أرباح "ميتا" تتجاوز 13 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر رغم العقوبات
علي الرغم من الانتقادات والخسائر التي تطال "ميتا" استطاعت الشركة المالكة لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتس اب" تحقيق أرباح تجاوزت 13 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر فقط.. فما سبب هذه المكاسب المرتفعة؟
حققت شركة "ميتا" المالكة لتطبيقات "فيسبوك" و"انستغرام" و"واتس اب" صافي أرباح 13,5 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري، ما يعني ارتفاع مكاسب الشركة بنسبة 73 بالمئة على أساس سنوي.
وعلى الرغم من العقوبات التي تمّ فرضها على الشركة في البورصة خلال الربع الأول من العام بسبب ارتفاع نفقاتها، ارتفع سهم "ميتا" مؤخراً أكثر من 7 بالمئة خلال التعاملات الإلكترونية في بورصة نيويورك.
ويعود هذا الارتفاع الكبير في الأرباح خلال الربيع إلى قيمة الإعلانات، وهو ما يجعل المستثمرين أكثر استعداداً لتقبل النفقات الضخمة للشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، طالما صمدت الأنشطة الرئيسية المعتادة واستمرت في تحقيق المكاسب. فقد استفادت "ميتا" من مبيعات الإعلانات المدعومة بخدمة "الريلز Reels"، أي مقاطع الفيديو القصيرة التي تشبه مثيلاتها على موقع "تيك توك".
وتأتي تلك الأرباح بعد خسائر فادحة تكبدتها الشركة وصلت إلى 4,5 مليارات دولار بسبب مشروع ”رياليتي لابس"، المسؤول عن ابتكار أجهزة وبرمجيات خاصة بما يعرف بـ"عالم الميتافيرس"، أي (المزج بين العالمين الحقيقي والافتراضي عبر نظارات وخوذ عالية التقنية).
المنافسة بعد "تشات جي بي تي"
وتُراهن شركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي حيث ترى أنّ الإنفاق على تطويره يعتبر أمر بالغ الأهمية، خصوصاً مع الأرباح المتوقع تحقيقها من وراء ذلك. ويتوقع المتخصصون أنّ قدرة النماذج الإلكترونية على الإجابة على أسئلة المستخدمين أو حتى التحدث معهم ستحدث ثورة في مجال البحث عبر الإنترنت.
فمنذ النجاح الذي حققه برنامج ”تشات جي بي تي"، الذي طوّرته شركة "أوبن أي آي" المدعومة من "مايكروسوفت"، تتنافس شركات التكنولوجيا العالمية لتقديم نماذج وتطبيقات قادرة على إنتاج محتوى بجودة عالية بناءً على طلب بسيط بلغة يومية. إلّا أنّ إنتاج هذا النوع من النماذج والتطبيقات يتطلّب الكثير، مثل توفير بنية تحتية جديدة لتكنولوجيا المعلومات وكميات كبيرة من الطاقة ومهندسين مؤهلين.
وكشفت "ميتا" في نيسان/أبريل عن النسخة الجديدة من برنامج "ميتا ايه آي"، والذي يجيب على أسئلة المستخدمين على غرار "تشات جي بي تي". وحقق البرنامج الجديد انتشاراً على منصات الشركة بفضل أحدث إصدار لها من نماذج الذكاء الاصطناعي والمسمى بـ"لاما 3". وينافس ”لاما 3" حالياً برنامج "تشات جي بي تي 4" المملوك لشركة "أوبن ايه آي" وبرنامج ”جيميناي" المملوك من شركة "غوغل".
زوكربرغ: المخاطرة قبل فوات الأوان
وأكّد الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربرغ، أنّ برنامج "ميتا إيه آي الجديد" في طريقه ليصبح مساعد الذكاء الاصطناعي الأكثر استخداماً بحلول نهاية العام. كما أعلن أنّ كمية الموارد اللازمة لتطويره "ستكون أكبر بعشر مرات من تلك المستخدمة سابقاً".
وأشار زاكربرغ إلى صعوبة التنبؤ بالاحتياجات الدقيقة على المدى البعيد، موضحاً أنه "بالنظر إلى الأطر الزمنية للتشغيل، من الأفضل المخاطرة بتعزيز القدرات في مرحلة مبكرة وليس بعد فوات الأوان".
وتحتل شركتي "مايكروسوفت" و"غوغل" الصدارة حالياً، وهو ما يدفع شركة "ميتا" لمحاولة التحول إلى "أهم شركة للذكاء الاصطناعي في العالم".
وبدأت "ميتا" بالفعل بالعمل على استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال خوارزميات توصيات المحتوى وخوارزميات استهداف الإعلانات.
وقال زوكربرغ، إنّ "الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتمكّن قريباً من إنشاء إعلانات بنفسه وجعلها مخصصة بحسب اهتمام المستخدم. على المدى البعيد، ستفيدنا الشركات بأهدافها التجارية ونحن نتولّى الباقي من أجلها".
ووفق المحللة الاقتصادية ديبرا وليامسون، فإنه "على عكس غوغل التي تواجه تغييرات من شأنها أن تؤثر على أعمالها الأساسية، فإنّ معظم استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي تحسّن عمل الإعلانات على منصاتها أو تساهم في إنشاء ميزات جديدة يمكن أن تصبح مصادر دخل".