"وول ستريت جورنال": رسالة تحالف "أوكوس" أن أميركا جادة بمقاومة "الهيمنة" الصينية
قالت افتتاحية صحيفة"وول ستريت جورنال" إن الشراكة الجديدة مع أستراليا وبريطانيا تخدم المصالح الأميركية، على الرغم من الغضب الفرنسي.
كتبت هيئة التحرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية افتتاحية تناولت فيها صفقة تزويد أستراليا غواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية. وقالت الصحيفة إنه تم استنكار صفقة الرئيس الأميركي جو بايدن لتعميق الشراكة الاستراتيجية للولايات المتحدة مع أستراليا والمملكة المتحدة كقوة موازنة للصين من قبل النقاد في فرنسا. وأشارت إلى أن شراكة أوكوس، التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء الماضي، بالتطوير المشترك للغواصات الأسترالية التي تعمل بالطاقة النووية، على عكس الغواصات التي تعمل بالديزل والتي كانت باريس تخطط لبنائها في كانبيرا.
وقالت الافتتاحية إن الفرنسيين يقصدون بإشاراتهم إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أنها إهانة لبايدن لعدم القدرة على التنبؤ بسياساته. كما أن الخلاف مع حليف أوروبي مهم أمر مؤسف. ستخسر فرنسا الكثير من صفقة الغواصات بقيمة 39 مليار دولار، وذهبت السفارة الفرنسية في واشنطن إلى حد إلغاء عشاء يوم الجمعة الماضي للاحتفال بالذكرى الـ240 للمساعدة البحرية الفرنسية في الحرب الثورية الأميركية ضد بريطانيا.
ومع ذلك، اعتبرت "وول ستريت جورنال" أن صعود تحالف "أوكوس" يستحق التوتر المؤقت مع فرنسا حيث تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على توازن عسكري ملائم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فأستراليا ليست جزءاً من حلف الناتو، لكنها حليف للولايات المتحدة تعرض لضغوط قسرية من الصين. فقد فرضت بكين تعريفة جمركية على المواد الغذائية والمواد الخام الأسترالية بعد أن دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إلى إجراء تحقيق في أصول فيروس كورونا. كما اعتقلت الصين مواطنين أستراليين وطالبت المسؤولين المنتخبين والصحافة الحرة في أستراليا بوقف انتقاد النظام السياسي الصيني.
وقالت الصحيفة إن الفضل لرئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون لعدم استسلامه لتهديدات الصين بشأن التجارة معها، وأحد الدروس المستفادة لبكين هو أن مثل هذه التكتيكات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تكشف لدول أخرى عن المعاملة المبيّتة لها حيث يمتد انتشار الصين الاقتصادي والعسكري في جميع أنحاء العالم. استراتيجية بكين هي فرق تسد، ومبادرة "أوكوس" تظهر التضامن الغربي. وأضافت أن التركيز على الغواصات كمبادرة أولى يرسل كذلك الرسالة الصحيحة. كان التعزيز البحري الصيني الأخير غير عادي، وطموح بكين المعلن هو السيطرة على تايوان والسيطرة على المياه المتنازع عليها في غرب المحيط الهادئ.
وأوضحت الافتتاحية أن الغواصات الثماني أو أكثر التي تعمل بالطاقة النووية والتي ستساعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أستراليا في بنائها يصعب على البحرية المعادية اكتشافها لأنها تسافر مسافات طويلة للاستطلاع أو منع الملاحة. فهي يمكن أن تظل مغمورة بسرعات عالية لفترات أطول من القوارب التي تعمل بالديزل، والتي تحتاج إلى الصعود إلى السطح بشكل دوري لحرق الوقود. تخلق مشاركة التكنولوجيا الأميركية بعض المخاطر، لكن فوائد توسيع القاعدة الصناعية الدفاعية عبر الحلفاء المقربين كبيرة.
وقالت الصحيفة إن الهمهمة أن هذه الشراكة تقوض تحالف "خمس عيون" Five Eyes، مجموعة الدول الناطقة باللغة الإنجليزية والتي تضم نيوزيلندا وكندا، إلى جانب أميركا وبريطانيا وأستراليا، لا تغضب. فـ"خمس عيون" تدور حول تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتي ستستمر. كندا لا تريد غواصات نووية. نيوزيلندا، التي اتخذت موقفاً أكثر ليونة تجاه الصين من الدول الأخرى في المجموعة، تقول إنها لن تسمح للغواصات الأسترالية بدخول مياهها الإقليمية.
وأضافت أن ت الولايات المتحدة ينبغي لها ألا تتجاهل غضب فرنسا بسبب خسارة صفقة دفاعية كبيرة. لكن أستراليا رأت أن هذا اتفاق أفضل، وحرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التأكيد على "الاستقلال الاستراتيجي" عن الولايات المتحدة، بما في ذلك تجاه الصين وروسيا وإيران.
وختمت افتتاحية "وول ستريت جورنال" بالقول إن الرسالة الموجهة إلى أوروبا تحالف "أوكوس" هي أن الولايات المتحدة جادة في مقاومة الهيمنة الصينية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأنه لا يمكن لأوروبا أن تلعب لعبة "فرق تسد" الصينية بشأن القضايا الاقتصادية والاستراتيجية من دون عواقب على علاقتها مع الولايات المتحدة.
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم