نقلت المستشارة ومدرسة الاتصال القيادي في كلية "وارتون" للأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، ديبورا غرايسون ريجل، تجربتها الشخصية في الرعاية الذاتية. 

تقول ريجل إنّه في العام 2013، كنت أدير ورشة عمل لأحد العملاء في مدينة بالتيمور الأميركية، عندها تلقيت مكالمة من إحدى الشبكات التلفزيونية تسألني عما إذا كان من الممكن إجراء مقابلة معي خلال البرنامج الصباحي حول كيفية التعامل مع النكسات في العمل.

أنا لطالما حلمت بأن أكون على شاشة التلفزيون كقائد فكري. ومع ذلك، كنت أفكّر في قول "لا" لأن وزني ازداد بشكلٍ كبير، ومع ذلك، أجبت بنعم وأجريت المقابلة ثم انزعجت من الطريقة التي نظرت بها إلى التلفزيون.

بعد ستة أشهر، عندما طلبوا مني المقابلة التالية، أجبت بنعم بلهفة، لأنني فقدت الوزن.

بعد ذلك ببضعة أشهر، اتصلوا مرّة أخرى ، وكدت أرفض لأنني كنت متأكدة من أن الجميع سيلاحظون عودة الوزن. ولكن كما اتضح، أنّ الشخص الوحيد الذي لاحظ هو أنا.

مع بداية انتشار فيروس كورونا دُعيت أنا وابنتي، صوفي ريجل، للحديث عن كتابنا، التغلّب على الإفراط في التفكير: 36 طريقة لترويض القلق من أجل العمل والمدرسة والحياة في برنامج تلفزيوني صباحي مشترك يحظى بمشاهدات عالية.

يومها عاد وزني إلى الارتفاع، لكنني اعتقدت أنه إذا كان بإمكاني التركيز فقط على مساعدة الناس فلن يكون الوزن هو الشيء الأكثر أهمية، وهنا كانت المفارقة التي أعيش، وهي أنني "كنت أعاني من القلق أثناء محاولتي مساعدة الآخرين على إدارة قلقهم".

وخلال الأسبوع الماضي، قام أحد التلفزيونات بإجراء مقابلة معي حول كتابنا الجديدGo To Help: 31 Strategies to Offer, Ask For, and Accept Help

لكن مازلت أشعر بالخجل تجاه وزني، لذلك وضعت مكياجاً وقلادة رائعة، وحاولت التركيز على مساعدة الآخرين بدلاً من المظهر.

عندها سألني المذيع "ما هو الشيء الوحيد الذي يمكن للجميع القيام به حتى عندما يكون لديهم القليل من الوقت للانخراط في الرعاية الذاتية؟"

أجبته قائلة: "يمكن للجميع التوقف عن القيام بشيء من الواضح أنه لم يكن ناجحاً، يمكنهم التوقف مؤقتاً بدلاً من المضي قدماً. أنا أفعل ذلك بنفسي مع وزني. لقد كان يرتفع وينخفض ​​لمدة 49 عاماً، أنا لا أفعل ذلك بعد الآن. وهذا بالنسبة لي هو رعاية الذات".

ويمكن أن أعطي مثلاً آخر، في أولمبياد طوكيو 2021/2020 لاعبة الجمباز الأكثر تتويجاً في العالم سيمون بايلز خرجت من المنافسة عندما علمت أنّ صحتها العقلية قد تعرض سلامتها الجسدية للخطر.

إليك بعض الأمثلة التي قد تبدو مألوفة لك:

-         قد تحتاج إلى التوقف لإعادة ضبط توقعاتك لبدء الدراسات العليا أثناء العمل بدوام كامل عندما تدرك أنّ ذلك لا يتيح لك الوقت لتكون مع طفلك.

-         قد تحتاج إلى التوقف مؤقتاً لإعادة النظر فيما إذا كان يجب عليك الاستمرار في قول نعم لعميل يبدو غير راضٍ.

-         قد تحتاج إلى التوقف للتفكير فيما إذا كانت مساعدة أمك المسنة على البقاء في المنزل بدلاً من إدخالها إلى دار للعجزة.

لذلك أقول: عندما تلاحظ أنك ستصطدم بجدار، تذكر أن تتوقف حتى لا تتأذى. ماذا اقصد؟

-         توقف عن محاولة السيطرة على شيء لا يمكنك التحكم فيه.

-         توقف عن محاولة تغيير شيء لا يتغير.

-         توقف عن محاولة مساعدة شخص لا يريد مساعدتك.

-         توقف عن فعل شيء لا يعمل.

-         توقف عن فعل شيء ما على الرغم من أنك تفعله دائماً بهذه الطريقة.

-         توقف عن المضي قدماً دون أن تسأل "ماذا أريد؟ أين أحاول أن أذهب؟ هل هذا يعمل؟ ما الذي يكلفني هذا؟

قد يكون التوقف هو أروع عمل للرعاية الذاتية يمكنك الانخراط فيه.