إلى الميادين في ذكرى ميلادها: 10 سنوات مع الإنسان في كلّ مكان
قناة الميادين في عيد ميلادها العاشر تستحق التنويه والإشادة بما تفعله للإنسان ومن أجل الإنسان، خدمة لقضاياه العادلة المشروعة، ولكلِّ المستضعفين في هذا الكوكب.
اليوم، تطفئ قناة الميادين شمعتها العاشرة - تحت شعار "ثابتون" – التي تصادف تاريخ 11 حزيران/يونيو 2012، والذي تزامن مع وقت حرج ودقيق تمر به منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفعل الحراك السياسي الذي كانت تموج به في إطار ما سمي "الربيع العربي"، ما كان له أثر بالغ في المشهد السياسي في دول المنطقة.
من خلال تتبّعنا مسار قناة الميادين منذ انطلاق بثها إلى الآن، نجد أنها تميزت بالعديد من الخصائص والمميزات التي تفرّدت بها دون غيرها من القنوات الأخرى، كيف ذلك؟
أولاً، رغم حداثة عهدها مقارنة بالعديد من القنوات العربية والأجنبية، فإنَّ الميادين استطاعت أن تجد لها مكانة متميزة ومؤثرة في المشهد الإعلامي في العالمين الإسلامي والعربي، وحتى على الصعيد الدولي، إذ أصبحت مرجعاً إعلامياً في الكثير من الملفات للعديد من القنوات الدولية ذات الصيت العالمي، التي أصبحت تنهل من أخبارها وصورها الخاصة، والفضل يرجع في الأساس إلى الكوادر الإعلامية والتقنية العاملة فيها.
جاءت قناة الميادين إلى المشهد الإعلامي مثل طيف جميل في هذا العالم الذي يعرف تحولات متسارعة على كل الأصعدة، وجعلت الإنسان في صلب اهتمامها، وما شعارها الشهير الذي تبثه في الفاصل "مع الإنسان في كل مكان" سوى تعبير حي على ذلك، من خلال إعلائها صوت الشعوب الحرة التواقة إلى التحرر والانعتاق من الهيمنة الإمبريالية الغربية الرامية إلى استعباد الشعوب والسطو على مقدراتها وثرواتها الوطنية، من خلال تبني العديد من قضاياهم، بدءاً من أميركا اللاتينية، مروراً بأفريقيا، وصولاً إلى القارة الأسيوية، فكانت وما زالت بحق قناةً عابرةً للشعوب والقارات والأديان من دون تمييز.
جعلت قناة الميادين قضية المسلمين والعرب فلسطين في أولى اهتماماتها، من خلال تغطيتها العديد من المحطات النضالية التي يخطها أهلنا في الأراضي المحتلة في وجه همجية الاحتلال الصهيوني الغاشم، الذي ما زال الشعب الفلسطيني يرزح تحت نيره، وفضح ممارساته الوحشية ونقلها إلى العالم، وما عملية "سيف القدس" الأخيرة سوى دليل على ذلك.
وما يحسب أيضاً للميادين أنّها لم تكن نخبوية في تعاملها مع الكتاب والمحلّلين، إذ احتضنت العديد من الكتاب الحديثي العهد بالكتابة، ومنهم من منحتهم فرصة الظهور على شاشتها من خلال برامجها المختلفة التي تبثها، وتقديمهم لأول مرة إلى المشاهدين في العالمين الإسلامي والعربي، إضافةً إلى العديد من الفاعلين في مختلف المجالات الثقافية والفكرية وغيرها، وهي خاصية تفرّدت بها الميادين بين القنوات الأخرى.
ولم يفُت القناة الجانب الإنساني أيضاً، الَّذي تجلى خلال الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا، إذ كانت سباقة إلى نقل معاناة الطلبة المسلمين والعرب على الحدود الأوكرانية مع الدول المجاورة لها، الَّذين وجدوا أنفسهم عالقين هناك بعد أن فقدوا أيّ اتصال بعائلاتهم، وكانوا ينتظرون فرصة العودة إلى ديارهم، بعد أن طلبت القناة من مراسلتها هناك أن تمنحهم الكلمة لإرسال رسائل اطمئنان أو طلب النجدة من أقربائهم وذويهم، وكان أولهم الطلبة المغاربة.
ختاماً، إنَّ قناة الميادين في عيد ميلادها العاشر تستحق التنويه والإشادة بما تفعله للإنسان ومن أجل الإنسان، خدمة لقضاياه العادلة المشروعة، ولكلِّ المستضعفين في هذا الكوكب، الذين يستحقون العيش في عالم أفضل. بدوري، لا يسعني إلا أن أقول: أتمنى عيداً سعيداً لقناة الميادين ولكلّ القائمين عليها، ودمتِ دوماً مع الإنسان في كل مكان.