أنهت مدينة وهران تحضيراتها لاستقبال النسخة التاسعة عشرة من دورة الألعاب الرياضية المتوسطية 2022، وهي الحدث الذي يُعَدّ الثاني من حيث الأهمية والتنوع بعد الأولمبياد، وهي النسخة الثانية التي يستضيفها بلد المليون شهيد بعد نسخة العاصمة الجزائر في عام  1975.

وهران "الباهية" عاصمة للرياضة والثقافة والتنوع الحضاري

لعلّ مدن ساحل المتوسط تتشابه، في معظمها، في التنوع، حضارياً وثقافياً، وقيم الاندماج الاجتماعي، كمثال دائم على الحضور في تاريخ البشرية.

واليوم، يأتي دور وهران لتقدّم نموذجها إلى شعوب المتوسط، حضارياً وثقافياً ورياضياً، في دورة الألعاب الرياضية المتوسطية، في نسختها الــ19 تحت عنوان "وهران في القلب 2022".

وهران "الباهية" هي ثانية أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة الجزائر، ويقطنها قرابة مليون ونصف مليون نسمة، وتُلَقَّب بـ"الباهية"، نسبةً إلى حسن باهي، آخر حُكامها قبل الاستعمار الفرنسي. وتُعَدّ وهران ميناءً تجارياً مهماً ومقصداً سياحياً بارزاً.

يوصف أهل وهران بالطِّيب والكرم، كحال مَثَلِهم الشعبي: "شعبي لا يُقهر و ضيفي لا يُحقر". ويعود أصل تسمية المدينة إلى الأمازيغية، وتعني الأسد، وهو رمز تاريخي للولاية. وتعرفها شعوب المغرب العربي بعاصمة "الراي"؛ النمط الموسيقي الغنائي الذي تتميز به بعض شعوب المغرب العربي.

حقائق وأرقام في دورة وهران 2022

ستشهد هذه النسخة أرقاماً منتظرة بمشاركة 3390 رياضياً، يمثلون 26 دولة تتنافس في 26 رياضة.

تُلعَب المنافسات في 24 موقعاً رياضياً من صالات وملاعب ومضامير مخصصة لألعاب القوى والدراجات، بينما أعلنت اللجنة المنظمة قائمة من 30 فندقاً مخصصاً لإقامة الأطقم الإعلامية التي ستغطي الحدث. وأتم 4000 متطوع كامل تدريباتهم من أجل المساهمة في إنجاح الدورة، بينما أعلنت اللجنة، المكلَّفة إخراجَ حفلي الافتتاح واختتام الدورة، جاهزيةَ 400 شاب وشابة للمشاركة في اللوحات الفنية الراقصة التي تعكس ثقافة الشعب الجزائري وتراثه الغني وهويته الحضارية. 

ويُنتطر أن تُنقَل أحداث هذه "التظاهرة الرياضية" عبر شبكات تلفزيونية في 8 بلدان، في أقل تقدير، بينما أعدّت وزارة الثقافة الجزائرية 9 مهرجانات ثقافية وفنية، إلى جانب المنافسات الرياضية لإظهار تراث المدينة، ثقافياً وحضارياً، مثل مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، ومهرجان الثقافات الشعبية، ومهرجان الراي وموسيقى الحوزي، ومهرجان دولي للرقص، وأيام المسرح المتوسطي، وسينما المدينة، بالإضافة إلى عدد من المعارض الفنية. 

وستحتضن القرية المتوسطية في وهران منافسات هذه الدورة، وتقسَّم إلى 5 أحياء، تمثّل مدن الجزائر وبرشلونة وإسطنبول وبيروت ونابولي. وتحتوي القرية على 2969 غرفة للرياضيين المشاركين، و48 جناحاً لرؤساء الوفود، و3 ملاعب تدريب، و5 قاعات متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى 4 مراكز ترفيهية، ومسرح كبير، ومساحات خضراء، ومركز بريد، وبنك، ومرأب سيارات، ومكاتب خدمات وعيادات.

بالإضافة إلى القرية الأولمبية، سيحتضن الملعب الأولمبي الجديد في  وهران (ملعب عبد القادر فريحة) حفلي الافتتاح واختتام الدورة، وبعض مباريات كرة القدم تحت 18 عاماً. وستقام في مضماره منافسات ألعاب القوى، ويتسع الملعب لِـ40 ألف متفرج. 

وحظيت ولايتا مستغانم ومعسكر في الغرب الجزائري بشرف التعاون مع ولاية وهران، لتستضيف سائر منافسات كرة القدم في ملعبي مستغانم وملعب بلدية السيق الجديد في ولاية معسكر.

وستنطلق دورة وهران اليوم السبت في 25 حزيران/يونيو الجاري، وتُختتم في 25 تموز/يوليو المقبل.