"إسرائيل" وأميركا ماض وحاضر مليء بالإجرام
أولئك المعتدون على غزة، هم ذاتهم الذين يعتدون في الضفة، وفي القدس، و يتآمرون على القضية الفلسطينية، وعلى الشعب الفلسطيني.
في كُتب التاريخ مدوّن أن أميركا أقيمت على أنقاض الهنود الحمر، إذ لم يكن هناك ما يسمّى بـ"الولايات المتحدة الأميركية"، إذ شَهدت أميركا الشمالية صراعاً ونزاعات عنيفة، كان للبريطانيين دور كبير فيها، فقد تنازلوا عن مساحات شاسعة من الأراضي الهندية للولايات المتحدة الأميركية، على حساب من وثق بهم، وكانت الولايات المتحدة تخوض آنذاك حربين، واحدة ضد الحكم البريطاني وأخرى ضد الهنود الحمر، سمّيت بـ"الحرب الثورية الأميركية،" وكان التنافس من جانب الدولتين على الأراضي الواقعة شرقي الميسيسبي، وتم خداع الهنود الحمر من قبل بريطانيا، وانتهت النزاعات بحروب خسر فيها الهنود الحمر أراضيهم، وأقيمت دولة الولايات المتحدة الأميركية، والتي بحسب مقال تعليمي نشرته مكتبة الكونغرس بعنوان، " تدمير حضارات الأميركيين الأصليين"، بأن العدد الكلّي للأميركيين الأصليين هو 900 ألف نسمة.
وما بين الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل"، منهجية موازية حيث أقيمت الأخيرة على أرض فلسطين العربية منذ الانتداب البريطاني والفرنسي على العالم العربي، وتم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في النكبة الفلسطينية عام 1948، و بدأت الحروب في بلاد الشام لمنع هذا الكيان من التمدد، و ولم يكن عدد المستوطنين عند قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 يتجاوز 806 آلاف نسمة.
ومنذ ذلك الوقت، ما زال هذا العدو يمعن في إجرامه، عبر قصف المدنيين، وقتل الأطفال، كما فعل في مجزرة المشفى الأهلي المعمداني، والكنيسة الأرثوذكسية في قطاع غزة، حيث قدرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 40% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال.
ولم يقف الأمر هنا، بل يحاول العدو بكل وحشية، زيادة التوغل الإجرامي، فيمنع عن سكان قطاع غزة المياه والكهرباء والوقود، ليحوّله إلى منطقة معزولة عن الحياة، مع استمرار توجيه صواريخه نحو الأبنية السكنية وزيادة رقعة الدمار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ورغم محاولات الحكومات العربية المعنية بالوضع الفلسطيني، وعلى رأسها دولة مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، اللتان وقعتا معاهدة سلام مع هذا الكيان الإسرائيلي، فتح معبر رفح، وإمكانية إدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب، فإن اجتماع السلام المزعوم، لم يستطع الخروج ببيان يدين الكيان الغاصب، ويلبّي احتياجات المنشآت الحيوية والقطاعات الصحية من الوقود، لكي تستطيع هذه القطاعات استكمال عملها لإنقاذ المصابين والجرحى من أهالي القطاع، وعلى مرأى العالم، وبحضور ممثلين عن المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التي وعلى مدى 75 عاماً، استطاع هذا الكيان الصهيوني كتم قدرتها على التدخل لإغاثة الشعوب المظلومة.
أخيراً وليس آخراً، إن هذا الكيان الصهيوني، ومعه الولايات المتحدة الأميركية، والغرب المتصهين، يحاول أن يفرض عبر هذا الكيان اللقيط سياساته الإجرامية والإرهابية، لكن الحقيقة الكبرى، تؤكد أن الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة، استطاعت ورغم هول الكلفة التي يقدمها، أن تحجم هذا العدو، وتكشف القناع للعالم بأسره، عن حقيقة ما جرى ويجري على أرض فلسطين المحتلة.
وكما قال سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة "هذا الاحتلال لا يميز بين كنيسة ومسجد، إذ قصفت المساجد وتم الاعتداء على المستشفيات وها هي كنيسة تاريخية في غزة الأبية تتعرض للقصف، إنه استهداف لشعبنا كله لا بل لأمتنا كلها، إنه استهداف لغزة الأبية فكنيسة القديس، "بورفيريوس الأرثوذكسية" في غزة، هي كنيسة تاريخية يعود بناؤها إلى القرن الخامس للميلاد والاعتداء عليها هو اعتداء على تاريخنا، و حضارتنا، و جذورنا، و عراقة وجودنا في هذه البقعة المباركة من العالم.
دماء شعبنا في غزة ليست رخيصة، دماء شعبنا الفلسطيني ليست رخيصة في كل فلسطين، فأولئك المعتدون على غزة، هم ذاتهم الذين يعتدون في الضفة، وفي القدس، و يتآمرون على القضية الفلسطينية، وعلى الشعب الفلسطيني، نحن أمام مؤامرة غير مسبوقة، هادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك من خلال إنهاء وجود شعبنا".