"نيويورك تايمز": الهند تسلّح المدنيين الهندوس في كشمير
يثير التسليح الانتقائي للقرويين الهندوس في المناطق المختلطة من الهندوس والمسلمين القلق من أن يؤجج ذلك التوترات الطائفية.
كشف تحقيق مصور لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الحكومة الهندية قد بدأت إحياء الميليشيات المحلية في إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة بعد سلسلة من الهجمات على الهندوس. وأضافت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية تلقي بظلال من الشك على مزاعم الحكومة بأن المنطقة تتمتع بالسلام والازدهار، بعد نحو أربع سنوات من إلغاء الهند وضع شبه المستقل للإقليم.
فعلى مدى الأشهر العديدة الماضية، كانت هناك هجمات متكررة على "المدنيين" الهندوس في جزء جامو من كشمير، أحد أكثر الأماكن عسكرة في العالم. يشعر العديد من الهندوس في المنطقة، الذين فروا من العنف في تسعينيات القرن الماضي، مرة أخرى بأنهم تحت التهديد. وغادرت أعداد كبيرة منهم الوادي أو تجمعوا للاحتجاج لمطالبة الحكومة بنقلهم إلى أماكن أكثر أماناً.
وأنشأت الهند ميليشيات محلية لأول مرة في جامو في تسعينيات القرن العشرين، في ذروة التشدد. الآن، تم تجنيد العديد مرة أخرى لتوفير الحماية الخاصة بهم، وإن كان ذلك مع تدريب محدود وأسلحة غير متطورة.
وقالت الصحيفة إنه لطالما كانت الأحزاب السياسية المحلية في كشمير حذرة من فكرة تسليم الأسلحة العسكرية للمدنيين. وبحسب سجلات الشرطة، فقد تم توثيق 221 حالة من الانتهاكات مثل القتل والاغتصاب والابتزاز منذ تشكيل الميليشيات في منتصف التسعينيات.
وقال مسؤولون أمنيون إنهم يتخذون إجراءات للسيطرة على أي انتهاكات.
وتخضع المليشيات لقيادة شرطة المنطقة، ويقود كل مجموعة ضابط متقاعد من الجيش. يقول المسؤولون الهنود إن القرويين، الذين يتقاضون رواتبهم حوالى 50 دولاراً شهرياً في مقابل الوظيفة، لا يتم تسليحهم إلا بعد فحوص صارمة عن خلفياتهم.
وكان مصدر القلق الآخر هو أن التسليح الانتقائي للقرويين في المناطق المختلطة من الهندوس والمسلمين يمكن أن يؤجج التوترات الطائفية.
وقال زعماء مسلمون محليون إن الجماعات الهندوسية فقط هي التي تم تسليحها. وبرر مسؤولون أمنيون هذا القرار بالقول إن الهجمات الأخيرة استهدفت الهندوس فقط.
وقال محمد فاروق، مسلم من سكان منطقة راجوري، "كان هناك أقل من 3 في المائة من المسلمين في لجان الدفاع عن القرى السابقة. الآن هو صفر في المائة".
وبعد أسابيع من عمليات القتل في كانون الثاني / يناير الماضي في دانغري، يقول السكان إنهم محبطون لأن المسلحين ما زالوا طلقاء. ولا يزال المدنيون المسلحون خائفين ويواصلون تسيير دورياتهم.
بينما كان الرجال يشقون طريقهم إلى منحدر غابة في إحدى الليالي، أقروا بأنهم غير مجهزين وغير مدربين بشكل كافٍ لمواجهة التهديد. لكنهم قالوا إن ليس لديهم خيار آخر.
وقال أمارانث، أحد المتطوعين الهندوس، والذي يعمل مزارعاً ويربي الماشية خلال النهار: "حتى لو لم تكن لدينا أسلحة متطورة، سنبذل قصارى جهدنا للدفاع عن مجتمعنا".