تقرير: التقلبات الجيوسياسية وظهور "الأفريقانية" الجديدة
موقع "Eurasia Review"، يقول إن وجود معارضة داخلية وخارجية للحركة الرامية إلى نزع الطابع الغربي عن أفريقيا هو أمر مؤكد، بعد حركة الانقلابات الجارية حالياً.
لفت موقع "Eurasia Review" إلى التغييرات التي ستحدثها الانقلابات في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، والتمرد الدبلوماسي المتقطع المناهض للغرب في أجزاء أخرى من القارة الأفريقية.
فيما يلي المقال منقولاً إلى العربية:
يتغير العالم بمعدل تصعب مواكبته للغاية، ولا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الواقع أكثر من أفريقيا، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الانقلابات في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، والتمرد الدبلوماسي المتقطع المناهض للغرب في أجزاء أخرى من القارة، سيحدث تغييراً إيجابياً، ولكن هناك أمر واحد شبه مؤكد: سيكون هناك معارضة داخلية وخارجية للحركة الرامية إلى نزع الطابع الغربي عن أفريقيا.
إن غضب أفريقيا المتزايد ضد الغرب مدفوع بالتقاء عوامل ثلاثة:
- أولاً، الغطرسة الغربية أو عقلية "القوة دائماً على حق" واستغلال "ثروتك هي ملكنا".
- ثانياً، الانحلال الأخلاقي الذي يضمن الحماية المؤسسية لأولئك الذين يريدون فرض أفكار وتلقينها للشعوب، ويعاقب أي شخص يحاول الانسحاب أو الشكوى.
- ثالثاً، الحرب الغربية بالوكالة ضد روسيا والتي تزيد من انعدام الأمن الغذائي وعدم الاستقرار وتدمير الاقتصادات في أفريقيا.
هذه العوامل الثلاثة ألهمت مجموعتين من القيادات الأفريقية، وكلا المجموعتين حريصتان على تحرير بلدانهم من الهيمنة الغربية.
المجموعة الأولى هي القوميين الثوريين الذين جسدهم قادة الانقلاب العسكري في النيجر ومالي وبوركينا فاسو وغينيا. جميعهم وافدون جدد على المسرح السياسي الأفريقي، وجميعهم يريدون استعادة سيادتهم الوطنية بفوهة البندقية.
المجموعة الثانية، "الأفارقة الجدد"، يتحدثون بلغة أفريقية جماعية تتطلب حصة أكبر من الكعكة الاقتصادية التي يتلاعب بها الغرب، إنهم يطالبون بالكرامة والاحترام، خاصة فيما يتعلق بسيادتهم وقيمهم وثقافاتهم.
وبرغم أن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الأوروبية تعتبر كلا المجموعتين وجهين للتهديد نفسه، فإنها تعتبر الأفارقة الجدد الذين يعملون في إطار المؤسسات الدولية القائمة ولديهم القدرة على عرض قضيتهم من خلال المنصات الإعلامية، أو فضحهم في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكثر خطورة.
وعلى عكس التغطية الإعلامية الواسعة الممنوحة لقادة الانقلاب، يتم تجسيد الأفارقة الجدد من قبل قادة مثل الرئيس بول كاغامي في رواندا، والرئيس ماتاميلا رامافوزا من جنوب أفريقيا، والرئيس ويليام روتو من كينيا، ورئيس الوزراء أبي أحمد علي من إثيوبيا.
وجميع القادة الأربعة يقعون في مرمى المدافعين عن الوضع الراهن. يعتبر الأخيران - روتو وأبي - عازمين على تأجيج مشاعر الأفارقة العاديين وتحويلهم إلى ثوار مناهضين للغرب.
والسؤال الذي يثير صعوبة في الإجابة عليه الآن هو: ما الذي قد يخطط له الغرب لاستراتيجية مضادة؟