"واشنطن بوست": حلفاء ترامب الإنجيليون ينتقدون هجوم ترامب على نتنياهو
قال أحد الدعاة الإنجيليين أن على ترامب أن يفهم أن نتنياهو يحظى بدعم أكبر بكثير منه بين الإنجيليين في أميركا.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن أحد الداعمين الإنجيليين الرئيسيين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أدان يوم الإثنين الماضي الهجمات التي شنّها ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، محذراً من أن ترامب يخاطر باستبعاد قاعدته المسيحية من خلال ابتعاده عن الزعيم الإسرائيلي.
وكان ترامب قد انتقد، في مقابلات نشرها هذا الأسبوع مراسل موقع "أكسيوس" باراك رافيد، حليفه السابق نتنياهو لتهنئته منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن بفوزه بمجرد أن أصبح واضحًا أن بايدن قد فاز في انتخابات 2020. وقال ترامب إن مكالمة نتنياهو مع بايدن كانت خيانة لعلاقتهما وللعديد من التغييرات المثيرة للجدل في السياسة الأميركية تجاه "إسرائيل" التي أمر بها ترامب خلال فترة ولايته، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
ونُقل عن ترامب قوله عن نتنياهو إن أول شخص هنأ بايدن "هو بيبي نتنياهو، الرجل الذي فعلت له أكثر من أي شخص آخر تعاملت معه".
في المقابلات، قال ترامب إن نتنياهو لم يبدُ أبداً مهتماً بالسعي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. في المقابل، أشاد ترامب برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وبحسب ما ورد في المقابلات التي نشرها موقع أكسيوس، قال ترامب: "اعتقدت أنه يريد عقد اتفاق أكثر مما يريد نتنياهو".
وقالت الصحيفة إن القادة الإنجيليين في الولايات المتحدة - وكثير منهم من المؤيدين المتحمسين لكل من ترامب و"إسرائيل" – قد التزموا الصمت إلى حد كبير بشأن تصريحات ترامب. لكن مايك إيفانز، أحد الداعمين الإنجيليين الأوائل لترامب، قال إنه "مذعور" من هذه المشاعر وقال إنها ستسيء إلى أعداد كبيرة من الناخبين الإنجيليين.
إيفانز، وهو إنجيلي مقيم في تكساس ومستشار سابق لترامب، ناشد ترامب في رسالة شاركها مع مراسل صحيفة واشنطن بوست، أن "يفهم أن بنيامين نتنياهو"، من وجهة نظر إيفانز، "يحظى بدعم أكبر بكثير بين الإنجيليين في أميركا من" الرئيس الأميركي السابق.
وجاء في الرسالة: "أرجوك، أرجوك، لا تضعنا في وضع يسمح لنا بالاختيار بينك وبين أرض الكتاب المقدس. ليس هناك احتمال أن تربح مرة أخرى إذا كان الإنجيليون المؤمنون بالكتاب المقدس يرونك كرئيس يشتم نيتنياهو ويلوم دولة اسرائيل وليس الفلسطينيين على عدم صنع السلام".
وأضافت الصحيفة أنه لم يتفق جميع القادة الإنجيليين الأميركيين على أن فورة غضب ترامب ستكلفه خسارة الدعم المسيحي. وقال جوني مور، المسؤول السابق في جامعة ليبرتي الذي ساعد في تنظيم المجلس الاستشاري الإنجيلي لترامب في عام 2016: "إن العلاقة بين الإنجيليين الأميركيين وبيبي (نتنياهو) سبقت العلاقة مع الرئيس ترامب لسنوات عديدة. لكن ترامب كان رئيساً أمريكياً. هناك فرق بين الاثنين بالنسبة للأميركيين".
وقال جاك غراهام من كنيسة بريستونوود المعمدانية، إحدى أكبر الكنائس في أميركا الشمالية، وهو عضو سابق في المجلس الاستشاري الإيماني لترامب، إنه يجب على الزعيمين العودة إلى الصفحة نفسها. وقال في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إن على ترامب أن "يتصالح مع بنيامين نتنياهو ويوضح تصريحاته".
وقال روبرت جيفريس، القس الكبير في الكنيسة المعمدانية الأولى في دالاس، الذي قاد صلاة خلال افتتاح السفارة الأميركية في القدس عام 2019، " حتى لو كانت التعليقات المزعومة صحيحة، فإنها لا تقلل على الأقل من أن سياسات الرئيس ترامب كانت الأكثر تأييدًا لإسرائيل في التاريخ".
إيفانز، الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عندما تولى منصبه بأنه "رجل صغير مرير مثير للشفقة"، اتخذ منذ ذلك الحين قدراً من السلام مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة ودُعي للتحدث في حدث إعلامي نظمه مكتب بينيت في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.
وقالت ساندرا باركر، رئيسة "صندوق العمل من أجل المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل"، أكبر جماعة ضغط مؤيدة لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة، في رسالة بالبريد الإلكتروني الثلاثاء للصحيفة إن "الدعم الإنجيلي لإسرائيل متجذر في تقاليدنا التوراتية التي تتجاوز السياسة والشخصيات".
وقد صوّت البروتستانت الإنجيليون البيض بأغلبية ساحقة للجمهوريين ودعموا ترامب في انتخابات 2020، وفقاً لمركز بيو للأبحاث ومقره العاصمة واشنطن. على الرغم من أن الناخبين الإنجيليين وجماعات المناصرة يشكلون حجر الزاوية في المعسكر المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة، فقد أظهرت الدراسات كذلك أن الإنجيليين الأميركيين الأصغر سنًا أصبحوا أقل ارتباطاً بـ"إسرائيل".
في المقابل، يصوت اليهود الأميركيون عادة للديمقراطيين، وأدلت الغالبية بأصواتهم لصالح بايدن في عام 2020. كان لدى معظم اليهود الأميركيين نظرة سلبية لسياسات ترامب تجاه "إسرائيل"، وفقاً لاستطلاع بيو لعام 2020، على الرغم من أن غالبية اليهود الأرثوذكس، الأصغر حجماً والأكثر التزاماً بالطوائف اليهودية في الولايات المتحدة، أعطوا ترامب أعلى التصنيفات. جاءت إدانة ترامب لنتنياهو بمثابة مفاجأة في "إسرائيل"، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق علاقته بترامب على أنها أحد أصوله السياسية والدبلوماسية الرئيسية. فقد نال نتنياهو الفضل إلى حد كبير في قرار ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بضم "إسرائيل" للجولان السوري المحتل والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني.
أقر ترامب بالانقلاب السياسي الذي كان يُتوقع أن تمنحه بعض تلك التحركات لنتنياهو أثناء حملته الانتخابية للاحتفاظ بمنصبه. فإعلان الاعتراف بضم الجولان، على سبيل المثال، تم الإعلان عنه قبل الانتخابات الإسرائيلية في نيسان / أبريل 2019 مباشرة، عندما كان نتنياهو متأخراً في استطلاعات الرأي.
وقال ترامب في المقابلات، التي تشكّل جزءاً من كتاب باراك رافيد الجديد باللغة العبرية، "سلام ترامب: اتفاقيات إبراهيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط"، إن نتنياهو "كان سيخسر الانتخابات لولاي".
ووصف ترامب علاقة الصداقة الجيوسياسية التي بدأت في التدهور بسبب إحجام نتنياهو عن الانخراط في مفاوضات سلام محتملة. واتسع الخلاف بسبب مسعى نتنياهو لضم مستوطنات الضفة الغربية.
لكن الرئيس السابق احتفظ بغضبه الشديد لقرار نتنياهو بالانضمام إلى زعماء العالم الآخرين في تهنئة بايدن عندما أعلنت المؤسسات الإخبارية أن بايدن هو الفائز في الانتخابات الرئاسية. وعلى الرغم من تأكيد ترامب، لم يكن نتنياهو أول من اتصل بالرئيس المنتخب وتعرض لانتقادات من قبل البعض لأنه انتظر نصف يوم قبل تقديم تمنياته الطيبة في بيان وفيديو.
ونقل عن ترامب قوله "لم أتحدث معه منذ ذلك الحين".
وعندما طُلب منه التعليق، أشار مكتب نتنياهو إلى بيان سابق قال فيه إن التحالف طويل الأمد بين الدولتين جعل من "المهم تهنئة الرئيس الأميركي القادم".
ومن دون التطرق إلى الشتائم المحددة لترامب، شكر نتنياهو الرئيس السابق على "مساهمته الكبيرة لدولة إسرائيل وأمنها".
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم