"نيويورك تايمز": كيف ستكون حياتنا المهنية في المستقبل؟
هناك نقص كبير في العمالة ومع ارتفاع معدلات الأشخاص الذين يتركون وظائفهم، مما يجعل المواهب سلعة نادرة. وهذا يدفع هذا الشركات إلى إعادة التفكير في الامتيازات التي تقدمها لموظفيها.
مع استمرار تفشي الوباء، تستمر عملية إعادة تنظيم العمل والحياة المكتبية في الولايات المتحدة الأميركية.
وبعد عام من دون تنقلات، اعتاد العديد من موظفي المكاتب على مرونة العمل من المنزل. تعيد الشركات تقييم ما إذا كانت بحاجة إلى استئجار مساحات مكتبية كبيرة مع وجود عدد قليل جداً من الموظفين القادمين. وقد استقال عدد قياسي من الموظفين الأميركيين من وظائفهم في أيلول / سبتمبر مع استمرار "الاستقالة الكبرى"، بينما يحتج آلاف آخرون على الأجور أو ظروف العمل.
العمل من المكتب أو المنزل؟
وسألت صحيفة "نيويورك تايمز" إيما غولدبرغ، المتخصصة بشأن المستقبل الجديد للعمل في الصحيفة، عما يعنيه ذلك؟
وأجابت قائلة: "إنها إيقاعات مثيرة لأنها واسعة جداً، فهي تشمل كل شيء بدءاً من الديناميكيات الاجتماعية في مكان العمل وتصميم المكتب إلى ما إذا كان للمكتب نفسه مستقبل أم لا. ويغطي كل شيء بدءاً من معنى الإنتاجية وكيفية تقييمها وانتهاءً بآثار عودتنا إلى المكاتب على الصحة العامة.
وأضافت أنه كان من المفترض أن تعود الكثير من الشركات إلى مكاتبها في تموز / يوليو الماضي أو أيلول / سبتمبر الماضي، ولكن مع زيادة تفشي متحور دلتا، كان هناك الكثير من التأجيلات. الآن، هناك شركات تقول إنها ستعود إلى مكاتبها في كانون الثاني / يناير أو أوائل عام 2022، لكن هناك الكثير من عدم اليقين حالياً.
وتابعت: مع ذلك، يجب أن تجعل تفويضات الرئيس جو بايدن بإلزامية اللقاح الكثير من أصحاب العمل الكبار يشعرون بالأمان. يقول بعض الخبراء إن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ستحذو حذوها. لذلك مع بدء تنفيذ تفويضات اللقاح على مدار الستين يوماً المقبلة، قد نبدأ في رؤية المزيد من عمليات إعادة الفتح التي طال أمدها والتي بدأت أخيراً في الظهور.
مستقبل العمل بعد الوباء
وعن الاتجاهات التي ستشكل حياتنا العملية في السنوات المقبلة، قالت غولدبرغ: السؤال الكبير هو مسألة المرونة. أثناء الوباء، كان على الكثير من الشركات مواجهة حقيقة أن بعض معايير المكتب التي كانت أساسية جداً لسنوات لم تكن ضرورية لإنتاج نتائج عمل رائعة. في الواقع، كانت هذه المعايير تجعل الأشياء صعبة حقاً لبعض الناس. وقد أجبر ذلك أصحاب العمل على التفكير في نوع المرونة التي يمكن منحها للموظفين.
وأضافت: الاتجاه الآخر هو الحرب لاجتذاب المواهب. حالياً، هناك نقص كبير في العمالة، مع ارتفاع معدلات الأشخاص الذين يتركون وظائفهم، مما يجعل المواهب سلعة نادرة. يدفع هذا الشركات إلى إعادة التفكير في الامتيازات التي تقدمها، من الزيادات إلى أنواع أخرى من المزايا. وهذا يحدث عبر القطاعات كلها.
وتابعت غولدبرغ: هناك أيضاً محادثات مستمرة حول ما يمكن للشركات فعله لدعم الحركة من أجل العدالة العرقية. في الصيف الماضي، كانت هناك موجة من الالتزامات من الشركات التي وعدت بإعادة التفكير في استراتيجيات التنوع والإنصاف والشمول. الآن، بعد أكثر من عام بقليل، يتابع العمال ويسألون عن مقدار ما تم تحقيقه فعلاً وما الذي ستفعله الشركات للوفاء بالوعود الأولية التي قطعوها.
كيف غيّر الوباء ثقافة العمل؟
أجابت غولدبرغ بالقول إنه كان على الشركات التي تحولت إلى العمل عن بُعد أو للدمج بين العمل في المكتب والعمل من المنزل خلال العام الماضي أن تعيد التفكير في معنى بناء الثقافة عندما لا يجلس الموظفون بجوار بعضهم البعض. بالنسبة لبعض الشركات، كان ذلك يعني تنظيم حفلات عطلة افتراضية. يقوم الآخرون بجعل موظفيهم يقومون بزيارات افتراضية معاً، مما يعني أنهم يمشون بشكل منفصل ولكنهم يتصلون ببعضهم البعض أثناء القيام بذلك. ولا يزال آخرون يجدون أن موظفيهم يفتقدون للتواجد معاً وجهاً لوجه، ويعودون إلى مكاتبهم للتسكع على الرغم من أن ذلك ليس مطلوباً.
تغييرات طويلة المدى للحياة المهنية
وأشارت غولدبرغ إلى أن هناك شيئاً سمعته من الكثير من الناس خلال العام الماضي وهو أن الوباء قد فرض تفكيراً بالقيمة التي يوليها الأشخاص لمهنهم ودور العمل في حياتهم. لقد أجبرهم ذلك على التساؤل عما يجعلهم سعداء حقاً وكيفية بناء توازن بين العمل والحياة يكون أكثر استدامة. قد تؤدي هذه العقلية إلى تحول كبير في مقدار الوقت والطاقة الذي نخصصه لوظائفنا، أو في كيفية رسم الحدود بين العمل والحياة.
وقال الكاتب إن الرؤساء التنفيذيين للشركات يواجهون صعوبة في معرفة كيفية ووقت إعادة الموظفين إلى المكاتب أو ما إذا كانوا بحاجة أساساً إلى إعادة الموظفين. بينما يتوق الكثيرون منهم إلى عودة الموظفين، لكنهم يخشون تنفير أولئك الذين اعتادوا على العمل من المنزل.
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم