زودياك السفاح.. من هو القاتل الغامض؟
يُعتبر زودياك السفاح كابوس منطقة خليج سان فرانسيسكو الأميركية، في أواخر ستينيات القرن الماضي. لم تُعرف هوّيته الحقيقية إلا مؤخراً، من مجموعة التحقيق التطوعية The Case Breakers خلال بحثهم لسنوات عن القاتل المتسلسل "زودياك السفاح".
عُرف بـ"زودياك السفاح" The Zodiac Killer، وهو قاتل متسلسل ارتكب جرائمه في شمال كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر ستينيات القرن الماضي.
ادعى زودياك السفاح في رسائله واتصالاته مع الشرطة والصحافة، أنه قتل 37 شخصاً خلال 5 سنوات، لكن المحققين لم يتمكنوا من ربطه بشكل قاطع إلا بـ7 ضحايا، 5 منهم ماتوا ونجا اثنان. فاعتبر زودياك السفاح كابوس سكان شمال كاليفورنيا.
من هو زودياك السفاح؟
أخيراً في الـ6 من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2021،وبعد مضي أكثر من نصف قرن على جرائم زودياك السفاح وتسجيل الجرائم ضدّ مجهول، تمكن فريق "The Case Breakers" وهو فريق من المتخصصين، من اكتشاف هويّة زودياك السفاح الحقيقية، وهو غراي فرانسيس بوست (Gary Francis Poste).
قال فريق المحققين، الذي عمل على حل عدد من أبرز القضايا التي لم يتم حلها في أميركا، إنهم اكتشفوا هوية بوست بعد سنوات من البحث في أدلة الطب الشرعي الجديدة وفي "غرفته المظلمة".
أظهرت إحدى الصور التي وجدها الفريق في "الغرفة المظلمة"، ندوباً على جبين بوست تتطابق مع رسم زودياك التقريبي.
الفريق الذي يتألف من أكثر من "40 محققاً وصحافياً وضابط استخبارات عسكرية"، قال إن شيفرة زودياك تشير أيضاً إلى بوست.
لكن مجموعة التحقيق مُنعت من قبل المعنيين بالملف، من إجراء اختبارات الحمض النووي، لمزيد من التأكد، لشعرات من رأس زودياك السفاح، والتي عُثر عليها في قبضة طالب مراهق، كان تبنى زودياك قتله منذ أكثر من نصف قرن.
ولدى خبراء الطب الشرعي الآن "اعتقاد شبه مؤكد" بأن غراي فرانسيس بوست هو زودياك السفاح.
اقرأ أيضاً: الماسونية.. قصة منظمة سريّة من العصور الوسطى
ما هي الأدلة التي كشفت هوية زودياك السفاح الحقيقية؟
بحسب فريق The Case Breakers تم التعرّف على بوست، من خلال سلسلة من الصور يعود تاريخها إلى العام 1963، والتي اكتشفوها في ما يُفترض أنها "غرفته المظلمة"، وفقاً لبيان صحافي صدر عن المجموعة.
وجد الفريق صوراً تظهر بوست مع ندوب على جبهته، يعتقدون أنها مطابقة للعلامات المعروضة على رسم الشرطة التقريبي لزودياك السفاح. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها المجموعة فإن تلك الندوب كانت نتيجة حادث سيارة في العام 1959، حين كان مع السرب 782 لمراقبة الطائرات والإنذار.
مجموعة " The Case Breakers"، التي تركز على القضايا "الباردة" وتتألف من متخصصين سابقين في تطبيق القانون والطب الشرعي، تؤكد أيضاً أن لديها أدلة جنائية، بما في ذلك الحمض النووي، التي تثبت أن بوست هو زودياك السفاح. وتقول أيضاً إنه إذا قمت بإزالة أحرف الاسم الكامل لـ"بوست" من إحدى الشيفرات التي تركها زودياك، فإنه سيتم اكتشاف رسالة بديلة.
بخلاف الشرطة، تعتقد مجموعة التحقيق بالاستناد إلى الأدلة التي توصلت إليها وأبلغت عنها، بأن بوست قتل أيضاً شيري جوزفين باتس في 31 تشرين الأول/أكتوبر من العام 1966، في ريفرسايد بكاليفورنيا، على بعد مئات الأميال جنوباً من منطقة سان فرانسيسكو، وقبل عامين من وقوع أول عملية قتل مرتبطة بزودياك.
فقد عُثر على باتس البالغة من العمر 18 عاماً، مقتولة بطريقة وحشية في أحد أزقة حرم كلية "ريفرسايد سيتي"، بعد أن بلّغ والدها الشرطة عن اختفائها.
من بين الأدلة التي يعتقد فريق Case Breakers أنها تربط بين الجرائم وبوست هي ساعة يد Timex سوارها مكسور، عُثر عليها في مسرح الجريمة، وتم شراؤها من قاعدة عسكرية في منتصف الستينيات. ويعتقد الفريق أيضاً، أن الطلاء المتناثر على ساعة يدّ بوست، يعود إلى أنه في وقت ارتكاب جرائمه كان يقوم بطلاء منزله بنفسه.
كما كان بوست يتلقى فحوصات طبية لإصابته بطلق بندقية، كما يقول فريق The Case Breakers، فهو أحد قدامى المحاربين في القوات الجوية الأميركية، يعالج في مستشفى قاعدة مارس الجوية، على بعد 15 دقيقة فقط من مسرح الجريمة.
أما بالنسبة لآثار الحذاء العسكري، التي عُثر عليها في 3 مسارح لجرائم زودياك ومقاسها 10، فيقول الفريق إنها متطابقة مع تلك التي كان ينتعلها بوست. وأكد الفريق أيضاً أن الشعر البني الموجود في يد إحدى ضحاياه يتطابق مع شعر بوست.
أحد أعضاء الفريق، قال في مقابلة تلفزيونية إن بوست كان يقتل الحيوانات من جميع الأحجام "بشكل عشوائي" وكان "يمثّل بجثثهم".
اقرأ أيضاً: مثلث برمودا الغامض وأسرار الاختفاء فيه
شهود في قضية زودياك السفاح
من بين الشهود الذين قدمهم فريق the Case Breakers، كانت زوجة ابن بوست، وتدعى "ميشيل"، والتي قالت إنه بعد انتهاء زواجهما، تعرضت للمضايقة والتهديد والاعتداء من جانب حماها بوست، فاضطرت إلى مغادرة الولاية.
كذلك الشاهدة "جويني"، وهي من كاليفورنيا كانت تقطن بجوار بوست وزوجته. أعربت في مقابلة تلفزيونية عن اعتقادها بأن بوست هو زودياك السفاح، بناءً على الأدلة التي تم جمعها حينها.
قالت جويني إن بوست وزوجته، قدما الرعاية لها عندما كانت طفلة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وكان يدربها على الإطلاق بالأسلحة النارية، عدة مرات في الأسبوع. وتحدثت جويني أيضاً عن قساوة بوست وعنفه تجاه زوجته "التي كانت تنام على الأريكة". وأضافت "لقد عاش حياة مزدوجة (..) لقد صدمني تماماً أن غاري هو زودياك السفاح".
لم تتم مطابقة أي DNA مع أي من مسارح جرائم زودياك السفاح، ولا مع الأدلة المحفوظة من مقتل السيدة باتس.
ما هي قصة زودياك السفاح الحقيقية؟
لم يُعثر حتى الآن على معلومات كافية ممكن أن تكون قصة زودياك السفاح الحقيقية. ولم يتمكن المحققون من معرفة سبب ارتكابه لتلك الجرائم أو خلفية اختياره لضحاياه.
كل ما يُروى حول زودياك السفاح، هي معلومات عن جرائمه الموثقة لدى الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي. أما المعلومات التي تحدثت عنه بعد اكتشاف هويته الحقيقية، فكانت قليلة أيضاً.
جرائم زودياك السفاح
تم الربط بين زودياك السفاح و5 جرائم قتل على الأقل في شمال كاليفورنيا. وربما كان مسؤولاً عن المزيد من الجرائم. فهو أبلغ الشرطة والصحافة برسائله واتصالاته الهاتفية أنه مسؤول عن 37 جريمة قتل. سخر من الشرطة ووجه تهديدات من خلال رسائل أرسلها إلى الصحف المحلية من العام 1969 حتى العام 1974، قبل أن يتوقف فجأة عن الاتصال.
بالرغم من التحقيقات المكثفة، لم يتم القبض على أي شخص على الإطلاق بسبب الجرائم وما زالت القضية مفتوحة. كان اللغز المحيط بجرائم القتل موضوع العديد من الكتب والأفلام، بما في ذلك فيلم المخرج ديفيد فينشر المشهور للعام 2007 بعنوان "زودياك".
اقرأ أيضاً: كوكب المريخ.. أسرار وحقائق
رسائل وشيفرة زودياك
في 1 آب/أغسطس من العام 1969، تلقت صحف "سان فرانسيسكو إكزامينر" و"سان فرانسيسكو كرونيكل" و"فاليجو تايمز هيرالد" خطاباً موحداً بخط اليد في ظرف من دون عنوان المرسِل، جاء فيها:
"عزيزي المحرر.. أنا قاتل المراهقين في عيد الميلاد الماضي في بحيرة هيرمان".
احتوت الرسائل على تفاصيل من جرائم القتل التي ارتكبها زودياك السفاح، والتي كان وحده من يعرفها. استمر القاتل في التهديد بمزيد من الهجمات إذا لم تتم طباعة كلماته على الصفحة الأولى من الصحف.
كان يختم كل حرف برمز يتكون من دائرة بها صليب أو علامة الزائد (+) يمتد إلى خارج الدائرة، فيما سيعرف لاحقاً برمز Zodiac Killer. كانت كل واحدة من رسائله تتضمن شيفرة مكونة من 3 أجزاء، ادعى أن هذا التشفير يحتوي على هويته.
المزيد من رسائل زودياك
بينما كانت أقسام الشرطة، بدعم من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، تعمل على تعقب القاتل، وصلت رسالة أخرى إلى صحيفة "سان فرانسيسكو إكزامينر"، استهل رسالته بـ:
"عزيزي المحرر: هذا هو زودياك يتحدث"، ثم وصف فيها جرائم القتل التي ارتكبها بالتفصيل، وسخر من الشرطة لعدم تمكنها من فك شيفرته أو القبض عليه.
بعد عدة أيام، تمكن المدرّس الثانوي دونالد هاردن وزوجته بيتي من حل الشيفرات. وجاء في الكتاب "أحب قتل الناس لأنه ممتع للغاية. إنه أكثر متعة من قتل الحيوانات البرية في الغابة لأن الإنسان هو أخطر حيوان على الإطلاق".
بعد 3 أيام من جريمة زودياك الـ4 المعروفة بمقتل سائق سيارة الأجرة بول ستاين في العام 1969، تلقت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" رسالة يدعي صاحبها فيها ارتكاب الجريمة.
الرسالة مكتوبة بنفس طريقة رسائل زودياك السابقة بطباعة غير منتظمة، وقد تضمنت تفاصيل مقتل ستاين وقطعة من قميص ستاين عليها دماء. في نهاية الرسالة، قال القاتل إنه يأمل في المرة المقبلة أن يطلق النار على إطار حافلة مدرسية تقل الأطفال إلى مدرستهم.
واصل زودياك السفاح مراسلاته الساخرة، والتي تضمنت المزيد من الشيفرات، وادعى أنه ارتكب العديد من جرائم القتل، وسخر من الشرطة لعدم قدرتها على إلقاء القبض عليه.
في العام 1974 توقفت الرسائل، بالرغم من أن التحقيق لم يتوقف. ولا يزال هناك الكثير من الغموض حول قضية زودياك، ليس أقلها مسألة متى توقفت الجرائم.
آرثر لي ألين
بعد سنوات من التحقيق توصل المحققون إلى عدد من المشتبه بهم، كان أشهرهم آرثر لي ألين Arthur Leigh Allen (1933-1992).
كان آرثر لي ألين مدرّساً في إحدى مدارس فاليجو بكاليفورنيا، تم إيداعه في إحدى المؤسسات في العام 1975 لتحرشه بالأطفال. لكن لم يكن أبداً لدى المحققين، ما يكفي من الأدلة لإثبات تهمة ارتكابه لتلك الجرائم وتوجيه الاتهام إليه.
روبرت غرايسميث
مع مرور السنوات ووصول التحقيقات إلى حائط مسدود، بدأت قضية زودياك السفاح بالاندثار، حتى أعادها إلى الواجهة من جديد رسام الكاريكاتير وصاحب كتاب "زودياك" روبرت غرايسميث.
كان غرايسميث يعمل في صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" منذ بداية القضية، وكان مولعاً بقراءة الكتب البوليسية، وتمكن من قراءة عدد من الكتب حول فك الشيفرات والألغاز. وانضم إليه أحد المحققين الذين كانوا ضمن فريق قضية زودياك، وتمكنا من جمع المزيد من الأدلة التي تدين آرثر لي ألين؛ لكن لم يتمكنا من إثبات أنه القاتل، بشكل قطعي.
بعد سنوات، نشر غرايسميث كتابه الذي حمل عنوان "زودياك". روى فيه القصة كاملة وكل ما توصل إليه من أدلة، كما ناقش بشكل أساسي مسألة تاريخ توقف زودياك السفاح عن ارتكاب الجرائم.
بخلاف الكثيرين، اعتقد غريسميث أن زودياك ظل يرتكب جرائمه خلال ثمانينيات القرن الماضي وقتل عشرات الأشخاص الآخرين، لكن هذا الرأي كان مثيراً للجدل في أوساط المحققين ولم يتمكن أحد من إثباته.
في هذه الأثناء، تمكن أحد المحققين في العام 1991 من الوصول إلى أحد الناجين من جرائم زودياك. وتمكن من التعرف على وجه ألين، وقال إنه هو من أطلق عليه الرصاص قبل 22 عاماً.
فشُكلت لجنة للتحقيق مع ألين؛ لكنه توفي بنوبة قلبية قبل التحقيق معه، ولم تتمكن الشرطة من إثبات التهمة عليه.
ما هو مصير زودياك القاتل؟
توفي زودياك السفاح أو غاري فرانسيس بوست، وفاة طبيعية نتيجة المرض، في العام 2018 وكان يبلغ من العمر 80 عاماً.
عاش لمدة 50 عاماً بعد جرائم القتل التي ارتكبها، من دون إلقاء القبض عليه أو توجيه اتهامات له أو حتى الاشتباه به قبل وفاته.
شهادة وفاة زودياك الشفاح
بعد فترة وجيزة من الإبلاغ عن هوية زودياك السفاح، تمكنت صحيفة TMZ من الحصول على شهادة وفاته.
ذُكر في شهادة الوفاة أن بوست مات بسبب مزيج من الأمراض، من عسر البلع والخرف الوعائي (أحد أنواع الخرف) والإنتان أي تعفن الدم (sepsis) والصدمة الإنتانية أو حالات تعفن الدم العظمى (Septic shock).
بالإضافة إلى الأمراض السابقة، عانى بوست من مجموعة من المشاكل الصحية وهي الرجفان الأذيني وقصور الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام.
شيفرة زودياك
لم يكتف زودياك السفاح بالاتصال بمراكز الشرطة والصحافة، وإرسال رسائل خطية بعد كل جريمة ليخبرهم بأنه القاتل ويشرح لهم تفاصيل جريمته، وقرر إرسال رسائل مشفرة إلى صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" (San Francisco Chronicle)، كان أولها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1969، وتحتوي على رموز معقدة وغريبة.
مع كل من رسائله المشفرة، كان يرسل خطاباً بخط يده يصف به كيف قام بجريمته، ويتوعد بقتل بعض الصحافيين والمحققين، الذين يسعون لكشف هويّته، وفي إحدى رسائله أطلق على نفسه اسم "زودياك" (Zodiac).
اقرأ أيضاً: تكنولوجيا الإعلام والاتصال.. من خوارزميات البابليين حتى اليوم
حل شيفرة زودياك
بعد أكثر من 50 عاماً، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" (FBI)، أن مواطنين تمكنوا من حلّ شيفرة أحد أكثر اللغاز تعقيداً في تاريخ أميركا وأكثرها شهرة.
فقد أعلن عدد من هواة قراءة النصوص المرمّزة، أنهم نجحوا في فك رموز رسالة مشفرة أرسلها زودياك السفاح قبل أكثر من 50 عاماً إلى الشرطة، وكانت الرسالة تُعرف باسم "الرسالة 340" لأنها تحتوي على 340 حرفاً، موزعين على17 عمود، كل عامود يتألف من 20 حرفاً.
وكان زودياك السفّاح بعث بهذه الرسالة في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1969 إلى صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل". ومذّاك بقيت تحيّر السلطات والمحققين، بأحرفها ورموزها المشفّرة على شكل جدول.
وكان متابعو لغز القاتل المتسلسل "زودياك" يأملون في أن تكشف هذه الرسالة المشفرة، هوية ذالك المجرم، الذي ألهم، للأسف، عدداً من المجرمين والسفاحين الآخرين.
وأوضح الهواة الـ3، وهم مصمم المواقع إلكترونية الأميركي ديفيد أورانتشاك (46 عاماً) وعالم الرياضيات الأسترالي سام بليك، والمبرمج البلجيكي جارل فان إيك، أنهم تمكنوا من فك شيفرة الرسالة، وأن كلّ ما في الأمر بضع جمل يتفاخر فيها القاتل ويتحدى السلطات، من دون أن يكشف دوافعه أو يفصح عن هويته.
مضمون الرسالة المشفرة:
"أتمنى أن تستمتعوا بمحاولة الإمساك بي. أنا أحب قتل الناس.. هذا الأمر ممتع، ويحتوي (القتل) على الكثير من الأمور التي تزيدني خبرة في الحياة.. أنا لم أغادر سان فرانسيسكو، ولن اغادرها أبداً. سأبقى هنا معكم. لست خائفاً من غرفة الغاز لأنها سترسلني إلى الجنة قريباً جداً. لكن أفضل ما في الأمر هو أنني حين أموت وتولد روحي من جديد في الجنة، فإن كل الذين قتلتهم سيصبحون عبيداً لي، لذلك لن أخبركم عن إسمي وهويتي. سأخبركم فقط بأنني اكتفيت بعدد الذين قتلتهم، ونجحت في تكوين مجموعة من العبيد.. إنهم عبيد مستر زودياك".
وكان أورانتشاك بدأ العمل على حل شيفرة الرسالة في العام 2006، واحتاج لإنجاز المهمة المعقّدة إلى عدد من البرامج المعلوماتية، بحسب صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل".
وكان مدرّس وزوجته تمكنا في العام 1969 من فك رموز الرسالة الأولى التي أرسلها السفاح إلى صحف كاليفورنيا، ومن أبرز ما فيها: "أحب قتل الناس لأنه ممتع للغاية. إنه أكثر متعة من قتل الحيوانات البرية في الغابة، لأن الإنسان هو أخطر حيوان على الإطلاق". وأشار مرة أخرى إلى "العبيد" وفق وصفه، الذين "يجمعهم لخدمته في الفردوس".
لكن الشيفرة المستخدمة في هذه الرسالة كانت أبسط بكثير من تلك الخاصة بـ "الرسالة 340".
مكتب التحقيقات الفدرالي
بعد تفكيك وحل رموز الرسالة، نشر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) في سان فرانسيسكو، عبر حسابه على موقع تويتر، بيانا قال فيه إنه "تم إعلام مكتب التحقيقات الفدرالي مؤخرا بأن الشيفرة المنسوبة إلى القاتل زودياك، تم حلها من مواطنين عاديين. والتحقيق في القضية ما زال مستمراً حتى تتحقق العدالة لضحايا زودياك وأهاليهم. وبسبب استمرار التحقيق، واحتراما للضحايا وعائلاتهم، لن نقدم المزيد من التعليقات في الوقت الحالي".
#Breaking - Our statement regarding the #Zodiac cipher: pic.twitter.com/cJCtlDEbMw
— FBI SanFrancisco (@FBISanFrancisco) December 11, 2020
زودياك فيلم
كانت قضية زودياك السفاح، والرسائل المشفرة التي كان يرسلها إلى الصحف ومركز الشرطة، موضوعاً للعديد من الكتب والوثائقيات والبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية.
أشهر تلك الأعمال هو الفيلم السينمائي "زودياك" الذي استند في أحداثه إلى كتاب رسام الكاريكاتور غرايسمث الصادر في العام 1986، وكان يحمل نفس العنوان.
إذن، "زودياك" هو فيلم جريمة أميركي يستند إلى قصة حقيقية، أُنتج في العام 2007. الفيلم من إخراج ديفيد فينشر وكتب السيناريو جيمس فاندربيلت، ومن تمثيل: جيك جيلنهال ومارك روفالو وروبرت داوني جونيور وأنتوني إدواردز وبريان كوكس وإلياس كوتياس ودونال لوج وجون كارول لينش وكلوي سيفيني وفيليب بيكر هول وديرموت مولروني.
قضى فينشر وفاندربيلت والمنتج برادلي ج. فيشر 18 شهراً في التحقيق والبحث حول جرائم القاتل زودياك. استخدم فينشر كاميرا Thomson Viper FilmStream الرقمية لتصوير معظم الفيلم.
الفيلم الذي وزعته شركتي Paramount Pictures وWarner Bros. Pictures، نال استحسان النقاد لجودة كتابته وإخراجه وتمثيله ودقته التاريخية.
اقرأ أيضاً: أفضل أفلام الأكشن والجريمة والغموض
تم ترشيح الفيلم إلى العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة Saturn Award لأفضل عمل جريمة أو فيلم إثارة.
تخطت إيرادات فيلم زودياك الـ84.7 مليون دولار في جميع أنحاء العالم. في حين بلغت ميزانيته الـ65 مليون دولار.