الكابتن اللبنانية رولا حطيط: كما على الأرض كذلك في الجوّ!
ها هي الكابتن اللبنانية رولا حطيط ترفل ببدلة "الشرائط الأربع"، بحيث تنهض شاهداً على امرأة عربية برهنت على أنها ناجحة بامتياز.... فطوبى لرولا وللنساء العربيات الماجدات في يوم المرأة العالمي.
لم تكن رولا تحب عالم الطيران منذ نعومة أظفارها على الرغم من أنها كانت تقطن قريباً من المطار، ولم تكن ممن يسافرون على الدوام، فكل علاقتها بعالم الطيران جاءت عن طريق الصدفة، وإن انطوت على شيء من التحدي!
كانت الكابتن رولا حطيط، ابن بلدة الدوير (جنوبي لبنان)، أول قائدة طائرة مدنية لبنانية تدرس الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت. فجاءها أحد الزملاء بإعلان وقع عليه في صحيفة عن حاجة شركة "الميدل ايست" اللبنانية إلى فتيات في عالم الطيران.
View this post on Instagram
رولا حطيط على متن" الميدل إيست": فيديو "طائر" فوق لبنان
ولمّا كان هذا الزميل يخبرها بذلك من منطلق جس النبض الذي لا يخلو من سخرية في مكان ما، فقد آلت رولا على نفسها أن تخوض هذا العالم، فخضعت للاختبار الأول ونجحت في مواد الرياضيات والفيزياء واللغة الإنكليزية وتقويم الذكاء وأسلوب الاستخدام الآلي. ويومها، كانت في عمر الـ18 عاماً. واللافت انها كانت الوحيدة بين 8 شبان.
وعلى الرغم من تحفّظ الاهل، فإن رولا المتفوقة تابعت في مجال الطيران، بكل عزم. سافرت إلى إسكتلندا لدراسة الطيران، ثم إلى ألمانيا للتدرّب على قيادة الطائرة التي ستستخدمها خلال الرحلات. وتطلّب منها الأمر 10 سنوات للحصول على رتبة كابتن أو الشرائط الأربع.
View this post on Instagram
سجّل مطار هيثرو هبوط طائرة الكابتن رولا حطيط بطريقة احترافية رغم سوء الأحوال الجوية
واليوم، يفتخر بها أهلها وجميع الأصدقاء، حتى إن المسافرين على متن شركة طيران "الميدل إيست" يأنسون إلى سماع صوتها عند الإقلاع بالطائرة، وإن كان البعض يتفاجأ. حتى إنه، في إحدى المرات (في البدايات)، قام مسافر بالعدول عن السفر عندما شاهد الكابتن رولا في قمرة الطائرة! لكن هذه الحادثة لم تتكرر.
تميّزت رولا بين أقرانها الطيارين في "الميدل إيست"، وهي أمست معروفة عالمياً، بحيث يسجَّل لطياري الشركة اللبنانيين براعتهم في مجال الطيران. والجدير ذكره، ها هنا، أنها تزوجت بالكابتن فادي خليل الذي شغل منصب رئيس لنقابة الطيارين في لبنان، وعمل بجهد كبير ولافت لتحسين أوضاع النقابة، وسهر بكل تفانٍ وحرص على شؤون طياريها وشجونها الكثيرة .
جالت المرأة، التي لا تفارق البسمة محيّاها، في مدن العالم، بل عملت مع زوجها لمصلحة شركات طيران خاصة في أوقات معينة، وبرهنت أنها كابتن عالمية، وهذا ما جعلها تستلم بجدارة مركز الرئاسة الإقليمية لمنظمة اتحاد نقابات الطيارين، من حيث استلامها مركز نائبة الرئيس في منطقة الشرق الأوسط بعد إجراء انتخابات عالمية. كما قادت طائرة "الميدل إيست" خلال إحدى زيارات الرئيس اللبناني ميشال عون.
الجدير بالذكر أن جهود الكابتن الشابة وتميّزها سمحت لمزيد من النساء بإظهار مهاراتهن في هذه الصناعة. فلقد وظفت شركة طيران الشرق الأوسط الآن ما مجموعه أكثر من 6 نساء للانضمام إليها، ويمكن القول ها هنا إن مفهوم الطيارين تغيّر بفضل رولا حطيط.
View this post on Instagram
قادت حطيط رحلة طاقمها مؤلف من النساء، للمرة الأولى في تاريخ شركة الطيران اللبنانية.
وفّق الزوجان "الطائران" على الدوام بين عملهما وحياتهما الزوجية، على الرغم من صعوبة ذلك وجسامته، وخصوصاً مع وجود طفليهما آدم ومحمد. فالرحلات الجوية لا تعرف تأجيلاً ، كما يمنع عليهما الطيران معاً، بحسب قانون الطيران. وهنا اتفق الزوجان على تأدية كل منهما دور الآخر في غيابه، إلى أن تعوّد الولدان على هذا النمط من الحياة.
مجلة الجيش اللبناني كانت عنونت في أحد إصداراتها "الكابتن رولا حطيط: كما على الأرض كذلك في الجوّ!"، كما صنّفت الكابتن اللبنانية من قبل موسوعة عالمية كواحدة من الشخصيات الـ 100 المؤثرة عالمياً.
وأخيراً... ها هي الكابتن رولا، ترفل ببدلة "الشرائط الأربع"، بحيث تنهض شاهداً على امرأة عربية برهنت أنها "قدّ الحمل وزيادة".... فطوبى لرولا وللنساء الماجدات في يوم المرأة العالمي.