إردوغان يعدّ "إسرائيل" منظمة صهيونية إرهابية والمعارضة تدعوه إلى التحرك ضدها
عملية الشد والمد في علاقة المعارضة التركية مع الحكومة بشأن التهديدات الإسرائيلية يبدو أنها ستستمر بعد أن تحوّلت إلى حديث الساعة في وسائل الإعلام الموالية والمعارضة.
بعد يوم من جلسة البرلمان المغلقة التي تخللها مناقشة تصريحات سابقة له قال فيها "إن الهدف التالي لإسرائيل هو تركيا"، كرّر الرئيس إردوغان هجومه العنيف ضد الكيان العبري، مؤكداً "أن إسرائيل منظمة صهيونية إرهابية تقتل الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتستهدف دول المنطقة وشعوبها" وأضاف " أننا لن نسمح لهذه المنظمة الإرهابية ومن يدعمها في الغرب، الذي يتحدث عن مساعيه الكاذبة لوقف إطلاق النار ويستمر في دعم إسرائيل، أن يحقق أهدافه في إجراء عملية جراحية تهدف إلى تقسيم المنطقة وتركيا. وعلى إسرائيل أن تكف عن هذيانها وسفسطاتها في الحديث عن أرض الميعاد، وهو ما سينتهي بالهزيمة الكبرى لها".
رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو وزعيم حزب "المستقبل"، وفي حديثه خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، شدد على "ضرورة التحرك العاجل والعملي لوضع حد نهائي لغطرسة الكيان الصهيوني" وقال " على تركيا أن تتبنى عملاً إسلامياً مشتركاً لمساعدة الشعبين الفلسطيني واللبناني، واللذين يتعرضان لإبادة جماعية أمام أنظار العالم".
بدوره، قال زعيم حزب "الشعب" الجمهوري، أوزكور آوزال" إذا كان الرئيس إردوغان صادقاً وجاداً في حديثه ضد إسرائيل، فما عليه إلا أن يصالح الرئيس الأسد فوراً، ومن دون أي شروط مسبقة. وبدلاً من أن يتصل بالرئيس بوتين ويطلب منه الاتصال بالرئيس الأسد ليحثّه على رفض زيارتي إلى دمشق ". ويقول آوزال "إن التدخل التركي في سوريا بعد 2011 السبب الرئيسي لما تقوم به إسرائيل في المنطقة الآن" ويؤكد "لو استمرت أنقرة في صداقتها مع دمشق بعد 2011 وكما كانت قبل ذلك التاريخ، لما تجرأت إسرائيل على عدوانها على غزة والآن لبنان".
وأشار آوزال إلى "الحركة التجارية بين إسرائيل والشركات التركية التي تستمر في تصدير منتجاتها الحربية إلى إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر". وقال" في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، توجهت 84 سفينة تجارية من الموانئ التركية إلى الموانئ الإسرائيلية" وشدد "على ضرورة إيقاف كل أنواع التعاون التجاري مع تل أبيب فوراً".
عملية الشد والمد في علاقة المعارضة مع الحكومة بشأن التهديدات الإسرائيلية يبدو أنها ستستمر بعد أن تحوّلت إلى حديث الساعة في وسائل الإعلام الموالية والمعارضة، والتي تغطي أخبار العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين معاً. مع المعلومات التي تتوقع عدواناً صهيونياً سيستهدف إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يتحدث عنه الإعلام الإسرائيلي والأميركي والأوروبي. وسيضع مثل هذا الاحتمال تركيا أمام خيارات صعبة ومعقدة، باعتبارها دولة جارة لإيران، وفي الوقت نفسه، هي عضو في الحلف الأطلسي الحليف لـ"إسرائيل"، وعلى أراضيها أكثر من 20 قاعدة أميركية و أطلسية.
في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لانتهاج سياسات متزنة تجاه أحداث المنطقة تتفق ومواقف الدول العربية، وعلى الرغم من تصريحات الرئيس إردوغان العنيفة ضد الكيان الصهيوني، وهو ما لم يفعله معظم حكام الدول العربية الذين لا يحركون ساكناً حيال الإجرام الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران،
كل ذلك مع المعلومات التي تتحدث عن استمرار مساعي الرئيس بوتين لإقناع الرئيس إردوغان بضرورة تحقيق المصالحة النهائية بينه وبين الرئيس الأسد، ليساعد ذلك الجميع في تحقيق العمل المشترك ضد العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين. وتتوقع الأوساط الدبلوماسية للرئيس بوتين أن يقنع الرئيس الأسد للمشاركة في قمة "بريكس" في مدينة كازان الروسية للفترة 22-24 الشهر الجاري لجمعه مع الرئيس إردوغان، كما جمع الرئيس الأذربيجاني إلهام عالييف مع رئيس وزراء أرمينيا في قمة رابطة الدول المستقلة في موسكو يوم الاثنين، بعد أن نجح في إزالة الجليد في العلاقات الروسية – الأرمينية.
وفي جميع الحالات، و أياً كان مستقبل الموقف التركي على الصعيدين الداخلي والخارجي، يبدو واضحاً أن الشحن القومي والديني قد جعل من غالبية الشعب التركي معادية لـ"إسرائيل"، التي كان تحظى بدعم إعلامي ونفسي من بعض الفئات السياسية والإعلامية، والتي كانت تحمّل حماس بعد "طوفان الأقصى" مسؤولية ما عاشته وتعيشه فلسطين والمنطقة من أحداث دموية. وكانت هذه الفئات، وما زال بعض منها، يتطاول على حزب الله من منطلقات طائفية، وهو ما يفعله الإعلام الخليجي وبتشجيع من حكام المنطقة المتواطئين مع الكيان الصهيوني الذي يستغل هذا التواطؤ والتطاول ليستمر في عدوانه وإجرامه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتارة أخرى السوري، ولاحقاً الإيراني واليمني لتكون تركيا الهدف الأخير له بعد أن "يسيطر على لبنان وسوريا والعراق"، على حد قول الرئيس إردوغان.