الكرة الذهبية 2025: هل يستطيع محمد صلاح الفوز بالجائزة هذا العام؟

محمد صلاح مهاجم ليفربول يواصل تقديم مستويات مميزة خلال الموسم الحالي جعلته مرشحاً بقوة لنيل جائزة الكرة الذهبية الـ Ballon d'Or.

0:00
  • صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية
    صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية (ويب)

منذ أن خطا أولى خطواته في ملعب "أنفيلد"، قلعة نادي ليفربول، في العام 2017، بدت على محمد صلاح علامات اللاعب النجم الذي لطالما كان ينتظر الفرصة لتعويض ما فاته من تجربته السابقة في إنكلترا مع تشيلسي، والتي لم تكن موفّقة من جهة، ولإثبات جدارته بارتداء قميص ليفربول العريق الذي لطالما مثله العديد من اللاعبين الذين تحوّل جزء منهم إلى أساطير تهتف باسمها جماهير "أنفيلد" في كل مباراة.

ومنذ المباراة الأولى له، أبى صلاح إلّا أن يعانق شباك المنافسين لتكرّ بعدها سُبحة الأهداف والتمريرات الحاسمة، وينهي الفرعون المصري موسمه الأول مع ليفربول برصيد 44 هدفاً و14 تمريرة حاسمة، في جميع المنافسات، محققاً إحدى أفضل الانطلاقات في تاريخ النادي والدوري الإنكليزي الممتاز.

ومع مرور السنوات وتواليها، واصل محمد صلاح نشر سحره في ملاعب إنكلترا وأوروبا بقيادة المدرب الألماني يورغن كلوب الذي نجح في إعادة "الريدز" إلى مكانتهم المعهودة، موجداً جيلاً مميزاً حقّق جميع الألقاب الممكنة.

وعلى الرغم من إبداعات صلاح وأرقامه المميزة وتحقيقه للعديد من الألقاب الفردية والجماعية، كان غائباً عن الجائزة الأهم التي من شأنها أن تحفر اسمه بحروف من ذهب وتضعه في صفوة الأساطير، وهي جائزة الكرة الذهبية الـ Ballon d'Or، التي حلم "ابن النيل" دائماً في تحقيقها.

ومع أن صلاح شكل حجراً أساسياً ولاعباً مهماً في الجيل المميز لليفربول مع كلوب، لكنه  كان يفتقر إلى لمسة إضافية تميّزه عن باقي المنافسين الذين حققوا الجائزة في السنوات الماضية.

ولكن، يبدو أن جناح "الريدز" قد وجد ضالته في الموسم الحالي بقيادة المدرب الجديد الهولندي آرني سلوت، فانفجار قدرات صلاح وهو في سن الـ32 هذا الموسم جعله محط أنظار الجميع، ورشحه بصورة قوية ليكون حامل الكرة الذهبية مع نهاية الموسم الحالي في حال حافظ على المستوى نفسه.

التطور الكبير في أرقام صلاح وأدائه

  • صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية
    أحرز صلاح 18 هدفاً في الدوري الممتاز خلال الموسم الحالي (ويب)

تشكل الأرقام والأهداف عادةً أحد المعايير الأساسية التي يستند إليها المحللون والمشاركون في اختيار حامل الكرة الذهبية في كل موسم.

وعلى مستوى الأرقام، نجح محمد صلاح في الحفاظ على مستواه المعهود تهديفياً كما في كل موسم، بل عمل الفرعون المصري على إيجاد التوازن بين قدراته الفردية ومساهماته الجماعية خلال الموسم الحالي.

أرقام صلاح هذا الموسم تتحدث ببلاغة عن التطور الكبير في شخصية صلاح "الأناني والمعطاء" في الوقت نفسه، ويبدو أن جناح "الريدز" وجد طريقةً لإسكات أصوات المنتقدين الذين لطالما هاجموه بسبب أنانيته أمام مرمى الخصوم.

ويتصدر حالياً صلاح قائمة هدافي الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 18 هدفاً أحرزها خلال 20 مباراة، وهو أمر تعود عليه صلاح في المواسم الماضية.

ولكن، على المقلب الآخر، برز اسم صلاح كأفضل صانعٍ للأهداف حتى الآن في الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 13 تمريرة حاسمة، وفي حال استمرار أدائه المميز في النصف الثاني من الموسم، قد ينهي الجناح المصري الموسم متصدراً الجدولين بأرقام كبيرة تليق بأساطير كرة القدم وحاملي الكرة الذهبية.

صلاح القائد حاضر في الملعب

  • صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية
    تحوّل صلاح إلى قائد يمتلك تأثيراً كبيراً على زملائه (ويب)

امتلك محمد صلاح شخصية مميزة خلال الموسم الحالي حوّلته من اللاعب العادي أو النجم المميز، إلى القائد المتزن صاحب الحضور المؤثر فوق أرضية الملعب وفي غرف الملابس،  فجناح "الريدز" لم يعد فقط نجماً لامعاً يلفت الأنظار بأدائه الفردي وسرعته، بل بات قائداً حقيقياً داخل أرضية الملعب.

فتأثير صلاح على زملائه في المباريات والتدريبات بات كبيراً، ونظرةُ أبناء الأكاديمية الذين يمنون النفس في الوصول يوماً ما إلى بريق صلاح وقوته بدت واضحة في أروقة النادي.

ولا يقتصر دور صلاح على تشجيع زملائه والتحدث إلى الحكام في المباريات، بل على قدرته في التكيّف مع الضغط وتحوّله إلى مصدر إلهام، خاصة في اللحظات الحاسمة التي تتطلب شخصية موزونة ومعزولة عن التوتر في اتخاذ القرارات.

وتحوّل صلاح في معظم المباريات الهامة هذا الموسم إلى الشخصية القوية الحاضرة التي تعيد فريقها إلى أجواء المباراة في حال التأخر في النتيجة، والتي ينظر إليها الجميع كمصدر لرفع المعنويات وروح التحدي خلال اللقاء.

الانسجام الكبير بين صلاح والأدوار المطلوبة منه

  • صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية
    ساهم تولي أرني سلوت تدريب ليفربول في تحسن مستويات محمد صلاح (ويب)

لعب التغيير الذي حصل في كرسي التدريب في نادي ليفربول هذا الموسم دوراً هاماً في تحسن أداء صلاح تكتيكياً، فبعد تولي المدرب آرني سلوت القيادة خلفاً للألماني يورغن كلوب، تغير تعامل فريق ليفربول مع المباريات والمنافسين.

وكان من ضمن التغيرات الكبيرة التي حدثت في تشكيل "الريدز" امتلاك صلاح هامش تطور تكتيكي كبير في أسلوب اللعب، إذ لم يعد دوره مقتصراً على تأدية مهمات الجناح التقليدي، بل منح المهاجم المصري العديد من المهمات المتغيرة في المراكز الهجومية بحسب القرارات التكتيكية التي يتخذها المدرب سلوت، الذي يتميز بأسلوبه المتنوع في اللعب أكثر من كلوب، الذي استقر على أداء ثابت في مختلف المباريات.

مستويات ليفربول المميزة

  • صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية
    يتصدر ليفربول جدول الترتيب في الدوري الممتاز ودوري الأبطال (ويب)

بعيداً من أهمية الأرقام الفردية، تشكل الإنجازات الجماعية خلال الموسم أحد العوامل التي ترشح اللاعب لنيل الكرة الذهبية. وتساهم انطلاقة ليفربول المميزة في مختلف البطولات هذا الموسم في رفع رصيد الجناح المصري ليصبح مرشحاً لنيل الكرة الذهبية.

"فالريدز" يعتلون صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 47 نقطة. ولا يختلف المشهد كثيراً في دوري أبطال أوروبا "التشامبيونز ليغ"، فكتيبة المدرب سلوت تسيطر على المركز الأول في جدول الترتيب برصيد 18 نقطة جمعتها من 6 انتصارات.

وشكلت مساهمات صلاح في مختلف البطولات إحدى الركائز الأساسية التي جعلت ليفربول في صدارة الجداول، فهو اللاعب الذي يضمن "للريدز" التقدم في البطولات، ولمَ لا تحقيقها في نهاية الموسم، الأمر الذي يرفع أسهمه لنيل الكرة الذهبية.

تراجع المنافسين

  • صلاح ساحر ليفربول.. وحلم الكرة الذهبية
    يتفوّق صلاح تقريباً على جميع المنافسين المحتملين له في سباق الكرة الذهبية (ويب)

شهد الموسم الحالي تراجعاً كبيراً في مستويات العديد من المنافسين المحتملين لصلاح في سباق الكرة الذهبية. فثنائي ريال مدريد كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور لا يعيشان أفضل مواسمهما على مختلف الصعد.

وفي إنكلترا، شهد مانشستر سيتي انطلاقة سيئة للموسم قد تبعد هالاند عن سباق المنافسة في حال تمكن صلاح من الحفاظ على سيطرة فريقه المحلية.

أما رودري المتوّج بجائزة العام الماضي، فقد خرج مبكراً من المنافسة بسبب الإصابة التي تعرض لها، والتي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة. ليبقى أمام صلاح منافسان مباشران هما ثنائي برشلونة رافينيا ولامين يامال، اللذان يقدمان أداءً فردياً وجماعياً مميزاً هذا الموسم بقيادة المدرب فليك.

كل تلك العوامل جعلت محمد صلاح مرشحاً شبه منفرد لنيل الجائزة الأثمن، لتبقى حظوظه مرتبطة باستمرار أدائه المميز حتى نهاية الموسم وتتويجات ليفربول.

وقد يشكل موسم 2024-2025 نهاية تاريخية لمسيرة محمد صلاح في الملاعب الأوروبية مع اقتراب عقده مع ليفربول من الانتهاء، لتبقى جميع الآمال معقودة على النجم المصري في مواصلة مستوياته المميزة وتحقيق الأرقام والبطولات الممكنة التي من شأنها أن تجعل منه أول عربي يتوّج بالجائزة الفردية الأهم والأثمن عالمياً.