"نيويورك تايمز": البرازيل تطرد بولسونارو وتعيد الزعيم اليساري لولا
أظهرت النتائج أن عشرات الملايين من البرازيليين قد سئموا أسلوب بولسونارو الاستقطابي والاضطرابات المتكررة في إدارته.
-
الزعيم اليساري البرازيلي لولا دا سيلفا يحتفل بفوزه بالرئاسة.
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين في الانتخابات في البرازيل قولهم إن الناخبين قد أطاحوا أمس الأحد بالرئيس جايير بولسونارو بعد فترة ولاية واحدة فقط وانتخبوا مكانه الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في توبيخ لحركة بولسونارو اليمينية المتطرفة ولأربع سنوات من الانقسام الداخلي خلال حكمه.
وأضافت الصحيفة أن هذا الانتصار يكمل إحياءً سياسيًا مذهلاً للسيد دا سيلفا - من الرئاسة إلى السجن والعودة إلى الحكم- كان يبدو في يوم من الأيام غير وارد. كما أنه ينهي الفترة المضطربة التي عاشها بولسونارو كقائد أقوى في المنطقة. فهو لسنوات، جذب الانتباه العالمي للسياسات التي أدت إلى تسريع تدمير غابات الأمازون المطيرة وتفاقم وباء كورونا، الذي خلف نحو 700000 قتيل في البرازيل، بينما أصبح كذلك شخصية دولية رئيسية في أقصى اليمين بسبب هجماته المفاجئة على اليسار، ووسائل الإعلام والمؤسسات الديمقراطية البرازيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الآونة الأخيرة، أثارت جهود بولسونارو لتقويض النظام الانتخابي البرازيلي قلقاً خاصاً في الداخل والخارج، فضلاً عن الاهتمام العالمي بتصويت يوم الأحد باعتباره اختباراً مهماً لواحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم.
فقد انتقد الرئيس بولسونارو آلات التصويت الإلكتروني في البلاد ووصفها بأنها مليئة بالاحتيال من دون أن يقدم أية أدلة على مزاعمه. وأشار إلى أنه قد لا يقبل الخسارة، على غرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وتعهد العديد من أنصاره بالنزول إلى الشوارع تحت إمرته. واعتباراً من الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي مساء الأحد، لم يعلق بولسونارو علناً على نتيجة الانتخابات. ولا يزال غير واضح ما إذا كان سيتنازل ومتى.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن النتائج أظهرت أن عشرات الملايين من البرازيليين قد سئموا أسلوب بولسونارو الاستقطابي والاضطرابات المتكررة في إدارته. كانت هذه هي المرة الأولى التي يفشل فيها رئيس حالي في الفوز بإعادة انتخابه خلال 34 عاماً من الديمقراطية الحديثة في البرازيل. ومع ذلك، فقد فاز السيد دا سيلفا بأضيق هامش انتصار خلال نفس الفترة، مما يشير إلى الانقسام العميق الذي سيواجهه كرئيس. فهو حصل على 50.90 في المائة من الأصوات، في مقابل 49.10 في المائة لبولسونارو بنسبة 99.98 في المائة من الأصوات التي تم فرزها ليل الأحد.
وقال دا سيلفا في خطاب النصر الذي ألقاه ليل الأحد: "سأحكم لـ215 مليون برازيلي، وليس فقط لأولئك الذين صوتوا لي. لا يوجد برازيلان. نحن دولة واحدة وشعب واحد وأمة واحدة عظيمة".
وقاد دا سيلفا، البالغ من العمر 77 عاماً، وهو عامل سابق وزعيم نقابي وحصل على تعليم للصف الخامس ابتدائي فقط، البرازيل أثناء ازدهارها في العقد الأول من القرن، لكنه أدين لاحقاً بتهم فساد بعد أن ترك منصبه وقضى 580 يوماً في السجن. وفي العام الماضي، ألغت المحكمة العليا تلك الإدانات، وحكمت بأن القاضي كان متحيزاً، واحتشد الناخبون خلف الرجل المعروف ببساطة باسم "لولا".
يضع انتخاب دا سيلفا نهاية لسباق رئاسي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أهم السباقات الانتخابية في أميركا اللاتينية منذ عقود، وهي مباراة ربما بين أكبر شخصيتين سياسيتين في البرازيل، برؤى مختلفة تماماً لإدارة ثروات البلاد.
كما دفع فوز دا سيلفا بالبرازيل إلى اليسار مرة أخرى، لتواصل سلسلة انتصارات اليسار عبر أميركا اللاتينية، التي غذتها موجة من ردود الفعل المناهضة لشاغلي منصب الرئيس. فستة من أكبر سبع دول في المنطقة انتخبت الآن قادة يساريين منذ عام 2018.
وقالت ستيفاني سيلفا دي جيسوس، أمينة مكتبة تبلغ من العمر 30 عاماً بعد أن أدلت بصوتها لصالح دا سيلفا في ريو دي جانيرو، "إنه ليس الحل لكل مشكلة. إنه أملنا الوحيد".
ومن المقرر أن يتولى منصبه في الأول من كانون الثاني / يناير المقبل.
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت