ماذا لو لم يولد ليونيل ميسي؟
ليونيل ميسي بطل كأس العالم مع منتخب الأرجنتين وصاحب الأرقام القياسية التاريخية في عالم كرة القدم، ولد في مثل هذا اليوم 24 حزيران/يونيو من عام 1987.
عندما تتلاشى الخصائص الشخصية الواعية المميزة للفرد وتتشكل روح جماعية وفق نمط جماعي لا شعوري لدى مجموعة من الجمهور، صغيرة كانت أو كبيرة، فلا شك أننا نتحدث عن جمهور كرة القدم، الذي يقدم كل حواسه في سبيل المتعة والتشجيع والانتماء بعيداً عن كل معتقداته الشخصية، وهكذا هو الجمهور الأرجنتيني؛ يهتف بصخب ويغني بشغف ويسهر حتى الصباح احتفالاً، ولا يسألك "من أنت؟" إنما "من ستشجع اليوم؟ الأرجنتين! حسناً... أنت Hermano، أنت أخ تنتمي إلى المجموعة"، سيضمك هناك لتتذكر معه دييغو مارادونا وتغني لليونيل ميسي.
هذا ما فعله الجمهور الأرجنتيني في كأس العالم قطر 2022، المونديال الذي سيخلد في ذاكرة كل الأرجنتين، بأدق التفاصيل؛ بعد أن حققوا لقب المونديال للمرة الثالثة في تاريخهم. لن ينسى الجمهور "العظيم والصاخب" أن ليونيل ميسي كان القائد والمسجل وصانع الأهداف، كان "القديس" الذي عبر بأمة إلى المجد، كان خليفة مارادونا في نظر أغلبهم، كان سيد اللعبة وحكمها والمتربع على عرشها، وسيسألون أنفسهم مع كل محبي ليونيل "ابن روزاريو"، ماذا لو لم يولد ميسي؟
ما الذي سيتغير إن لم يكن ميسي موجوداً في عالم كرة القدم؟
من الصعب جداً الإجابة على سؤال: "ماذا لو لم يولد ميسي أو لم يكن موجوداً؟"، ولكن دعونا نتخيل لفترة قصيرة أن ميسي لم يولد في مثل هذا اليوم 24 حزيران/يونيو من العام 1987، أي قبل 36 عاماً وبعد عام من تحقيق الأرجنتين لقب كأس العالم للمرة الثانية (المكسيك 1986) في التاريخ بقيادة مارادونا.
لكل إجابته على هذا السؤال، بالنسبة إلى الأرجنتينيين، لن يكون هناك "مخلص ومنقذ" بعد سنوات من انتظار التتويج ببطولة كأس العالم وكوبا أميركا، مع ميسي عاشوا الخيبات حتى انتفضوا في السنوات الأخيرة محققين كوبا أميركا وكأس العالم، سيمحى من ذاكرتهم ميسي الصغير في مونديال 2006، سيمحى من ذاكرتهم بكاء ميسي في كأس العالم 2014 وفي كوبا أميركا 2016، ودموعه بعد تحقيق اللقب القاري في 2021.
Beautiful: Lionel Messi cries tears of joy after finally being able to celebrate the Copa America won in Brazil back in July with an adoring Argentinian crowd in Buenos Aires 🇦🇷🏆 pic.twitter.com/TMS1mTY6AY
— roger bennett (@rogbennett) September 10, 2021
أما بالنسبة إلى عشاق ميسي حول العالم وخصوصاً مشجعي برشلونة، لمن هتفوا في "كامب نو" ومن خلف شاشات التلفزة: "ميسي ميسي ميسي"؛ ليونيل ميسي جزء من تاريخ برشلونة، هو جزء كبير منه على صعيد البطولات وغيرها، مع ميسي حصد برشلونة 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، في برشلونة يقولون "كل شيء يلمسه ميسي يتحول إلى ذهب"، هناك حصد 35 لقباً. بالنسبة إلى جمهور برشلونة، ميسي هو القدوة، ميسي حلم كل طفل، الكل يريد أن يكون مثله، مجموعة كبيرة تفضل أن تشاهد ميسي يعتزل في برشلونة على مشاهدة برشلونة يحصد البطولات، ميسي وحده خلق قاعدة شعبية جديدة لبرشلونة.
حتى أولئك الذين لا يحبون ميسي قد تكون لهم إجابة على هذا السؤال، خصوصاً عشاق البرتغالي كريستيانو رونالدو، فإذا لم يكن ليونيل موجوداً بمن سيقارنون رونالدو، ومع من كان سيتنافس رونالدو فردياً وجماعياً، وكيف سيناقشون إن كان رونالدو الأفضل أم ميسي عبر التاريخ، كيف سيقولون إن "ميسي منته ومتخاذل" وهي مصطلحات دارجة بين المشجعين، والعكس صحيح لمن سيقول عشاق ميسي إن "رونالدو ملك ركلات الترجيح، Penaldo" لمن سيقولون "رونالدو المنتهي؟"، هذا الجدل والنقاش الذي امتد لأكثر من 10 سنوات لكان اندثر ولم يكن موجوداً.
في عيد ميلاد ميسي الـ 36، ربما سيجمع المحبون والكارهون لليونيل على أن وجود ميسي في عالم كرة القدم كان حاجة للجميع، للمحبين وغير المحبين، فميسي ترك ذكريات مؤلمة وجميلة لكل العشاق الهائمين في حب لعبة "الجلد المدور" وحتى لمشجعي الخصوم.
لا شك أنه في يوم كهذا يمكن كتابة آلاف السطور والصفحات في مديح ميسي وانتقاده، يمكن الكتابة عن الإنجازات والألقاب، ولكن للحظة هل يمكننا أن نتخيل، ماذا لو لم يولد ميسي ولم يكن موجوداً في عالم كرة القدم؟ لكل إجابته وذكرياته مع واحد من أعظم اللاعبين في التاريخ.