رونالدو عاد بعد 12 عاماً.. ما الذي تغيّر؟
بعد خروج رونالدو من مانشستر يونايتد وابتعاده عن إنكلترا، تغيّر الكثير في البطولة. ومع عودته في عام 2021 نعرض أبرز المتغيرات.
رحل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي في عام 2009؛ أي منذ 12 عاماً، وكانت آخر مبارياته مع "الشياطين الحمر" في نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي فاز فيه برشلونة بهدفين من دون رد في العاصمة الإيطالية روما.
وابتعد رونالدو عن اليونايتد، الذي فاز معه خلال مسيرته بعدد من الألقاب، منها: 3 مرات الدوري الإنكليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية، وأحرز الحذاء الذهبي، والكرة الذهبية الأولى في مسيرته عام 2008.
ولعب رونالدو تحت قيادة السير أليكس فيرغيسون، "أسطورة" تدريب مانشستر يونايتد، 292 مباراة، سجّل فيها 118 هدفاً، ولعب 69 تمريرة حاسمة.
هذا العام، عاد رونالدو إلى ناديه القديم الذي يعتبره منزلاً له، والذي تربطه به علاقة عاطفية قوية، بعد مشوارٍ طويل في ريال مدريد، وثلاثة أعوام أمضاها رفقةَ يوفنتوس الإيطالي. وهذه العودة تُعَد من أبرز أحداث العام 2021.
لكن "البريميرليغ" تغيّرت حاله عما كانت عليه قبل 12 عاماً، أي منذ رحيل رونالدو حتى عودته. فكثير من المُتغيرات حدث في مانشستر يونايتد، والدوري الإنكليزي الممتاز. فما هي أبرز هذه التغييرات؟
ظهور مانشستر سيتي وتتويج ليفربول باللقب
في موسمه الأخير مع مانشستر يونايتد في عام 2009، قاد رونالدو الفريق إلى لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، واستطاع السيطرة على الفريق الثاني لمدينة مانشستر سيتي، بحيث فاز اليونايتد في "الديربي" في المواجهتين خلال الموسم.
بعد رحيل رونالدو، بدأ عصر مانشستر سيتي بالازدهار، فتعاقد الفريق مع ثُلّة من النجوم، أمثال: كارلوس تيفيز، سيرجيو أغويرو، دافيد سيلفا، وكيفن دي بروين مع مرور السنوات. واستطاع "السيتيزنز" تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز في 5 مناسبات، وكأس الرابطة مرتين، و6 ألقاب لكأس الاتحاد الإنكليزي، و3 مرات الدرع الخيرية، وبقي لقب دوري الأبطال مستعصياً.
في المقابل، استطاع مانشستر يونايتد تحقيق لقب الدوري الإنكيزي الممتاز مرتين، ولقب واحد في كأس الرابطة، ولقبين في كأس الاتحاد الإنكليزي، و3 في درع الخيرية، ولقب في الدوري الأوروبي. في حين فشل "الشياطين الحمر" في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا في 3 سنوات.
يُعتبر تحقيق ليفربول لقبَ الدوري الإنكليزي الممتاز من أهم المتغيرات التي حدثت، ففريق "الريدز" لم يُحقق لقب الدوري منذ عام 1990، إلى حين تعاقد الفريق مع المُدرب الألماني يورغن كلوب، الذي بدوره تعاقد مع عدة لاعبين، استطاع من خلالهم ليفربول تحقيق لقب "البريميرليغ" بعد غياب ما يقارب 30 عاماً.
انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والقوة الاقتصادية للدوري الممتاز
على الرغم من انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بعد جائحة فيروس كورونا، فإنّ أندية "البريميرليغ"، تُواصل تحقيق أرباحِ طائلة. ومن أهم هذه العوامل عائدات النقل التلفزيوني. ومع الخسائر الكبيرة التي طالت أكثر أندية العالم بسبب الجائحة، استطاعت أندية "البريميرليغ"، المحافظة على قوتها الاقتصادية، وإبرام التعاقدات.
وظهرت أندية جديدة منافسة، وبدلاً من الـ"Top 4" أصبح هناك "Top 6"، بعد دخول فرق مثل توتنهام وليستر سيتي على خط المنافسة.
مُعضلة الرقم 7 الأسطوري
شكل خروج كريستيانو رونالدو صاحب الـ24 عاماً في عام 2009، معضلة كبيرة لدى فريق مانشستر يونايتد، لأن رونالدو كان يرتدي القميص رقم "7"، والذي يُعتبر الرقم الأسطوري في "الشياطين الحمر". ومع تألق رونالدو بهذا القميص، فمن سيجرؤ على تحمل تبعات هذا الرقم، وخصوصاً أن من يحمله سيكون دائماً موضع مُقارنة مع رونالدو، وفي الوقت نفسه ثقل الرقم بسبب ما يُشكله من رمزية للنادي.
تناوب على ارتداء القميص رقم "7" بعد خروج رونالدو، كل من: مايكل أوين (2009-2012)، أنتونيو فالنسيا (2012-2014)، أنخيل دي ماريا (2014-2015)، ممفيس ديباي (2015-2017)، وأليكسس سانشيز (2017-2019)، ولم يتميز أحد منهم في "مسرح الأحلام"، الأمر الذي كان يضعهم تحت الضغط الدائم.
يُعتبر إديسون كافاني اللاعب الوحيد الذي استطاع استعادة بريق الرقم 7 مع اليونايتد، بعد تعاقد الفريق معه في الموسم الماضي، وسجل خلالها 17 هدفاً من 39 مباراة. ومع تعاقد مانشستر يونايتد مع رونالدو، تنازل كافاني عن الرقم "7"، لمصلحة "الدون".
اللعب مع مانشستر يونايتد في غياب "الأب الروحي"
استطاع الاسكتلندي، "أسطورة" التدريب، السير أليكس فيرغسون، قيادة مانشستر يونايتد إلى الأمجاد، فبات الفريق يمتلك أفضل سجل في الدوري الإنكيزي الممتاز بواقع 20 لقباً. ومنذ اعتزاله التدريب في عام 2013، لم يستطع "الشياطين الحمر" تحقيق لقب الدوري.
يُعتبر السير أليكس "الأب الروحي" للبرتغالي كريستيانو رونالدو، فالمُدرب الاسكتلندي هو من طلب التعاقد مع الدون في عام 2003، واستطاع مُساعدة رونالدو على الوصول إلى العالمية، ولا تكاد تخلو مناسبة يُسأل فيها رونالدو عن السير أليكس إلاّ ويقول إنه الأب الروحي له.
رونالدو التاريخي
بعد تعاقد ريال مدريد مع كريستيانو رونالدو في عام 2009، استطاع البرتغالي تسجيل 451 هدفاً في 438 مباراة خاضها مع "الميرينغي"، بمعدل 1.03 هدف في المباراة. ليصبح بذلك الهداف التاريخي لريال مدريد، والهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا.
واستطاع رونالدو قيادة ريال مدريد إلى التتويج بـ15 لقباً، بينها 4 ألقاب في دوري الأبطال. وقاد منتخب البرتغال إلى لقب كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016"، وأصبح الهداف التاريخي لكرة القدم.
تسببت عودة رونالدو إلى "الشياطين الحمر"، بضجة إعلامية كبيرة، فكل التقارير الإعلامية والصحافية كانت تُؤكد أن رونالدو في طريقه إلى الغريم التقليدي مانشستر سيتي، إلاّ أن تدخل اليونايتد في اللحظات الأخيرة حسم الصفقة.
واستطاع اليونايتد تعويض تكلفة التعاقد مع رونالدو، قبل أن يلعب مباراته الأولى في البداية الجديدة له مع الفريق، فتكلفة الصفقة، بحسب التقارير، بلغت 12.9 مليون جنيه إسترليني، ومبيعات قميص رقم "7" الذي يحمل اسم "الدون" بلغت ما يُقارب 187 مليون جنيه إسترليني، وحصة اليونايتد منها تبلغ 13.1 مليون جنيه إسترليني، بحسب ما ذكرت التقارير.
وقال رونالدو في تصريحات صحافية، إنه الآن في اليونايتد لتحقيق الألقاب ومساعدة الفريق، لا كي ينهي مسيرته في الفريق الذي ساعده على الوصول إلى النجومية.
فهل ستشهد الحِقبة الجديدة لرونالدو مع "الشياطين الحمر" النجاح؟ وهل سيساهم تعاقد اليونايتد مع رونالدو في حصد لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، والعودة إلى منصات التتويج؟ جميعها أسئلة مشروعة، وتدور في أذهان المشجعين، ومتابعي كرة القدم.