السودان يقترح مفاوضات على مستوى رؤساء الوزراء حول سد النهضة
السودان يقترح إحالة المفاوضات بخصوص سد النهضة إلى رؤساء وزراء مصر وإثيوبيا والسودان، بعد الإخفاق في تحقيق تقدم واضح في المفاوضات الأخيرة.
اقترح السودان إحالة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث، بعدما لم يتم تحقيق تقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات.
وتقول مصر إنّ السد يهدّد تدفق مياه النيل، التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، مع أثار مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية، حيث يوفر النيل 90% من مياه الشرب والري التي تحتاج إليها البلاد، البالغ عدد سكانها 100 مليون نسمة.
فيما تدعي إثيوبيا إن الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة، الذي تبنيه على النيل، لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنمية البلد.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، أمس الأربعاء، إن خلافات برزت بين الوفود الثلاثة "في ما يتعلق بالجوانب القانونية"، موضحاً أنها تدور بشكل خاص حول إلزامية الاتفاقية وكيفية تعديلها، وآلية حل النزاعات.
وكانت إثيوبيا حددت الأول من تموز/يوليو، تاريخاً لبدء ملء بحيرة السد، الذي بدأت في بنائه عام 2011، ومع الانتهاء منه، سيصبح أكبر سد هيدروكهربائي في أفريقيا.
وجرى الأسبوع الماضي استئناف المباحثات، مع التفاوض حول أكثر النقاط الخلافية، وهي كيفية تشغيل السد في فترات الجفاف، وآلية حل النزاعات.
وقال وزير الري السوداني إنّ المسائل العالقة "ذات طبيعة قانونية خصوصاً فيما يتعلق بـآلية لتقاسم المياه"، مضيفاً أن "هذه الخلافات القانونية تحتاج إلى قرار سياسي من رؤساء حكومات الدول الثلاث".
من جهته، صرّح وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، بأن "مفاوضات سد النهضة التي أجريت على مدار الفترة الماضية لم تُحقق تقدماً يذكر، وذلك بسبب المواقف الإثيوبية المتعنتة على الجانبين الفني والقانوني"، مضيفاً أن إثيوبيا رفضت في ختام اجتماعات وزراء الري على اقتراح بأن تتمّ إحالة الأمر إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث.
وأشارت وزارة الموارد المائية الإثيوبية، مساء الاربعاء، أيضاً إلى الحاجة لحل "مسائل قانونية"، لكنّها قالت إنّ "المسائل التقنية الأهم" تم معالجتها.
وأكدت الولايات المتحدة الأهمية الإقليمية للنيل في رسالة موجهة إلى إثيوبيا، حيث كتب مجلس الأمن القومي الأميركي على "تويتر" أنّ "257 مليون شخص في شرق أفريقيا، يعتمدون على إثيوبيا لإظهار قيادة قوية وهو ما يعني التوصل لاتفاق عادل".
وأضاف أن "المسائل التقنية تم حلّها.. حان وقت التوصل لاتفاق حول سد النهضة الإثيوبي العظيم قبل ملئه بمياه نهر النيل".
وجاء انخراط واشنطن في المفاوضات، في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت بطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجهه إلى نظيره وحليفه الأميركي دونالد ترامب.
واتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة بأنها "لا تتحلى بالدبلوماسية"، وتحابي أطرافاً معينة في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة.
وحذّرت مجموعة "الأزمات الدولية" في بروكسل، من أنه في حالة عدم التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، ستتصاعد التوترات بين الدول الثلاث "ما يزيد صعوبة توصلها لتسوية".