"NSO" الإسرائيليّة لا تتنصّت على الهواتف فحسب!
تبيع مجموعة "أن أس أو" بالفعل تقنية اعتراض الطائرات من دون طيار لعدد من الحكومات، مع أنه لم يكن شائعاً أنها تصنع برامج وتقنيات دفاعية.
كشفت دعوى قضائية تقدَّمت بها شركات صغيرة تابعة لمجموعة "NSO" الإسرائيلية أنَّ نشاطات المجموعة تتخطّى قضية برنامج التجسّس على الهواتف الذكية الذي استخدمته حكومات لقمع المعارضين والصحافيين والناشطين وتعقّبهم والتنصّت عليهم.
وأظهر التماس قضائي رفعته شركات "غوت ليب" (Gotlib) و"واي أوت" (Wayout Group) و"كونفكسوم" (Convexum Ltd) أنَّ المجموعة تنشط في تطوير وتسويق منتجات إلكترونية دفاعية أيضاً، لا منتجات هجوميّة فحسب.
وقدّمت "Gotlib" والشركتان الأصغر "Wayout Group" و"Convexum Ltd" طلباً إلى المحكمة الإسرائيلية، بدعم من مساهمين أجانب، للانفصال عن المجموعة الأم من خلال تعيين وصي، بدعوى أنَّ الرئيس التنفيذي لشركة "NSO"، شاليف هوليو، يحاول تكبيدهم خسائر مالية ناتجة من ديون للشركة تبلغ قيمتها 460 مليون دولار.
وحتى الساعة، اشتهرت مجموعة "أن أس أو" بتطوير برنامج التجسّس "بيغاسوس". ولم يكن شائعاً أنها تصنع برامج وتقنيات دفاعية أيضاً. وفي التفاصيل، فإنَّ شركة "كونفكسوم" التابعة للمجموعة طوّرت تقنية لاعتراض الطائرات من دون طيار، من خلال اختراق نظام الاتصال بين الطائرة ومشغلها.
وأطلقت "كونفكسوم" اسم "إكليبس" (Eclipse) على نظامها الجديد الذي تبيعه بمئات آلاف الدولارات، والذي يوفّر الحماية لمساحات واسعة تناهز مساحة ملعب كرة قدم، ويمكنه اعتراض طائرة من دون طيار في غضون ثوانٍ قليلة.
وباعت مجموعة "أن أس أو" بالفعل تقنية اعتراض الطائرات من دون طيار لعدد من الحكومات، لكنَّ أرباح الشركة المصنعة لم تكن على قدر التوقعات. وكانت "أن أس أو" استحوذت على "كونفكسوم" في العام 2020، مقابل 60 مليون دولار، لكنَّ أرباح الشركة الصغيرة لم تتجاوز 2.5 مليون دولار.
أما الشركة الثانية الأكثر سرية "واي أوت" (Wayout)، فقد تبيَّن أنها تبني أدوات لاختراق أجهزة إنترنت الأشياء. وتحظى نشاطات هذه الشركات بسرية كبيرة، ولكن مجال اهتماماتها يبدو واسعاً، إذ تشير حسابات التواصل الرسمية في شبكات التواصل إلى أنها تقدّم خدماتها لشركات البنية التحتية والمستشفيات والقطاعات الحيوية.
وبخلاف شركة "كونفكسوم"، نشأت "واي أوت" بتمويل مباشر من "أن أس أو"، ويديرها الإسرائيلي جيل دوليف، شقيق مديرة "أن أس أو" شيري دوليف.
وتفيد صفحة الشركة في منصة "لينكد ان" بأنَّ "عالم اليوم المتصل رقمياً يتمتع بإمكانيات هائلة لإحداث اختراقات في أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية والتوسع في أنواع المعلومات التي يمكن جمعها. البيانات التي تمر عبر أجهزتنا المتصلة اليومية تتزايد باستمرار من حيث الجودة والتنوع والتوافر، ما يجعلها أداة قوية لتطبيق القانون، وأداة في يد وكالات الاستخبارات لمنع التهديدات الداخلية بسرعة ودقة".
وتبيع "واي أوت"، كما يبدو، تقنيات مبتكرة لوكالات أمنية وحكومية بهدف جمع بيانات استخبارية، والوصول إلى مصادر غير علنية، ذلك أنَّ أحد أهدافها المعلنة هو "تحييد المخاطر وإنقاذ الأرواح".
ويتّجه القاضي الإسرائيلي الَّذي يبتّ بالدعوى المرفوعة من الشركات الصغيرة ضدّ "أو أس أن" إلى تعيين وصي مؤقت لحلِّ الصراع بين المساهمين في الشركات المدعية وإدارة "أن أس أو".