"كاونتربنش": الوحشية الإسرائيلية.. عنف بلا جدوى

مجلة "كاونتربنش" الأميركية تتحدث عن الاعتدءات الإسرائيلية الوحشية على مخيم جنين، وتقول إن منظمات حقوق الإنسان تتغاضى عن الجرائم الإسرائيلية.

  • "كاونتربنش": يتجاهل البعض حقيقة أن الأمة الفلسطينية كانت مزدهرة قبل الاحتلال

نشرت مجلة "كاونتربنش" الأميركية، تقريراً للكاتب الأميركي روبرت فانتينا، يتحدث فيه عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين وتحديداً في مدينة جنين ومخيمها.

وفيما يلي نص التقرير منقولاً إلى العربية:

يتعرض الأبرياء في مدينة جنين الفلسطينية، مرة أخرى لهجوم وحشي من قبل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، الذي لم يتورع جنوده عن استخدام منازل الفلسطنيين كأوكار للقناصة، لقتل الأبرياء من إخوانهم.

بعض "منظمات حقوق الإنسان"، تدين هذه الأنشطة باعتبارها عقاباً جماعياً، وانتهاكاً للقانون الدولي. مع أن الجرائم التي  ترتكبها العنصرية الإسرائيلية تتجاوز الإيذاء الجماعي إلى الإبادة الجماعية. فمنذ 70 عاماً، كان التغاضي عن جرائم "إسرائيل" هو سيد الموقف على الساحة الدولية، بسبب دعم الولايات المتحدة للاحتلال وهيمنتها على السياسات العالمية.

الأنكى من ذلك، تقوم الولايات المتحدة بجهود مضنية لتعزيز ما يسمى ب"اتفاقات إبراهام"، وهي اتفاقيات مع بعض الدول الإسلامية التي اعترفت بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي، مخالفة معارضة شعوبها بأغلبية ساحقة.

كذلك، هي "العدالة" الأميركية كما الإسرائيلية، مهمتها تتلخص بالتساهل التام مع أي جرائم يرتكبها إسرائيليون، ومعاقبة أي  مقاومة للفلسطنيين. في هذا الشهر، برأت محكمة الاحتلال إرهابياً من الجيش الإسرائيلي، بعد ارتكابه لجريمة قتل الفلسطيني إياد حلاق (32 عاماً)، ويعاني من مرض التوحد، حين وقع بين مجموعة من إرهابيي جيش الاحتلال، الذين أطلقوا عليه النار 4 مرات فقط لأنه يحتمل أنّ يكون مقاوماً فتم إعدامه وتبرئة قاتله. 

لا شك، أنّ قرار محكمة الاحتلال بالتبرئة، لا تقارن بقرارات اعتقال الآلاف من الفلسطنيين، الذين "أدينوا" بإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال.

يمكنهم ، وغالباً ما يتلقون أحكاماً بالسجن لمدة  تتجاوز 15 عاماً، حيث يتعرضون لمعاملة لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل تنتهك الحد الأدنى من مبادئ الإنسانية.

لكن، وعلى الرغم من العنف الإسرائيلي اليومي، والذي تعجز الأبجدية عن وصفه، والذي تتواطأ فيها جهات رسمية في "السلطة الفلسطنيية"، ، هناك شيء واحد يبرز اليوم كما هو الحال منذ أكثر منذ 75 عاماً، لا يمكن هزيمة المقاومة، التي لا تكترث لمقولات الولايات المتحدة ومن يحالفها من الأوروبيين، والذين يغضون الطرف عن جرائم "إسرائيل" ضد الإنسانية، تحت شعار "حق "إسرائيل" الدفاع عن نفسها"، بمعنى حق المجرم أنّ يحمي نفسه من ضحيته لأنها تقاوم.

تتحدث بعض النخب السياسية عن كيف أنشأت "إسرائيل" من أرض قاحلة فارغة بستاناً، ويتجاهلون حقيقة أن الأمة الفلسطينية كانت مزدهرة قبل الاحتلال، ولم تكن أرضاً قاحلة أبداً، حين تم طرد 750 ألف فلسطيني، كي يمكن إنشاء  كيان الفصل العنصري الإسرائيلي.

بالطبع، لا يصدق هذه الأساطير خارج قاعات الكونغرس الأميركي أي عاقل على الأرجح. وبات من الفاقع بوضوحه خضوع معظم أعضاء الكونغرس وغيرهم من المسؤولين الأميركيين، لجماعات الضغط الإسرائيلية المهيمنة بقوة في بنية صناعة القرار في واشنطن.

مع ذلك، فإن شعب فلسطين يقاوم. على الرغم من المعاناة التي يتعرض لها يومياً، يثابر فوق الحزن والفقدان المأساوي لأحبائهم على يد الإرهاب الإسرائيلي.

ويستمرالفلسطنيون بالمقاومة الشاملة، في الالتحاق بالجامعات، مع العلم أنّ فرصهم في الحصول على عمل محدودة بسبب منع الاحتلال؛ ويتمسكون بأرضهم وبلادهم، لا يثنيهم عن قضيتهم لا رصاص الاحتلال ولا معتقلاته الوحشية.

 يقاتل الفلسطينيون الاحتلال، في كثير من الأحيان بالحجارة فقط، وسط عار تجاهل المجتمع الدولي لمعاناتهم الطويلة. وتبدو معظم حكومات العالم متناسية القانون الدولي وحقوق الإنسان، وغالباً ما يعميها سعيها لتحقيق مصالحها الربحية الخاصة.

إلا أنّ شعوب العالم لا تفعل كما  تفعل حكوماتها، وتشير الاستطلاعات إلى زيادة الدعم للشعب الفلسطيني مع تزايد العداء لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي. وهذا يوجب على الحكومات أنّ تسمع ما تريده الشعوب، الذين يتحملون أيضاً مسؤولية أنّ تسمع  أصواتهم في صناديق الاقتراع وفي الشوارع؛ وفي الافتتاحيات في الصحف، وفي المنتديات العامة.

ويجب أن تكون هذه الأصوات عالية بما يكفي وقوية بما يكفي لسماعها في كل مكان، حتى، وربما بشكل خاص، في قاعات الكونغرس الأميركي.

 لقد مضى وقت طويل على المظالم المروعة والوحشية الإسرائيلية التي يعاني منها الفلسطينيون، ولقد حان الوقت كي يتوقف الآن، وإلى الأبد.