ابن سلمان والحلول السياسية.. هل فقد الأمل بالحل العسكري؟
ما كشفته الصحافة العالمية من تحرك أميركي سعودي للتفاوض مع إيران، يؤكد أن لهجة ابن سلمان، ومن ورائه حليفه الأميركي، تغيرت، وأن الأمير الشاب فقد الأمل، ربما، بوقوف الرئيس الأميركي إلى جانبه في أي حربٍ يشعلها ضد إيران، فهو سيحاول التعلق بقشة الحلول السياسية كي ينقذ نفسه.
في أول رد سعودي على عملية الجيش اليمني في نجران، "نصرٌ من الله"، فضّل الناطق باسم التحالف السعودي، تركي المالكي، وصف العملية بـ "المسرحية الحوثية".
كلام المالكي، سبقه كلام لوزير الإعلام اليمني ضيف الله الشامي الذي أكّد أن على السعودية إدراك أن الضربات المقبلة "ستكون موجعة"، مشدداً في حديث للميادين على أن المخرج الوحيد لها يتمثل في الموافقة على مبادرة الرئيس مهدي المشّاط.
ما كشفه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحافي بالتفاصيل يوم الأحد الفائت شكّل حالةً من الصدمة لم تستفق منها السعودية بعد، وخصوصاً أنه تحدث عن قصف موقع عسكري حساس في الرياض، ودكّ مطار جيزان بـ 10 صواريخ بالستية، وسقوط 3 ألوية عسكرية تابعة للتحالف في المساحة الجغرافية المحررة أثناء تنفيذ العملية.
هذا التحكم الدقيق بسير العمليات على الأرض يقابله إدارة وسيطرة أكثر دقةً على الصعيد السياسي وقدرة على صياغة المبادرات من موقع القوة، ليعلن رئيس لجنة الأسرى في صنعاء عبد القادر المرتضى عن مبادرةً لتسليم الأسرى من جانب واحد، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
المبادرة التي أشاد بها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، فور وصوله إلى صنعاء، رأى فيها بيئة مؤاتية لبناء الثقة واستئناف عملية السلام.
أما حسابات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد غرقه في المستنقع اليمني منفرداً تغيرت مع مرور الوقت، فقد اضطر للإعلان عن حلٍ تفاوضي مع إيران، معرباً عن أمله ألا يكون الرد على إيران عسكرياً بل سياسياً.
رسائل السعودية وصلت لإيران وتلقاها الرئيس حسن روحاني، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي، دون الكشف عن تفاصيل أكثر.
قطار المبادرات للحل بين السعودية وإيران ركبه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي تحدّث على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، أنه نقل رسالة من ولي العهد السعودي إلى طهران، فيما أجرى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي زيارة مفاجئة ومقتضبة إلى الرياض، في مسعى قالت بغداد إن هدفه "نزع فتيل التوتر في المنطقة".
ما كشفته الصحافة العالمية من تحرك أميركي سعودي للتفاوض مع إيران، يؤكد أن لهجة ابن سلمان، ومن ورائه حليفه الأميركي، تغيرت، وأن الأمير الشاب فقد الأمل، ربما، بوقوف الرئيس الأميركي إلى جانبه في أي حربٍ يشعلها ضد إيران، فهو سيحاول التعلق بقشة الحلول السياسية كي ينقذ نفسه.