"الكثير" من رونالدو و"الكثير" من البرتغال

انتقادات قاسية لكريستيانو رونالدو في البرتغال، لا يستحقها هذا النجم قبل المونديال في ظل ما يعانيه في مانشستر يونايتد، وبعد كل ما قدمه للكرة البرتغالية.

  • الانتقادات لرونالدو غير مجدية وغير صائبة
    الانتقادات تجاه رونالدو غير مجدية وغير صائبة

"القليل من رونالدو، الكثير من البرتغال"، عنوان تصدر غلاف صحيفة "آ بولا" البرتغالية قبل أيام، كان كافياً ليثير الجدل ويُحدث ضجة كبيرة في البرتغال، في الوقت الذي كان يخوض المنتخب البرتغالي منافسات دوري الأمم الأوروبية.

خاض رونالدو المباراتَيْن أمام تشيكيا وإسبانيا ولم يسجل أي هدف. وفي 10 مباريات شارك فيها هذا الموسم سجل هدفاً واحداً فقط مع فريقه مانشستر يونايتد. علت الأصوات في البرتغال بوجه رونالدو. هي من المرات النادرة، وربما المرة الأولى، التي يجد فيها النجم الأفضل في تاريخ الكرة البرتغالي نفسه أمام انتقادات حادة في بلاده وصلت إلى المطالبة بإقصائه عن منتخب البرتغال، وذلك قبل أقل من شهرَين من خوضه مونديال قطر 2022.

 

رونالدو لا يزال قادراً على العطاء

بالتأكيد، رونالدو ليس في أفضل أحواله، لكن يمكن تبرير ذلك. إذ نسي من ينتقد رونالدو أن مدرب يونايتد، الهولندي إريك تن هاغ، لا يبدأ به أساسياً في أكثر المباريات، ما من شأنه أن يؤثر في مستوى أي لاعب، إذ إنه بحاجة إلى اللعب الدائم.

كذلك، فإن رواية بلوغ رونالدو الـ 37 من عمره لا تفيد منتقديه للقول إنه لم يعد نافعاً، ويجب إفساح المجال أمام جيل المواهب الجديد. فرونالدو نفسه، قبل عام تقريباً، توّج هدافاً لبطولة أوروبا 2021 بتسجيله 5 أهداف، وأصبح أفضل هداف في تاريخ البطولة متفوقاً على الفرنسي ميشال بلاتيني، كما توّج أفضل هداف في التاريخ للمنتخبات، وبعد ذلك، خلال موسمه الأول بعد عودته إلى يونايتد، ظل يسجل الأهداف، وسجل 18 هدفاً في المركز الثالث في ترتيب الهدافين في الدوري الإنكليزي، على الرغم من أعوامه الـ36 حينها. 

إذاً، رونالدو لا يزال قادراً على العطاء، ولا يمكن تصديق أنه في خلال أشهر لم يعد بإمكانه التسجيل كما قبل، وكيف له أن يفعل ذلك وهو لا يُمنح الفرصة من تن هاغ؟

إن مغادرة رونالدو صفوف مانشستر يونايتد، كما كان ينوي خلال هذا الصيف، كانت لتبدو مناسِبة جداً بالنسبة إلى النجم البرتغالي للحفاظ على نسقه في تسجيل الأهداف والبقاء في المستوى ذاته، خصوصاً أنه وجد نفسه بعد بقائه مع الفريق على مقاعد البدلاء.

 

انتقادات غير مجدية وغير صائبة

إلا أن الانتقادات في هذا التوقيت لرونالدو تبدو غير مجدية وغير صائبة. غير مجدية لأنه لا يتوقع أن يقوم مدرب منتخب البرتغال فرناندو سانتوس بإبعاد نجمه الأول، أو على الأقل، بأن يلعب دوراً ثانوياً في المونديال في ظل العلاقة الممتازة بينهما، والتي تعود إلى قيادتهما البرتغال للتتويج بلقبها الوحيد تاريخياً عندما أحرزت لقب كأس أوروبا عام 2016، يوم وقف رونالدو بعد إصابته في الدقائق الأولى من المباراة النهائية أمام فرنسا إلى جانب سانتوس يحفز زملاءه لا بل يعطيهم الإرشادات في كيفية اللعب.

أيضاً ستكون مغامرة كبرى في هذا التوقيت لسانتوس باستبعاد رونالدو؛ نظراً إلى ثقله المعنوي وخبرته وتجربته الواسعة التي يحتاجها المنتخب البرتغالي في بطولة كبرى، هذا فضلاً عن ثقله الفني الذي لن يخبو مهما انتُقد، إذ ليس سهلاً أن يحلّ لاعب مكان رونالدو.

والانتقادات غير صائبة أيضاً، وذلك لناحية التوقيت، أي قبيل انطلاق المونديال، إذ من الأجدى أن يحتضن البرتغاليون نجمهم ويدعموه لاستعادة مستواه، خصوصاً في ظل كل ما يعانيه في مانشستر يونايتد، وأكثر لما قدّمه لمنتخب البرتغال وللكرة البرتغالية.

قبل مباراتَي البرتغال الماضيتين في دوري الأمم، أقام الاتحاد البرتغالي لكرة القدم احتفال تكريم للاعبيه وبينهم رونالدو. حينها، قال رونالدو إنه يطمح للعب مع منتخب البرتغال بطولة أوروبا عام 2024. هذا هو الكلام الذي يجب أن يستمع إليه البرتغاليون من نجم بقيمة رونالدو، لا أن تُوجه إليه الانتقادات.