"هآرتس": اختراق في المفاوضات مع لبنان بشأن الحدود البحرية يمكن أن يحدث
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إنّ في الأيام الأخيرة نُقلت رسائل متفائلة في الموضوع من جانب مسؤولين أميركيين لنظرائهم في "إسرائيل". في المقابل، جهات لبنانية، بينها وزير الخارجية اللبناني، عبد الله أبو حبيب، أعربت عن أملها في المحادثات بين الطرفين.
علّقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان، يوم أمس الأحد، بالقول إنّ التوصل إلى اتفاق قريب مع لبنان بشأن حدود المياه الاقتصادية بين الطرفين قد يكون ممكناً.
فيما يلي النص المنقول للعربية:
قدّروا أمس الأحد في "إسرائيل" أنّه يمكن التوصّل قريباً إلى اتفاقٍ مع لبنان في ما خص حدود المياه الاقتصادية بين الطرفين، والوصول إلى إنهاء النزاع بينهما بعد تمركز منصة التنقيب فوق حقل غاز كاريش، الذي يزعم لبنان أنّه موجود في أرضه. بحسب مصدر مطّلع على الاتصالات، زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى المنطقة يمكن أن تقود إلى اختراقٍ في المحادثات في الأيام القريبة.
وفق الاتفاق المتبلور، الخط الحدودي سيمر شمال حقل كاريش، لكن يسمح للبنان بإجراء تنقيب في المنطقة التي يحاول فيها اكتشاف غاز. مصدر مطّلع على التفاصيل قال لـ "هآرتس" إنّ "في التسوية المتبلورة، أي طرف لن يحقق كل ما يشتهيه".
في الأيام الأخيرة نُقلت رسائل متفائلة في الموضوع من جانب مسؤولين أميركيين لنظرائهم في إسرائيل. في المقابل، جهات لبنانية، بينها وزير الخارجية اللبناني، عبد الله أبو حبيب، أعربت علناً عن أمل في المحادثات بين الطرفين.
قناة الميادين، المقربة من حزب الله، اقتبست، أمس، عن مصادر لبنانية زعمت بأن هوكستين يطمح للتوصل إلى تسوية لغاية نهاية أشهر الصيف، وجاء إلى لبنان بأجواء إيجابية، بحسب تعبيرها.
ومن المتوقع أن يعقد هوكستين في الأيام القريبة لقاءات مع جهات لبنانية، ثم يصل إلى "إسرائيل" لاحقاً في هذا الأسبوع.
ويقدّرون في "إسرائيل" أن التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في الأيام الأخيرة، تدل على أن المنظمة تفهم أن الاتفاق بين الطرفين قريب.
صباح أمس نشرت المنظمة مقطع فيديو يصوّر منصة كاريش خلف جهاز تسديد، إلى جانب كلام أمين عام المنظمة حسن نصر الله بترجمة إلى العبرية: "اللعب على الوقت لا يفيد".
الفيديو نُشر تحت عنوان "المنصة ضمن مدى نيران حزب الله حتى مسافة 90 كلم"، وتظهر فيه إحداثية المنصة في المجال البحري لإسرائيل، ووُثقت بحسب المكتوب في 9 حزيران / يونيو الماضي.
ومرة أخرى، أمس، بحسب ما نشر في قناة الميادين، هوكستين وصف نشر فيديو حزب الله بأنه "خطوة غير مفيدة" يمكن أن تؤدي إلى تشدد الموقف الإسرائيلي في المفاوضات.
وقال، مساء أمس، نصر الله أن المنظمة لن تتدخل في المفاوضات بين لبنان و"إسرائيل"، وأن المسؤولية في الموضوع هي على عاتق حكومة لبنان. وحسب قوله، المنظمة معنية بتعزيز الموقف اللبناني في المفاوضات، التي ستحدد نتائجها كيف ستعمل المنظمة في القضية.
وأضاف نصر الله: "غداً يتبين كل شيء ونقرر كيف نعمل".
في "إسرائيل" وفي الولايات المتحدة يسعون إلى إنجاز الاتصالات بأسرع ما يمكن، من بين جملة أمور خشية أن يحاول حزب الله بالفعل مهاجمة المنصة مع بدء عملها في أيلول/سبتمبر القادم.
مسؤولون في الإدارة الأميركية أوضحوا لـ "إسرائيل" أنه إذا وقع بالفعل هجومٌ كهذا في الأيام القريبة – على الجيش الإسرائيلي اعتماد ردّ مكبوح. ومع هذا، في "إسرائيل" رفضوا التعهد بذلك وأوضحوا أن قوة الرد مرهونة بحجم هجوم حزب الله وتبعاته.
في الأسبوع الماضي عزز الجيش الإسرائيلي أكثر القوات التي تؤمّن المنصة على خلفية تهديدات نصر الله، الذي قال إنّ كل منصات الغاز والنفط الإسرائيلية واقعة "تحت التهديد"، حسب قوله، من منظمته.
وأضاف نصر الله: "ليس هناك أي هدف ليس ضمن مدى الصواريخ الدقيقة لحزب الله".
تعزيز القوات الحامية للمنصة بدأ قبل عدة أسابيع، بعدما أطلق حزب الله في مطلع الشهر الماضي أربع طائرات مسيّرة نحو المنصة، وقال الجيش الإسرائيلي أنها لم تكن مسلحة ولم تشكل خطرًا على المنصة. وتم تعزيز القوات بناءً على تقديرٍ في الجيش الإسرائيلي بأن حادثة أمنية في المنصة يمكن ان تؤدي إلى تصعيدٍ أوسع على الحدود مع لبنان.