الهولوكوست.. تلك الخديعة الكبرى!
تصريح وزير خارجية الإمارات يكاد يكون مستوحى من تصريح مماثل لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن، قال فيه إنه لن يكون هناك هولوكوست بعد اليوم.
قبل أيام، قام وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بزيارة متحف الهولوكوست في ألمانيا، والتوقيع على السجلّ الخاصّ به، قائلاً إنه لن يكون هناك هولوكوست آخر بعد اليوم.
تصريح وزير خارجية الإمارات يكاد يكون مستوحى من تصريح مماثل لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن، قال فيه إنه لن يكون هناك هولوكوست بعد اليوم، إثر القصف الجوي الذي استهدف المفاعل النووي العراقي الشهير "أوزاريك"، في ذروة انشغال العراق بحربه مع إيران.
الفارق بين التصريحين هو عاملا الزمان والمكان والسياقات المختلفة التي أتيا فيها، لكنَّ القاسم المشترك بينهما هو كلمة الهولوكوست التي تكرّرها علينا "إسرائيل" وساستها في مناسبة أو من غيرها.
بشكل عام، يشير مصطلح الهولوكوست أو الشواه - وفق التصوّر العبريّ - إلى الإبادة الجماعية للعرق اليهودي الأوروبي على يد النظام النازي في ألمانيا، بزعامة أدولف هتلر، إبان الحرب العالمية الثانية، والتي بلغ عدد ضحاياها، بحسب المزاعم الإسرائيلية، أكثر من 5 ملايين يهودي قضوا في معسكرات الاعتقال في أوشفيتز بركناو في بولندا.
في تلك الفترة، بلغ التعاون بين الصهاينة والنظام الهتلري مستوى عالياً قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها. وقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق شامير وبيغن من أبرز المتواطئين مع النازية، لأنَّ الهدف كان إنشاء دولة يهودية في فلسطين بأي ثمن. وقد ألقت السلطات البريطانية القبض على شامير بتهمة التعاون مع العدو النازي.
أما الحديث عن وجود هولوكوست خاصّ باليهود، فيفنّده العديد من المثقفين والمفكرين الأوروبيين، وعلى رأسهم المفكر المسلم روجيه غارودي في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، والمؤرخ البريطاني الشهير ديفيد إيرفينغ، معللين ذلك بأدلة وبراهين، ما عرَّضهما للتضييق إعلامياً وثقافياً، ووصل الأمر إلى ردهات المحاكم بتهمة الإنكار ومعاداة السامية.
كما أنّ المفكّر اللبناني عمر فروخ الَّذي عاش في ألمانيا في زمن هتلر، عندما سئل عن رأيه في قضية إبادة هتلر لخمسة ملايين يهودي، أجاب بأن الأخير أبعد اليهود عن المناصب الحيوية في ألمانيا، وأنَّ إبادة 5 ملايين يهودي رقم مبالغ فيه.
ولطالما اتخذت "إسرائيل" من الهولوكوست وسيلة لابتزاز ألمانيا مالياً باسم عقدة الذنب، والكل يعلم أسلوبها في الابتزاز والتباكي، فالادعاء بمقتل 5 ملايين يهودي في معسكرات الاعتقال حرقاً في أفران الغاز هو كذبة اختلقها الصهاينة وصدقها الغرب.
أما الذين قضوا في معسكرات الموت النازية، فقد كانوا خليطاً من اليهود وغيرهم، بسبب انتشار الأمراض والأوبئة، والمؤسف أنَّ "إسرائيل" جعلت اليهود الضحايا الوحيدين في المعسكرات، كما جعلتهم يسمون على ما عداهم من الأجناس الأخرى.
من هنا، يتبيَّن أنَّ الهدف من ابتكار الصهيونية لمصطلح الهولوكوست هو استدرار عطف العالم، وخصوصاً الدول الغربية، بقصد إقامة وطن قومي للشعب اليهودي على أرض فلسطين، وهو ما مكَّنهم بعد ذلك من إقامة كيانهم عليها، بعد انتزاعها من أصحابها الأصليين.
إنَّ الهولوكوست الحقيقي هو ما يتعرَّض له الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وسرقة لأرضه، فضلاً عن الحصار والتجويع والمؤامرات التي تحاك ضده، بغرض الإجهاز على قضيته، في الوقت الذي أدار له العرب ظهر المجن.
ما كتبه وزير الخارجية الإماراتي هو اعتراف صريح بوجود الهولوكوست الذي لا يوجد إلا في مخيّلة "إسرائيل"، في الوقت الذي كان حرياً به التفطن إلى هذا الفخ الإسرائيلي الذي ستكون له تداعيات خطيرة، وخصوصاً أنّ اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل" قد تشمل مجال الثقافة والتعليم، ما قد يجبر الإمارات العربية على إدراج الهولوكوست في المقررات الدراسية وتلقينه للتلاميذ والطلبة الإماراتيين.
إنَّ الهولوكوست ليس سوى خديعة انطلت على دول العالم، لاحتلال أرض وبناء دولة مصطنعة عليها، بعد سرقتها من سكانها الأصليين، بتواطؤ مفضوح من الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية. والسؤال الذي يطرح نفسه: متى سيستفيق العالم من هذا الوهم المميت الذي يسمى الهولوكوست؟