"نيويورك تايمز": تشكيك غربي بإعلان روسيا سحب قواتها قرب حدود أوكرانيا

زعم مسؤولو الاستخبارات الأميركية والبريطانية أن زيادة القوات الروسية استمرت الأربعاء قرب حدود أوكرانيا.

  • موقع عسكري أوكراني قرب مدينة كاترينيفكا، في شرق أوكرانيا / نيويورك تايمز
    موقع أوكراني قرب مدينة كاترينيفكا، في شرق أوكرانيا / نيويورك تايمز

أكدت روسيا أنها تواصل سحب قواتها من المواقع القريبة من أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا زعمتا أن التعزيزات العسكرية الروسية مستمرة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الولايات المتحدة اتهمت روسيا بالكذب بشأن سحب قواتها من الحدود الأوكرانية، قائلة إن موسكو أضافت أكثر من سبعة آلاف مقاتل في الأيام الأخيرة، وأن هناك أدلة جديدة على أنها تحشد للحرب.

جاء هذا التصريح، الذي أدلى به مسؤول كبير في الإدارة الأميركية تحدث إلى الصحافيين مساء الأربعاء، في الوقت الذي أعرب فيه حلفاء غربيون آخرون عن شكوك مماثلة في أن روسيا تتراجع عن المواجهة العسكرية.

وقال المسؤول الكبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة النتائج الاستخباراتية الأخيرة، إن مسؤولي الاستخبارات الأميركية أكدوا أن زيادة القوات استمرت الأربعاء، بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مع انتهاء التدريبات، فإن بعض القوات ستعود إلى الثكنات.

وقال مسؤولون عسكريون بريطانيون أيضاً أمس أنهم رصدوا عربات مدرعة وطائرات هليكوبتر روسية ومستشفى ميدانياً تتحرك باتجاه الحدود الأوكرانية.

وقال الجنرال جيم هوكنهول، رئيس الاستخبارات الدفاعية البريطانية، في بيان: "على عكس مزاعمها، تواصل روسيا بناء قدرات عسكرية بالقرب من أوكرانيا. تمتلك روسيا الكتلة العسكرية الكافية للقيام بغزو أوكرانيا".

وقالت الصحيفة إنه "إذا كانت مزاعم إدارة بايدن دقيقة، فإنها تشير إلى أن الآمال خلال الـ48 ساعة الماضية بأن روسيا كانت تتجه نحو حل دبلوماسي للأزمة ربما كانت سابقة لأوانها. لكن ذلك يضع الولايات المتحدة مرة أخرى على خلاف مباشر مع حكومة بوتين، وسط تحذيرات جديدة من واشنطن بأن العالم يجب أن يتوقع أن تحاول موسكو خلق حادثة يمكن أن تكون ذريعة لشن غزو".

ولم يذكر المسؤول الأميركي جدولاً زمنياً للتحرك الروسي. لكنه رفض مزاعم بوتين بحدوث انخفاض في القوات. وقال المسؤول: "لقد تلقوا الكثير من الاهتمام لهذا الادعاء هنا وفي جميع أنحاء العالم. لكننا نعلم الآن أنه كان خطأ".

في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، كان المحللون أمس يفكرون في صور الأقمار الصناعية الجديدة وغيرها من المعلومات الاستخبارية. وقال مسؤولون إن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، شارك شخصياً في البحث عن مجموعة من سيناريوهات الهجوم الروسي المحتملة، مما يضغط على المحللين للحصول على تفاصيل مثل الموقع والاستعداد القتالي لوحدات برية محددة وتحركات السفن ونوايا تلك القوات. وقال مسؤولون إن الجنرال ميلي يطلع الرئيس بايدن بانتظام على التطورات السريعة.

وكان بايدن قد قال الثلاثاء إن هناك "أكثر من 150 ألف" جندي روسي على حدود أوكرانيا. ولم يتضح ما إذا كان هذا الرقم يشمل 7000 شخص زعمت الإدارة الأميركية ليلة الأربعاء أنهم يتدفقون إلى المنطقة، حتى مع أن صور الأقمار الصناعية تظهر بعض القوات في المنطقة المحيطة بشبه جزيرة القرم، أنها تنسحب إلى القواعد القريبة.

وقال المسؤول الأميركي إنه في الأيام الأخيرة، شاهدت الولايات المتحدة مزاعم كاذبة من روسيا بشأن أنشطة حلف الناتو، وتقارير مزيفة عن قبور غير معلومة لمدنيين في شرق أوكرانيا يُزعم أنها قتلت على يد القوات الأوكرانية، وادعاءات بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يطوّرون مواد أسلحة كيميائية أو بيولوجية. وقال المسؤول: "كل من هذه المزاعم خاطئة بشكل قاطع". وينبغي أن نتوقع المزيد من التقارير الكاذبة من وسائل الإعلام الحكومية الروسية خلال الأيام المقبلة.

وقال المسؤول الأميركي إن التصريحات الروسية عن الرغبة في الانخراط في الدبلوماسية لا ينبغي أن تؤخذ في ظاهرها. وأضاف: "أفعالهم تشير إلى خلاف ذلك".

في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي أننوني بلينكين في مقابلة مع شبكة ABC News إن القوات الروسية تواصل "حشدها على الحدود".

وقال بلينكين: "لسوء الحظ ، هناك فرق بين ما تقوله روسيا وبين ما تفعله. وما نراه ليس تراجعاً ذا مغزى".

وقال ميك ماران، المدير العام لدائرة الاستخبارات الخارجية الإستونية، الأربعاء إن القوات الروسية على الحدود تبدو أكبر من التقديرات العامة السابقة، والتي كانت حوالى 130 ألف جندي قبل أن يضع بايدن الرقم بأكثر من 150 ألفاً.

وقال ماران "إن القوات المسلحة الروسية مستعدة للهجوم في أي لحظة. نحن نحصي ما بين 150 إلى 170 ألف جندي. روسيا لديها نظام الدعم القتالي الكامل اللازم للعمل. ونرى أيضاً أن القوات الجوية وأسطول البحر الأسود على استعداد لدعم الهجوم".

بدوره، قال الأمين العام لحلف الناتو إن الحلف لم يرَ أي علامات على خفض التصعيد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، وأن وزراء دفاع الناتو سينظرون في نشر قوات إضافية في الدول الأعضاء في وسط وجنوب شرق البلاد. 

وقالت "نيويورك تايمز" إن الدليل الجديد على التعزيزات الروسية جاء في الوقت الذي استعد فيه الدبلوماسيون والقادة الأوروبيون، جنباً إلى جنب مع  بلينكين ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، للاجتماع في ميونيخ لحضور مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي، وهو عادة أحد التجمعات الدبلوماسية الأولى لهذا العام. لكن الأزمة الروسية الأوكرانية ستهيمن عليه هذا العام.

وقال المسؤولون الأميركيون إن هاريس خططت للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ميونيخ في نهاية هذا الأسبوع، على الرغم من أن بعض المسؤولين الأوروبيين قالوا إنهم قلقون بشأن مغادرة الرئيس الأوكراني للبلاد عندما قالت الولايات المتحدة وبريطانيا إن الروس يحددون المرشحين الذين يمكنهم تثبيتهم مكانه.

وعادة ما ترسل روسيا وفداً كبيراً إلى المؤتمر. لكن موسكو قالت إنه لن يكون هناك مسؤولون روس هذا العام، ولو حضر الروس فسيكون المؤتمر المكان الطبيعي للمسؤولين الأميركيين لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة مع نظرائهم الروس.

ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تقييم حلف الناتو لحجم القوات الروسية، قائلاً إن الحلف لم يقم "بتقييم رصين" للوضع.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن المزيد من سحب القوات أمس الأربعاء، قائلة إن قطارًا محملاً بالدبابات الروسية والمدرعات ومدافع الهاون غادر شبه جزيرة القرم وستعود إلى قواعدهابعد اختتام التدريبات العسكرية.

وأظهر مقطع فيديو من الوزارة قطاراً محملاً بمركبات مدرعة يعبر إلى البر الرئيسي لروسيا من شبه جزيرة القرم، ويمر عبر جسر واسع بُني لربط شبه جزيرة القرم وروسيا بعد أن ضمت شبه الجزيرة في عام 2014.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت