"غلوبال تايمز": اقتصاد الصين يحقق الاستقرار رغم الوباء والأزمة في أوكرانيا

في مواجهة الاقتصاد العالمي الراكد، حافظ الاقتصاد الصيني بشكل عام على مرونة شديدة.

  • نمو الاقتصاد الصيني في تراجع والعالم يترقب!
    حقق الاقتصاد الصيني نمواً أكثر من المتوقع في الربع الأول من العام 2022.

قالت صحيفة "غلوبال تايمز" في افتتاحيتها إن الناتج المحلي الإجمالي للصين قد نما بنسبة 4.8 في المائة في الربع الأول من عام 2022، وفقاً للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء يوم الاثنين. ونشرت وسائل الإعلام الرئيسية في جميع أنحاء العالم الخبر على الفور. وكان هذا الرقم أعلى من معدل النمو البالغ 4 في المائة في الربع الرابع من عام 2021 وأفضل مما توقعه العالم الخارجي. 

وأضافت أنه على خلفية الوضع الصعب لوباء كوفيد والصراع بين روسيا وأوكرانيا، باستثناء "المتعصبين للمنافسة الجيوسياسية"، لا أحداً لا يأمل من أعماق قلبه أن يجلب الاقتصاد الصيني القوي الأخبار السارة إلى العالم الغارق في الارتباك والقلق.

وتجدر الإشارة إلى أن النمو بنسبة 4.8 في المائة في الربع الأول من هذا العام كان صعباً في سياق عوامل غير متوقعة في الداخل والخارج. فالصراع بين روسيا وأوكرانيا له تداعيات واسعة النطاق، مما يجعل السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية غير المستقرة بالفعل أسوأ. 

ومع استمرار الصراع، قد يعاني الاقتصاد العالمي من الضربة المزدوجة للنمو البطيء والتضخم المرتفع. هذا يضع ضغوطاً خارجية على التنمية الاقتصادية في الصين. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الوباء المحلي أيضاً خصائص منطقة متأثرة أوسع وتواتراً للأحداث أكثر، مما يجعل اقتصاد الصين أكثر صعوبة في التغلب على العقبات.

ورأت الافتتاحية أن الأداء الاقتصادي للصين، بشكل عام، حقق في الربع الأول استقراراً في بداية عام 2022. مدفوعاً بسلسلة من السياسات لتحقيق الاستقرار في النمو، والعوامل الرئيسية التي تدعم النمو الاقتصادي، مثل الاستثمار والاستهلاك والقيمة المضافة الصناعية والواردات والصادرات، كل ذلك انتعش بقوة في الشهرين الأولين، متجاوزاً التوقعات. من منظور الربع بأكمله، كان الأداء العام للثلاثية الاقتصادية مثيراً للإعجاب: من حيث الواردات والصادرات، على الرغم من الانكماش في التجارة العالمية، حافظت الصين على معدل نمو قدره 10.7 في المائة؛ عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فقد زاد تشييد البنية التحتية بنسبة 8.5 في المائة في الربع الأول، بينما استقر هذا الرقم عند 0.4 في المائة العام الماضي. وعلى الرغم من تأثر الاستهلاك بالوباء منذ آذار / مارس وتأثر إجمالي مبيعات التجزئة للسلع بشدة، فقد حقق أيضًا نمواً بنسبة 3.3 في المائة، أي نحو ضعف الـ1.7 في المائة في نهاية العام الماضي.

وخلصت "غلوبال تايمز" إلى أن كل هذا يدل على أن الأسس الإيجابية طويلة المدى للاقتصاد الصيني لم تتغير، ولم يتغير زخم الانتعاش الاقتصادي المستدام، ولم تتغير خصائص إمكانات التنمية الهائلة والمرونة القوية والمساحة الواسعة. في مواجهة الاقتصاد العالمي الراكد، حافظ الاقتصاد الصيني بشكل عام على مرونة شديدة.

وأضافت: مع ذلك، أدى تفشي وباء كوفيد منذ آذار / مارس إلى إبطاء نمو بعض المؤشرات الرئيسية. لقد ازداد الضغط النزولي على الاقتصاد، الأمر الذي يستحق اهتمامنا. كانت حالات عدم اليقين التي أحدثها الوباء هي العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاقتصاد. ستصبح كيفية تحقيق الاستقرار في الوضع الاقتصادي وتخفيف الضغط الهبوطي المهمة الحاسمة للربع الثاني. يكمن المفتاح في ما إذا كان بإمكاننا السيطرة على الوباء في أسرع وقت ممكن واستئناف الإنتاج والعمل، وهذا سيحدد إلى حد كبير المشهد الاقتصادي في الربع الثاني وحتى العام بأكمله. فإذا تمت السيطرة على الوباء بشكل فعال في أيار / مايو المقبل، فمن الممكن تماماً حدوث انتعاش اقتصادي مستمر في الربع الثاني.

عقد مؤتمر وطني افتراضي حول جهود الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد والصناعية فى بكين يوم الاثنين. وأكد المؤتمر على الجهود المبذولة لضمان الاحتياجات المعيشية للناس، ونقل البضائع، ودورات الأعمال. في نفس اليوم، أصدر بنك الشعب الصيني وإدارة الدولة للنقد الأجنبي وثيقة حول الخدمات المالية خلال الوقاية من الوباء ومكافحته والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتطرح الوثيقة 23 إجراء لدعم الكيانات التي تواجه صعوبات وتسهيل الدورة الاقتصادية وتعزيز التجارة الخارجية والصادرات. وبينما نتخذ تدابير حازمة وحاسمة لاحتواء انتعاش الوباء في بعض المناطق، ينبغي لنا التقليل إلى أدنى حد من تأثير الوباء على التنمية الاجتماعية والاقتصادية. هذه كلها محاور للاقتصاد الصيني.

وقالت الصحيفة: نلاحظ أيضاً أن بعض وسائل الإعلام والمؤسسات الخارجية تشكك في مكافحة الصين الصارمة للوباء باعتبارها غير مستدامة وذات كلفة عالية. لكنهم لا يدركون أن الصين لم تختر السحب المكشوف من مستقبلها لمبادلته برفاهية اليوم في مواجهة وباء غير مسبوق منذ قرن. تهدف سياسة حالات "صفر كوفيد" الديناميكية إلى خلق ظروف حميدة لتنمية اجتماعية اقتصادية صحية طويلة الأجل بتكلفة قصيرة الأجل. أثبتت حرب الصين ضد الوباء أن الإجراءات الصارمة قصيرة المدى تهدف إلى تحسين الانفتاح.

وأضافت: إن تقسيم مكافحة الوباء والتنمية الاقتصادية مع وصف الوضع الاقتصادي العام للصين بشكل غير عادل يعكس العدسة التي يرى الغرب من خلالها أن الصين تفقد التركيز مرة أخرى. إذا أخذ الناس منظوراً أطول للنظر في الموقف، فيمكنهم بسهولة أن يجدوا أن الصين هي الأكثر استقراراً بين الاقتصادات الكبرى.

وختمت افتتاحية "غلوبال تايمز" بالقول إن "الاستقرار" هو الكلمة الأساسية الأكثر بروزاً للاقتصاد الصيني في عام 2022. تحت تأثير العديد من العوامل غير المؤكدة، نحتاج إلى مواجهة الصعوبات، ولكن نحتاج كذلك إلى الإيمان والتركيز على القيام بأمورنا الخاصة بشكل جيد. فالضغط والتحديات ستردع المتشائمين لكنها ستلهم أولئك الذين يتقدمون بشجاعة. وعلى الرغم من الضجيج، فإن مبادرة التنمية الاقتصادية للصين يتمسك بها دائماً وبحزم الشعب الصيني الذي يسير إلى الأمام بشجاعة.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم