من الأسر إلى الملاعب.. "كأس التحدّي والصمود"

لم تنل أعوام الأسر التسعة من عزيمة لاعب كرة القدم الفلسطيني، عمر أبو رويس، وها هو يقرر العودة إلى الملاعب بعد الإفراج عنه.

  • الأسير المحرر عمر أبو رويس
    الأسير المحرر عمر أبو رويس

ماذا يعني أن يبقى لاعب كرة قدم أسيراً في معتقلات الاحتلال لفترة 9 أعوام؟ يعني أن يخرج يائساً ومحبطاً ومتعباً ومنهكاً، بعد أن سرق المحتل شبابه الذي كان سيُزهر في الملاعب، كما سرق أرضه، وقتل شعبه، وهجّره في الشتات، لكن الأمر ليس كذلك في فلسطين. شبابها يتحدى اليأس، لأنه بذلك يتحدى المحتل. لا يضعف، بل يزداد ثباتاً.

هذا هو حال حارس مرمى فريق الأمعري في الضفة الغربية ومنتخب فلسطين الأولمبي السابق، عمر أبو رويس، الذي اعتقلته قوات الاحتلال قبل 9 أعوام، وبقي طيلة كل هذه الفترة أسيراً، بعيداً عن أهله وأحبائه، وبعيداً عن ملاعب الكرة التي كان نجماً فيها.

رفض أبو رويس أن يبقى أسير ذكرياته في المعتقل بعد خروجه إلى الحرية – وإن كانت الحرية لا تكتمل إلا بتحرير بفلسطين – وها هو يقرر العودة إلى الملاعب ليستكمل ما بدأه قبل عدة أعوام.

هذا شكل من أشكال تحدي الفلسطينيين للمحتل؛ هؤلاء الذين يرفضون أن ينال الإسرائيلي من عزيمتهم وتصميمهم، وذلك من خلال الصّمود، كلٌّ في ميدانه. ملعب الكرة هنا هو ميدان أبو رويس، وهويشكّل أيضاً، لدى الفلسطينيين، وجهاً من أوجه تحدي المحتل. هذا ما فعله قبله، منذ عدة أعوام، الأسير ولاعب الكرة محمود السرسك، الذي خاض إضراباً عن الطعام لمدة 90 يوماً، ليحصل على حريته، ويخرج من الأسر، ويطلق حملة عالمية تكشف جرائم المحتل.

خلال فترة الأسر، ظلت مقتنيات عمر أبو رويس الكروية في منزله، وهي عبارة عن جوائز وكؤوس حصل عليها، إضافةً إلى قميص النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. يمكن الآن أن يضاف إليها "كأس التحدي والصمود" الذي يستحقه هذا النجم. 

 

  • "كأس التحدّي والصمود" هو الأهم