"معاريف": بسبب تهديدات حزب الله.. تقديرات باقتراب اتفاق الترسيم مع لبنان
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تتحدث في مقال عن زيادة فرص توقيع اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، وتتناول التقديرات الإسرائيلية لسيناريوهاتٍ مختلفة يمكن أن تحدث على خلفية هذا الاتفاق.
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مقالاً للمراسل العسكري طال ليف رام، تحدّث خلاله عن السيناريوهات المحتملة في "إسرائيل" في حال وُقّع اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية أو لم يُوقّع، ويشير إلى أنّ فرص التوقيع على اتفاق في الفترة القريبة قد زادت.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
يقدّرون في المؤسسة السياسية والأمنية أنّ فرص التوقيع على اتفاق تحديد الحدود البحرية – الاقتصادية مع لبنان في الفترة القريبة زادت، فيما الفجوات المتبقية بين الطرفين توصف في"إسرائيل" بأنّها "صغيرة وقابلة للحل".
في الأسبوع الماضي في نيويورك، اجتمع نائب رئيس البرلمان اللبناني الياس أبو صعب بالوسيط الأميركي عاموس هوكستين، وفي لبنان أفادوا أول أمس بأنّهم ينتظرون مقترحاً رسمياً مكتوباً من الوسيط، المفترض أن يُقدّم خلال هذا الأسبوع. على هذه الخلفية، عقد رئيس الحكومة يائير لابيد جلسةً أمنيةً عشية العيد (رأس السنة العبرية)، تناولت أيضاً سيناريوهات لا يُوقّع فيها اتفاق، و"إسرائيل" تبدأ كما هو مخطط بالضخ من حقل كاريش، فيما في الخلفية تهديدات حزب الله باستهداف المنصة.
شاركت في الجلسة قيادة المؤسسة الأمنية والعسكرية، بمن فيهم وزير الأمن بيني غانتس ومسؤولي المؤسسة، إلى جانب جهات إضافية في مجال الطاقة. خلال الجلسة عرض الجيش الإسرائيلي تقديراته لسيناريوهاتٍ مختلفة يمكن أن تحدث، بينها أيضاً استفزازات مختلفة من جانب حزب الله، وصولًا إلى سيناريوهات تصعيد أكثر تطرفاً في أعقاب بدء الضخ.
هذه السيناريوهات تؤخذ بالحسبان رغم أنّهم يعتقدون في المؤسسة الأمنية والعسكرية أنّ احتمال تصعيدٍ أمني نتيجة بدء الضخ، أيضاً من دون تحقيق اتفاق، ليس مرتفعاً. حزب الله، هذا ما يقدّرونه في "إسرائيل"، يفهم أنّ عملاً عنيفاً من جانبه يمكن أن يؤدي إلى تصعيد.
أيًا يكن، "إسرائيل" سبق وأوضحت أنّه من دون صلة بتقدّم المفاوضات، تنوي العمل وفق الخطة والبدء بالضخ من حقل كاريش، الذي هو في كل الأحوال ليس في المنطقة المتنازع عليها بين "إسرائيل" ولبنان. من جهةٍ أخرى، رغم الفجوات الصغيرة، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيُوقّع بالفعل في الأيام القريبة، فيما قد تكون في الجانب الإسرائيلي أيضاً صعوبات سياسية في التوقيع على اتفاق عشية انتخابات.
انطلاقاً من رؤية استراتيجية، يرون في المؤسسة الأمنية والعسكرية أهمية عالية جداً لأن يكون للبنان أيضاً حقل غازٍ ناشط. في حالة كهذه، يعتقدون في "إسرائيل" أنّه ما وراء الإمكانية الكامنة في تحسين الاستقرار الاقتصادي، ومنه الأمني أيضاً، وتقليص التعلّق بإيران ومواردها من الطاقة، وأنّ وجود حقل غازٍ ناشط سيكبح في نهاية المطاف أنشطة حزب الله في بلاد الأرز.
وهذا انطلاقاً من فهمٍ بأنّ أي استهدافٍ لأصولٍ حيوية (منشآت استراتيجية) لإسرائيل بهجومٍ إرهابي، بينها أيضاً منصات الغاز التي يهددها حزب الله، سيُواجه بردٍ مضاد في استهدافٍ مشابه لأصولٍ لبنانية. أي أنّه لحظة يكون لدى لبنان حقل غاز حيوي جداً لاقتصاده المحتضر، ستنشأ معادلة جديدة بمقدورها تقليص وكبح نوايا حزب الله ضد "إسرائيل".