقرّر استمرار إرسال شبكة القرآن الكريم على مدار الأربع والعشرين ساعة، وقد بدأ إرسالها بإذاعة القرآن الكريم مُرتّلًا بقراءة حفص عن عاصم للشيخ محمود خليل الحصرى، لتكون أول صوت يُقدّم القرآن كاملاً بتسلسل السوَر والآيات، كما أنزلها أمين الوحي جبريل عليه السلام على قلب سيّد المُرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، واليوم توجد برامج جديدة متطوّرة، منها البرامج التي لا تتعدّى مدّتها الخمس دقائق، وبرامج حول قضايا المرأة وتجديد الخطاب الديني، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، ويصل الإرسال إلى كل دول العالم، وخاصة إلى الجاليات المسلمة في الدول الأوروبية، والكمال لله وحده...