الطوق الكبير حول الصين عنوان المرحلة
الوضع على صفيح ساخن والحرب بين البلدين تقترب أكثر فأكثر، فقد توقع الجنرال الأميركي مايك مينيهان في مذكرة رسمية وقوع الحرب بين العملاقين سنة 2025
تزداد حدّة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وقد أخذت منحى تصاعدياً منذ إعلان ترامب العقوبات التجارية على الصين، خلال فترة تولّيه الرئاسة، وكان سبقها أيضاً تحذيرات أوباما. إلى استراتيجيات الأمن القومي الأميركية التي تحذر دوماً من الصعود الصيني وسبل مواجهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في آخر تصريح له أثناء زيارته لليابان وكوريا الجنوبية:" نحن نعيش في أخطر بيئة أمنية منذ الحرب العالمية الثانية، في ظل التعامل الروسي-الصيني.
وقام بعقد اتفاقيات دفاعية وتنسيق أمني، وحينما سئل ما علاقة "الناتو" باليابان وكوريا ردّ: الأمن الأورو –أطلسي مرتبط بأمن المحيطين الهادئ والهندي، بداية مع حرب المصطلحات بين الصين وجيرانها، والبحر الذائع الصيت الذي يطلق عليه التنين " بحر الصين الجنوبي".أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها فيطلقون عليه" بحر جنوب الصين"، والفلبين تحديداً تسمّيه " بحر الفلبين الغربي".
لا شكّ في أن مصالح الدول تغيّرت وشبكة التحالفات تغيّرت. فعديد من الدول كاليابان مثلاً، وهي خصم الصين التاريخي، وضعت يدها في يد الولايات المتحدة، وقررت زيادة ميزانية الدفاع إلى 2 %.
ونحن لا نتكلم هنا عن دولة عادية، بل عن ثالث اقتصاد في العالم، وقد زار رئيس الوزراء الياباني الدول الصناعية السبع؛ لدعوتها إلى قمة مجموعة السبع التي تستضيفها اليابان في هيروشيما، وهدفها الاتفاق على صفقات سلاح ومناورات عسكرية. وزار معظم الدول ما عدا ألمانيا التي زار مستشارها الصين للبحث في اتفاقيات إستراتيجية، ما أزعج الكومبيوتر الياباني.
أما الفلبين التي زارها وزير الدفاع الأميركي أوستن فتحتوي على 7641 جزيرة موقعها إستراتيجي إذ تربط المحيط الهادئ ببحر الصين الجنوبي، وهناك خلافات بشأن المياه الاقتصادية الخالصة بينها وبين الصين، وتكثر النزاعات والقضايا في المحاكم الدولية على حصص مياه الأنهار أيضاً.
أما بالنسبة إلى إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان ومن أكبر اقتصاديات العالم، فهي تتحكّم في مضيق "ملقة" الذي يمر فيه ربع الملاحة البحرية العالمية، وهي تحاول أن تكون محايدة حيث تأسست حركة عدم الانحياز فيها عام 1955.
إذا انتقلنا إلى أستراليا التي تعدّ قارة بين المحيطين الهادئ والهندي، والتي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة، وهي معضلتها الأساسية التي تجعلها تخاف من جيرانها العمالقة، وأولهم الصين، فدخلت في تحالف " أوكوس" مع بريطانيا والولايات المتحدة، وتحالف " كواد" الذي يضم الولايات المتحدة واليابان والهند. لذلك، تحركت الصين ونسجت تحالفاً، وأنشأت قواعد مع جزر سليمان.
بالنسبة إلى الهند، أستاذة الغموض الإستراتيجي، فنراها في حلف " كواد"، بالرغم من أنها ضلع أساسي في "البريكس" و"شنغهاي"مع الصين وروسيا. وهي خصم تاريخي للصين، وتراهن على هزيمتها للحلول مكانها كمصنع للعالم، فيما يرد التنين باللعب بورقة باكستان.
إن ما يحصل اليوم يذكرنا بما حصل قبل 120 عاماً، حيث أنشئ حلف الأمم الـ 8 وهي: اليابان وألمانيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا والمجر والولايات المتحدة ضد الصين،
التي لعبت بورقة المنطاد الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، الأسبوع الماضي، بتحليقه في الولاية الأميركية حيث القواعد الإستراتيجية العسكرية وصوامع الصواريخ النووية.
الوضع على صفيح ساخن والحرب بين البلدين تقترب أكثر فأكثر، فقد توقع الجنرال الأميركي مايك مينيهان في مذكرة رسمية وقوع الحرب بين العملاقين سنة 2025، ولا شك في أن الأطراف صاحبة أكبر مكاسب، والتي لا تظهر أبداً في ساحة المعركة..
هل ستحصل مواجهة مباشرة بين اللدودين أم سنكتفي بحروب عقول وتكنولوجيا وريادة اقتصادية..قادم الأيام حاسم