فيديو | صحافيون من غزة يروون تجارب الموت خلف الدروع وأحلام الناس
صحافيون من مختلف مناطق قطاع غزة ينقلون إلى الميادين نت تجربتهم في التغطية الميدانية لشهور من العدوان الإسرائيلي، مع كلّ ما رافق ذلك من مخاطر وصعوبات، في ظل الفقد والمعاناة الإنسانية والعقبات اللوجيستية، مُعرّجين إلى محطات من الأمل والحُلم.
تجربة الموت، بهذه العبارة اختصر صحافيون، من مختلف مناطق قطاع غزّة، المغامرة اليومية التي يخوضونها في تغطياتهم الميدانية، خلال سبعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية، التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
بعدساتهم وأصواتهم وأقلامهم، كانوا في عين القصف الإسرائيلي، حتى باتوا هم أنفسهم في عين الهدف.
آلة القتل الإسرائيلية لم تُعِر اهتماماً لسترات طُبع عليها بالأحرف العريضة كلمة "صحافة"، فارتقى خلال العدوان أكثر من 140 صحافياً.
وأكد نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، في تصريح، في شباط/فبراير 2024، أنّ الاحتلال قتل 10% من صحافيي غزّة بهدف "منعهم من إيصال حقيقة ما يقع في القطاع إلى العالم".
ودمّر قصف "جيش" الاحتلال مقار ومكاتب إعلامية، أمضى فيها الصحافيون وقتاً أكثر مما أمضوه في بيوتهم أو أماكن نزوحهم في الحرب، فتحولّ عدد من الخيام إلى مقارّ للإعلاميين، ليتمكنوا من مواصلة التغطية. ولم يُثنِهم استهداف الاحتلال المباشر لطواقمهم، لأنهم يؤمنون برسالتهم السامية، وضرورة فضح جرائم الاحتلال، على رغم صعوبات وعقبات كثيرة واجهتهم، من ناحية انقطاع الاتصالات والإنترنت، أو حتى انقطاع الكهرباء.
حملت تغطية الصحافيين في طيّاتها اللحظات القاسية التي تركت أثراً بالغاً في نفوس مَن هم جزء من معاناة الشعب الفلسطيني، من جراء عدوانٍ ارتكب الاحتلال في 215 يوماً منه أكثر من 3000 مجزرة، راح ضحيتها نحو 35 ألف شهيدٍ و79 ألف جريح، وهي أرقام ترتفع مع استمرار عدّاد أيام الحرب.
في المقابل، فإنّ هذه التغطية الاستثنائية، في مسار العمل المهني، لم تخلُ أيضاً من لحظات أعادت رسم ابتسامةٍ وأمل على وجوه الصحافيين والمراسلين. ولو أنّ بعض هذه اللحظات لم تكن إلا فرحة النجاة من الموت.
خفّضت الحرب سقف الأحلام، وأصبح الهمّ الأكبر أن تكون السترات الصحافية درعاً لمن يرتديها لا كفناً له، أمام مرأى مجتمع دولي "أطرب" الآذان بشعارات حريّة الصحافة الرنّانة، وأعمى عينيه عن غزّة وصحافييها.