منتخب قطر.. "العنابي" مستضيف كأس العالم بأحلام كبيرة
يخوض منتخب قطر كأس العالم 2022، بصفته البلد المستضيف، لكنه، خلال الأعوام الماضية، أعدّ فريقاً قوياً، بحثاً عن إنجاز تاريخي.
قبل نحو 13 عاماً، لم يكن أكبر المتفائلين في الوطن العربي يتخيّل أنّ أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم، أي "كأس العالم"، سيُقام في بلدٍ عربي.
وعندما تقدَّمت قطر بملف استضافة المونديال للعام 2022، وفازت بحق الاستضافة في العام 2010، انهالت الاعتراضات والشكوك بشأن قدرة بلدٍ صغير المساحة، لم يبلغ حينها تعداد سكانه مليوني نسمة، على أن يستضيف بطولة بهذا الحجم.
اقرأ أيضاً.. هل سيكون في مونديال قطر "سكيلاتشي جديد"؟
في بداية الأمر، وقبل إعلان فوز قطر بملف الاستضافة، أيّد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، "الفيفا"، آنذاك، سيب بلاتر، ملف الترشيح، وقال إن "العالم العربي يستحق استضافة كأس العالم. لديه 22 دولة، ولم تتح لأيّ منها فرصة تنظيم البطولة".
واستشهد بلاتر، في كلامه، بالتطور القطري في ذلك الوقت، بحيث أكّد أنّه "عندما كنت في قطر لأول مرة، كان هناك 400 ألف شخص هنا، والآن هناك 1.6 مليون، بالإضافة إلى أنه عندما تكون قادراً على تنظيم دورة الألعاب الآسيوية عبر أكثر من 30 حدثاً للرجال والنساء، فهذا ليس موضع تساؤل إن كانت ستنجح في استضافة كأس العالم".
ولقيت قطر دعماً عربياً، إذ رحّب كل أعضاء جامعة الدول العربية باستضافة الحدث الرياضي الأبرز في العالم، مؤكدين أنّها فرصة مهمة لسد الفجوة بين العالم العربي والغرب.
قطر والمشاركة الأولى في كأس العالم
لم تشارك قطر في أي نسخة من النُّسخ الـ21 لكأس العالم. لذلك، تسعى، في النسخة الـ22، للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لتقديم مستويات قوية، والمنافسة في المجموعة الأولى، التي تضم هولندا والسنغال والإكوادور.
مع إعلان فوز قطر بملف استضافة كأس العالم 2022، بدأ الاتحاد القطري لكرة القدم تجهيز المنتخب على مستوى عالٍ، من أجل المنافسة والوصول إلى مراكز متقدمة، أو أقله تخطي دور المجموعات، والتأهل للدور الثاني في المونديال.
في العام، الذي أُعلن فوز قطر بملف مونديال 2022، كان تصنيف المنتخب الأول في المركز الـ113 عالمياً. وإذا نظرنا إلى التصنيف الحالي، والذي صدر عن "الفيفا" في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، فسوف نجده في المركز الـ50، علماً بأنّه وصل إلى المركز الـ42 في شهر آب/أغسطس الماضي.
اقرأ أيضاً.. قائمة منتخب قطر المشاركة في كأس العالم "قطر 2022"
وهنا، يتبين العمل الجاد والتقدم الكبير الذي أحرزه المنتخب في كل الأصعدة، فنجح، في عام 2019، في تحقيق لقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على "الساموراي" الياباني، بنتيجة 3-1، وهو الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة القطرية.
ويعود أحد أبرز أسباب هذه الإنجازات، في كرة القدم القطرية، إلى أكاديمية "أسباير"، وهي أكاديمية رياضية أُنشئت عام 2004، بهدف استكشاف الرياضيين القطريين، والمساعدة على تطويرهم في سن مبكّرة، وتطوير مهاراتهم، عبر توفير التدريبات والدروس الرياضية إليهم. ولم يقتصر نجاح "أسباير"، رياضياً، على كرة القدم فقط، بل نجحت أيضاً، خلال الأعوام الأخيرة، في رفد المنتخبات والألعاب الرياضية القطرية بلاعبين غيّروا خريطة الرياضة القطرية، قارياً وعالمياً. وهنا، يجب أن نذكر أحد أبرز خريجي "أسباير"، معتز برشم، بطل العالم والأولمبياد في الوثب العالي.
برزت "أسباير" سريعاً، ونجح خريجوها في قيادة منتخب قطر إلى الفوز ببطولة آسيا للناشئين عام 2014. وبعدها شارك 15 منهم في تشكيلة المنتخب المتوَّج بلقب أمم آسيا عام 2019، ويوجد 19 لاعباً في التشكيلة المتوقع خوضها نهائيات مونديال قطر 2022.
تحضيرات "العنابي" والاحتكاكات الخارجية
من أبرز التحضيرات والاستعدادات للمونديال، تلقى الاتحاد القطري لكرة القدم فرصة في المشاركة في "كوبا أميركا" و"كأس الكونكاكاف". فكانت فرصة مثالية للاحتكاك بمنتخبات عالية المستوى، بالإضافة إلى الاحتكاك بلاعبي قارة أميركا اللاتينية.
لعب منتخب قطر في عام 2019 في "كوبا أميركا"، وحل في المجموعة الثانية، وتعادل في مباراته الأولى مع باراغواي 2-2، وخسر مباراتيه الأخريين أمام كولومبيا والأرجنتين.
وفي "بطولة الكونكاكاف"، وصل المنتخب القطري إلى دور نصف النهائي، بعد تعادله مع بنما وفوزه على غيرانادا وهندوراس في دور المجموعات، ثم تأهل على حساب السلفادور في دور ربع النهائي، وخسر بصعوبة أمام الولايات المتحدة في المربع الذهبي.
أبرز اللاعبين الحاليين في منتخب قطر
يدخل منتخب قطر منافسات المونديال، معوّلاً على عدد من اللاعبين الذين شاركوا في عدة بطولات وبرزوا مع المنتخب، وبينهم: أكرم عفيف وحسن الهيدوس وعبد الكريم حسن (أفضل لاعب في آسيا عام 2018)، والمعز علي (هداف كأس آسيا 2019)، وبوعلام خوخي وبسام الراوي وعبد العزيز حاتم وحارس المرمى سعد الشيب.
فيليكس سانشيز.. من رحم برشلونة إلى بطل آسيا
بعد بداياته في العمل مع شباب نادي برشلونة، انتقل فيليكس سانشيز، مُدرب منتخب قطر لكرة القدم الحالي، في عام 2006، إلى أكاديمية "أسباير"، التي استمر فيها 7 أعوام حتى عام 2013، لينتقل إلى تدريب منتخب قطر للشباب، والذي قاده إلى تحقيق كأس آسيا في العام التالي، رفقةَ مواهب من الأكاديمية.
بعد تدرّجه في تدريب المنتخبات القطرية تحت 19 عاماً و20 و23 عاماً، عُيّن سانشيز مدرباً للمنتخب الأول في عام 2017، ليتابع رحلته رفقةَ لاعبين تدرّجوا معه في الفئات العمرية، كأكرم عفيف وحسن الهيدوس والمعز علي، بالإضافة إلى غيرهم من اللاعبين. وقاد المنتخب إلى تحقيق لقب كأس آسيا في عام 2019، للمرة الأولى في تاريخه.
يقول نادي برشلونة، في حسابه الرسمي: "في آسيا، هناك مُدرب فائز يحمل الحمض النووي لنادينا، إنه فيليكس سانشيز، الذي قاد قطر إلى تحقيق لقب آسيا".
اقرأ أيضاً.. كأس العالم.. مفاجأة في تشيكلة منتخب إسبانيا
وتغنّى "البرشا" بالمُدرب القادم من على بعد نحو 7000 كيلومتر، بالقول: "مع جذوره في نادي برشلونة، نجح سانشيز في غرس الحمض النووي لنادينا في سيرجي روبرتو ومارك مونيسا وجيرارد ديولوفو ومارتن مونويا، حتى سافر إلى قطر في عام 2006".
وأضاف: "على الرغم من وجوده بعيداً بمسافات كبيرة، فإن سانشيز نجح في تطبيق فلسفتنا ونهجنا بالاستحواذ، وفي تطوير الكرة القطرية، عبر أسلوب برشلونة. ووصلت نسبة الاستحواذ على الكرة في مبارياته إلى نحو 70%".
فهل سيكون المنتخب القطري الحصان الأسود في البطولة، مستغلاً عاملي الأرض والجمهور، بالإضافة إلى التوليفة الرائعة التي قام بها المُدرب الإسباني؟