فرنسا.. أجواء سياسية.. حكومة في الأفق؟
الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، قد يخرج اسماً جديداً لرئاسة الحكومة لكنّ المهمة لن تكون سهلة والأرجح أن لا تنجح في ظل أزمة سياسية يصعب التحكم في مساراتها دخلتها البلاد منذ الصيف الماضي.
يظهر استطلاع للرأي في فرنسا أن زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبن، ستحظى بتأييد ما بين 36 إلى 38% في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وذلك بزيادة نقطتين عن استطلاع مماثل في أيلول/سبتمبر الماضي، ويأتي هذا فيما الفرنسيون مشغولون بتتبُّع بورصة الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة واحتمالات ولادتها في هذه الظروف.
منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية الصيف الماضي يبدو واضحاً أن البلاد دخلت في أزمة سياسية يصعب التحكم في مساراتها، والإطاحة بحكومة، ميشال بارنييه، الأسبوع الماضي أبرز دليل على ذلك وسط عجز واضح من الرئيس، إيمانويل ماكرون، عن تشكيل حكومة يمكن لها أن تتجاوز التهديدات بإطاحتها من أقصى اليمين وبعض تحالف اليسار.
نقول بعض تحالف اليسار لأن أبرز تشكيلاته الأساسية باستثاء حزب "فرنسا غير الخاضعة" قبل دعوة رئيس الجمهورية في محاولة للتوافق على برنامج يسمح بتشكيل حكومة جديدة، يريد ماكرون إعطاءها تسمية حكومة وطنية رغم عدم الرغبة في إقصاء حزب ميلونشون فرنسا غير الخاضعة وحزب التجمع الوطني بزعامة لوبن، رغم كون الأخير يمتلك مجتمعاً وحيداً أكبر عدد من النواب.
ولا تخفى محاولات الرئيس الفرنسي لشق صفوف تحالف اليسار وهو مع سعيه لاستقطاب بعض أركانه الأساسيين مثل الإشتراكيين والخضر والشيوعيين إلا أنه لا يقدم شيئاً يمكن أن يدفع بهؤلاء إلى تجاوز تحفظاتهم على المشاركة مع اليمين التقليدي مثل الديغوليين في حكومة واحدة.
ماكرون لا يزال حتى الساعة لم يعلن القبول بتسمية رئيس حكومة من اليسار لأن ذلك يعني أولاً أنه إعادة النظر بقانون التقاعد الذي كان موضع رفض شعبي وسياسي وجرى تمريره في الجمعية الوطنية بمرسوم متجاوزين تصويت النواب، كما يخشى من بعض الطروحات الاجتماعية والاقتصادية لحكومة يقوده اليسار، وأيضا في منع تمرير قانون يلجم الهجرة ويطرد المهاجرين.
من هنا كان الترويج لاسم، فرانسوا بايرو، زعيم الحركة الديمقراطية المعروفة باسم "موديم" كرئيس للحكومة الجديدة لكن الرفض كان قاطعاً من قبل احزاب التحالف اليساري التي تقبل بحكومة شراكة على اساس رئيس يساري للحكومة.
من هنا يثير البعض إمكانية استعانة ماكرون بصديقه وحليفه، جان ايف لودريان، الموفد الخاص له إلى لبنان حالياً وقبلاً شغل حقيبتي الدفاع والخارجية على اعتبار أنه كان سابقاً في الحزب الإشتراكي، وبالتالي يمكن لرفاقه السابقين أن يقبلوا به رئيساً للحكومة.
ومنذ إعلان أوساط ماكرون الثلاثاء الماضي أنه سيسمي رئيساً للحكومة في عضون يومين والجميع في فرنسا يترقب الدخان الأبيض لمعرفة على من رسا الخيار الثقيل بتشكيل الحكومة العتيدة.
فيما لا يستبعد البعض أن يعمد الساحر ماكرون إلى إخراج أرنب جديد كما فعل مع بارنييه يوم كلفه بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات من دون أن تصمد كثيراً، مهمة لن تكون سهلة والأرجح أن لا تنجح في إعادة الاستقرار السياسي الهش الذي باتت تفتقده فرنسا.