"الميادين" تشعل الشمعة الثامنة.. ثبات الخيار وصدق الموقف
"قناة الرقم الصعب في الزّمن الصعب"، أطلّت في زمن الخذلان العربي والتكالب الدّولي على أمّتنا.
بعد 8 سنوات، تتوّج "الميادين" مسيرة حافلة من العمل المهني والمتقن، بأسرة إعلامية متكاملة، كلوحة فسيفسائية جميلة سحرت الأنظار إقليمياً، وحتّى دولياً، فهي بحقّ صوت المقاومة وأساس كل انتصار، وصوت الثائرين، وأمل كلّ الأحرار، وقناة المقاومة والتحرير والانتصار، وقناة أمّتنا التي تستحق الحياة والأمل.
"قناة الرقم الصعب في الزّمن الصعب"، أطلّت في زمن الخذلان العربي والتكالب الدّولي على أمّتنا، لتكون صوت الحقّ المدوّي في كل الساحات. هي صوت كل حرّ وشريف ومقاوم وطالب حريّة، هي أمل الأمة العربية والإسلامية وكل مظلوم، من أميركا اللاتينية، إلى وطننا العربي والإسلامي الكبير، إلى كلّ دول آسيا الكبرى.
يوم انطلقت "الميادين"، حدّد الأستاذ غسان بن جدو البوصلة، وهي "فلسطين"، وقالها بالتّوكل على الله تعالى: "يا ربّ"، فلم تكن القناة تابعة أو قناة خاصة تُعْنَى فقط بشأن معيّن، بل كانت صوت المظلومين والمستضعفين في كلّ الميادين، وطبّقت شعاراتها العديدة، من مثل "أمّتنا تستحق الحياة"، "للعدالة في فلسطين"، "أمتنا تستحق الفرح"، "مع الإنسان في كلّ مكان"، "أمّتنا تستحق السلام"، وغيرها من الشعارات.
مرّت القناة بصعوبات وتهديدات وهجمات من أعداء الأمّة، كان آخرها أن تصبح في قفص الاتهام لدى كيان العدو الصهيوني مع كلّ من يطلّ عبر كاميراتها، لأنّها القناة الأقوى في نقل صوت المقاومة، لكنّها لم تتوقّف عن تقديم رسالتها، ولم يثنها ذلك عن مواصلة نهجها ومشروعها المقاوم.
واليوم، لم تعد مجرد قناة تقدم الأخبار أو برنامجاً معيّناً، بل تطوّرت وأصبحت رقماً صعباً، ليس بين القنوات العربية فحسب، بل بين الوكالات الإخبارية والدولية، وهذا كلّه شهدناه بالدليل والبرهان على امتداد السنوات.
دخلت القناة عدّة ميادين، فكانت صوت الحريّة لمعظم الساحات المحتلة من الإرهاب الصهيوني والتكفيري والاستكبار العالمي.
من فلسطين البوصلة وأساس كلّ الوجود الإنسانيّ، كانت صوت المقاومة الفلسطينية وصورتها للعالم، فكانت أساس الانتصار في العام 2012، وفي عدوان 2014 وفي 2019، وحتّى العام 2020، وكانت السبّاقة لنقل الواقع كما هو، ونقل معاناة شعب فلسطين من الإرهاب الصهيوني والعمالة والتطبيع العربي، حتّى إنّها لاقت اهتمام إعلام العدو الصهيوني، وباتت في الآونة الأخيرة سبباً "اتّهاميّاً" لكلّ من يطلّ عبرها داخل المحاكم الإسرائيلية.
دخلت قناة "الميادين" أيضاً الميدان السوري، فأظهرت بالصوت والصورة ما يجري من عدوان عالمي على سوريا، فكانت الظّهر الإعلامي المدافع عن الدّولة السورية وصمودها وبقائها ميدانياً وسياسياً، ففضحت المؤامرات، وكشفت تاريخ سوريا المقاوم وصبرها على العدوان.
وفي الميدان العراقي، كانت مصدر الخبر الأكيد، من إنجازات الجيش العراقي إلى مقاومة الحشد الشعبي المقدس، ما دفع قنوات دولية إلى نقل ما تبثّه من الصور والفيديوهات.
أمّا الميدان البحريني، فكانت "الميادين" صوت شعبه الثائر الّذي لم ولن يركع للظلم والطغيان.
وعلى صعيد العدوان الخليجي على اليمن المظلوم، تصدّرت قناة "الميادين" المشهد، فكانت صوت المقاومين من الشعب اليمني، ناقلة معاناتهم من الحصار والغارات، وصرخات الموجوعين، وألم الجرحى، وأنين المستضعفين.
وفي باقي الساحات والميادين، نقلت صوت الأحرار أينما كانوا، من تونس إلى الجزائر إلى مصر، وغيرها من الدول والبلدان، فكانت الأولى في تبيان المتآمرين على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول أميركا اللاتينية.
هي مشروع مقاومة بحقٍّ، والمقاومة لا تنتهي ولا تركع، مهما عصفت بها الرّياح العاتية. المقاومة تتوقّف بانتهاء الظلم وسقوط الباطل. لذلك، ما دام هناك ظلم بمختلف الأشكال، فإنّ قناة "الميادين" باقية بإذن الله.
نحتفل اليوم مع "الميادين" بالشمعة الثامنة الّتي سنشعلها يوم 11 حزيران/يونيو 2020، لنزيد طريق المقاومة نوراً على نور بهذا النّجاح والتألق وحسن الإنجاز، وسنبقى ثابتين ومستمرين، فـ"الميادين" مشروع مقاومة، والمشروع لن يتوقف ولن ينتهي، الموقف هُوَ هُوَ لن يتغيّر. البوصلة التي تجمعنا ستبقى فلسطين؛ حريّة كلّ فلسطين من فائها إلى أصغر ذرّة من ترابها.. لن نحيد ولن نلين.
سنبقى على العهد مع "الميادين"، وسنمضي مصمّمين على استمرارية الكفاح من أجل كرامة الأمّة وإعلاء راية الحقّ في كلّ الميادين.