"أنصار الله".. تهديد لأسس البيئة الاستراتيجية الإسرائيلية
منذ بدء العدوان الأميركي السعودي على اليمن، أخذ الاهتمام الإسرائيلي من قبل المؤسستين العسكرية والسياسية ومراكز الأبحاث والدراسات ينصب على مدى تأثير أنصار الله في حال انخراطهم في مواجهة "إسرائيل".
ثمة هواجس تعيشها قيادة كيان العدو من الحرب على اليمن، أهمها بروز حركة أنصار الله التي أصبحت من القوى الأساسية في محور المقاومة ورأس حربة في الصراع مع الكيان الإسرائيلي، وما إلى ذلك من انعكاس على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأصبحت الحركة تشكل تهديداً حقيقياً للأمن القومي الإسرائيلي.
ومنذ بدء العدوان الأميركي السعودي على اليمن، أخذ الاهتمام الإسرائيلي من قبل المؤسستين العسكرية والسياسية ومراكز الأبحاث والدراسات ينصب على مدى تأثير أنصار الله في حال انخراطهم في مواجهة "إسرائيل" في أي حرب مقبلة، والأمر الثاني هو سلامة العمل في البحر الأحمر وموانئه.
بات التهديد من الحدود الجنوبية للكيان الصهيوني حقيقياً وقلقاً دائماً من تعرض الكيان الصهيوني لأي هجوم من اليمن، وبخاصة بعد العرض العسكري الأخير للقوات اليمنية المسلحة الذي أظهر مدى تمتع اليمنيين وأنصار الله بقدرات بشرية وعسكرية وصاروخية كبيرة، هذا فضلاً عن الخطابات التي يطلقها السيد عبد الملك الحوثي قائد أنصار الله وأعلن فيها استعداده للدخول في أي معركة مقبلة إلى جانب قوى محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
وما أثار قلق القادة الإسرائيليين أيضاً استهداف أنصار الله منشآت النفط في أرامكو، وعدم قدرة الدفاعات الجوية السعودية على اعتراض الصواريخ، وهو ما أدى إلى طرح الأسئلة في كيان العدو حول مدى جاهزية الجيش لاعتراض وابل من الصواريخ الدقيقة قد تسقط في الجبهة الداخلية من الكيان في أي حرب قد تقع.
وأمام هذا التهديد يقرّ أري هيستين "الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تقرير له حول القلق الإسرائيلي من أنصار الله بوجود تهديد على الأمن القومي الإسرائيلي، وهو احتمال مهاجمة أنصار الله السفن في ممرات النقل البحري على طول مضيق باب المندب، وفي شواطئ البحر الأحمر أو في خليج عدن.
ويبدو أن لدى أنصار الله القدرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في عمليات السفن بالمنطقة، وعرقلة الإمدادات العالمية عبر قناة السويس، وإلحاق الضرر بنظام نقل النفط ورفع فوائد التأمين، وفضلاً عن ذلك، قد تتخذ الجماعة التجارة البحرية الإقليمية "رهينة" لممارسة الضغط على "إسرائيل" بشأن القضايا السياسية المتنازع عليها.
وفي ورقة بحثية أخرى لـ إيري هوستين وإليش ستوان، من معهد دراسات الأمن القومي في "تل أبيب"، ناقش الكاتبان تهديد أنصار الله لـ"إسرائيل"، وقدما الرؤى لصناع القرار في "إسرائيل".
ويطرح الكاتبان تعاظم حركة أنصار الله وامتلاكها عدداً من الصواريخ التي يمكن في أي لحظة أن تصيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فضلاً عن تقرّب أنصار الله أكثر فأكثر من المحور الإيراني بحسب ما جاء في الورقة، ورأى الباحثان أن أنصار الله هم أداة إيرانية ترتبط عقدياً بإيران.
ويرى الباحثان أن نية أنصار الله ضرب "إسرائيل" قائمة بحسب تعبير وزير الدفاع لدى أنصار الله محمد التعافي، لكن القرار لم يتخذ بعد، وأن أنصار الله يملكون بنكاً من الأهداف العسكرية والحيوية في كيان العدو.
ويطرح الباحثان أن من الأمور التي قد تساعد أنصار الله على استهداف "إسرائيل" الحرب الأهلية في اليمن، واندلاع حرب مع دولة من دول محور المقاومة، أو الحرب الاستباقية لمنع تعاظم قدرات "أنصار الله".
"شاهار بيرديشيفسكي" الكاتبة السياسية في صحيفة "معاريف" أشارت إلى أن إيران لا تكتفي بالحدود الشمالية لتهديد "إسرائيل" فحسب، بل تحدق أيضاً جنوباً، لا سيما بعد أن شهد كانون الثاني/يناير الماضي هجوماً من أنصار الله بطائرات مسيرة على صهاريج وقود في المنطقة الصناعية بأبو ظبي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وسلّط الهجوم الناجح على الإمارات الضوء على مجموعة واسعة من التهديدات التي يمكن أن يقوم أنصار الله بها في المنطقة".
وأضافت "بيرديشيفسكي" أن المعطيات الأمنية الإسرائيلية رصدت أن جماعة أنصار الله أطلقت أكثر من 850 طائرة مسيرة و400 صاروخ باليستي على السعودية في السنوات السبع الماضية، ما أدى إلى مقتل 59 مدنياً، وما جعل مسلحي أنصار الله يحظون بمكانة متقدمة لدى الحرس الثورة الإيراني، واكتسبوا تسليحاً ودعماً مالياً متزايداً، وهناك تخوفات إسرائيلية جادة من أن يصل تهديدهم إليها أيضاً، في ضوء تحول هذا التنظيم عملياً إلى فرع عسكري لطهران في شبه الجزيرة العربية وعلى حدود "إسرائيل" الجنوبية".
"مايكل نايتس" الباحث المختص بالشؤون العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حذر من تطور قدرات أنصار الله، مشيراً إلى أن" هجمات أنصار الله أصبحت حدثاً أسبوعياً، يدل على وجود قطاع متطوّر لتجميع الصواريخ والطائرات من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله في اليمن وينذر بزيادات أخرى في مدى الصواريخ بما يتيح للمتمردين المدعومين من إيران الوصول إلى أهداف جديدة، إذا أرادوا ذلك، ربما في إسرائيل نظراً إلى عدائهم المعروف لهذه البلاد، ويضيف نايتس أن أنصار الله أصبحوا" نسخة جنوبية عن "حزب الله" من ناحية التحسينات في الصواريخ والطائرات المسيرة".