لبنان يحطم الرقم القياسي: تركيب وبرمجة 155 روبوت
غصّت قاعات مركز الصفدي في مدينة طرابلس اللبنانية، وممراته، بالطلاب، يستعرضون روبوتاتهم، ويشرحون للزائرين مغزى كل عمل، وما الذي يستطيع الروبوت تنفيذه، فكانت النتيجة مبهرة مع اختراع وتركيب وبرمجة 155 روبوت.
أعلنت لجنة التحكيم الدولي تحقيق لبنان رقماً قياسياً عالمياً بتركيب وبرمجة الروبوت وذلك بنجاح 308 طلاب لبنانيين، من 14 مركز تربوي وتعليمي من مختلف مناطق لبنان، باختراع وتركيب وبرمجة 155 روبوت.
الإعلان جاء في احتفال في "مركز الصفدي" في مدينة طرابلس اللبنانية، نظّمته "مؤسّسة تريبولي روبوتيكس، برعاية "منظمة النخب العالمية لتحطيم الأرقام القياسية في التعليم"، وحضره رئيس لجنة التحكيم الدولي الهندي لمنظمة Elite World Record البروفيسور براديب كومار، ونخبة من الخبراء التكنولوجيين والتربويين.
بين الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، والثامنة ليلاً، غصّت قاعات المركز الفسيح، وممراته، بالطلاب، يستعرضون روبوتاتهم، ويشرحون للزائرين مغزى كل عمل، وما الذي يستطيع الروبوت تنفيذه، وذلك قبل افتتاح الحفل داخل صالة المسرح بالنشيد الوطني اللبناني الذي تصدّرته لجنة التحكيم، فكلمة لربيع بعلبكي- رئيس مجلس إدارة منظمة النخب العالمية- الذي تحدّث عن تحدٍٍّّ كبير واجه لبنان، ذاكراً إن "حلمنا كان منذ 2018-2019 أن ننافس عالمياً في مجال التكنولوجيا بالأشبال الصاعدة".
وأضاف إنه بعد إقرار مرسوم حماية علوم التكنولوجيا في المجلس النيابي اللبناني، تم تشكيل "نقابة تكنولوجيا التربية" وقد ضمّت متخصصين نشطاء في مجال التكنولوجيا في لبنان، ثم عاودنا العمل لتحقيق الحلم الذي كنا نصبو إليه، عبر الأجيال الصاعدة، التي ستحارب للفوز في المراكز الأولى تكنولوجياً على المستوى العالمي".
البروفوسور كومار هنّأ الشعب اللبناني بإنجازات أبنائه، والإبداعات التي حققها أطفالهم، وأكّد في كلمة، إنه "بعد عدة سنوات سوف يذكر اللبنانيون هذا الفوز بأنه مدماك أول لنشاطات متميّزة أخرى في المجال التكنولوجي، وهنّأ الأهالي لرعايتهم وتحفيزهم أولادهم من مختلف المناطق على الانخراط في هذا العمل".
وأعلن فوز الطلاب الـ308 بتحقيقهم لـ 155 روبوت، بالرقم القياسي العالمي.
رئيس مؤسسة تريبولي روبوتيكس- عضو لجنة التحكيم - شادي معصراني، وهو ابن مدينة طرابلس، تحدث عن أهمية الانجاز، مؤكِّداً الحرص على أن يكون الحدث في طرابلس، لأن همّه الأكبر كان بعد إتمام الترتيبات، والموافقات المطلوبة، إقناع الأهالي في كل مناطق لبنان، أن لطرابلس مميزات وصفات خاصة، وليس كما جرى تصويرها في سنوات سابقة، بل هي في الأساس مدينة العلم والعلماء، وتوّاقة لاحتضان أبناء الوطن كلهم، خاصة وأنهم يحققون رقماً عالمياً قياسياً في كنفها.
ثم تحدثت مسؤولة العلاقات الاستراتيجية الدولية في "نقابة تكنولوجيا التربية" نورا مرعبي، وقالت إنها كانت تحلم بأن يكون لبنان مكاناً لهذا النوع من الأنشطة، واعتبرت أن تحقيق هذا النجاح له اهمية كبرى على المستوى التربوي، وتعقيداته، الأمر الذي سوف يحقق انفراجاً على كافة المستويات لا سيما أن منجزيه هم أبناؤنا، وأطفالنا، ما يحتم على الجميع التطلع إلى المستقبل والبحث بما فيه مصلحة الأجيال الطامحة والصاعدة".
ثم قدمت اللجنة الميداليات للطلاب الـ308 المشاركين، و14 شهادة تقدير لـ 14 مركز تربوي شارك بالمسابقة، و45 شهادة لتكريم رعاة الطلاب.
وقدّمت اللجنة درع تكريم لممثل قائد الجيش اللبناني- قائد منطقة الشمال العميد الركن الاداري باسم الأحمدية، ودرعاً أخرى ل"مركز الصفدي" ممثّلة بالدكتورة نادين العلي عمران، والدكتور مصطفى الحلوة.
وفي السياق، علّق النائب السابق علي درويش على الحدث، معتبراً أنه إنجاز نفتخر به كونه يأتي من أبناء كل المناطق اللبنانية دون استثناء، وخلاصة الانجاز رقم عالمي بنكهة العلم اللبناني"، ذاكراً إنه "كان من المهتمين والمتابعين لقانون حماية برامج التكنولوجيا في مجلس النواب، وأكد أهمية متابعة وتطوير هذه المناهج، ومعاصرة التطور العلمي الذي يجري في المنطقة والعالم على هذا الصعيد".