"تايمز أوف إسرائيل": سفير "إسرائيل" يقول إن صفقة النفط مع أبو ظبي "خطر أمني"
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقول إن سفير "إسرائيل" الجديد لدى الإمارات أمير حايك يسخر من بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى الدولة الخليجية الإمارات.
نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقالاً للكاتب الإسرائيلي "ميخائيل باخنر"، تحت عنوان سفير "إسرائيل" الجديد لدى الإمارات يقول إن صفقة النفط مع أبو ظبي "خطر أمني".
وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:
أعرب السفير الإسرائيلي الدائم الجديد لدى الإمارات العربية المتحدة، أمير حايك، خلال العام الماضي، مراراً عن معارضته لبعض جوانب اتفاقية التطبيع بين البلدين، وغرّد في إحدى المناسبات بأن صفقة نقل النفط مع أبو ظبي تهدد أمن "إسرائيل".
كما سخر أمير حايك من بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى الدولة الخليجية، وأعاد تغريد تعليق قال فيه إن الحكومة السابقة سمحت للسائحين الإسرائيليين بالمشاركة في "حفلات انتشار كورونا جماعية في دبي".
يوم الأحد، أعلن وزير الخارجية يائير لابيد عن تعيين حايك في المنصب، الذي شغله إيتان نائِه حتى الآن على أساس مؤقت.
حايك هو رئيس جمعية الفنادق الإسرائيلية. وسبق له أن ترأس اتحاد المصنّعين في "إسرائيل" وكان المدير العام لوزارة الصناعة والتجارة والعمل. وهو تعيين سياسي من قبل لابيد، مما يشير إلى أن العلاقة بين الإمارات و"إسرائيل" تُعتبر أولوية قصوى بالنسبة لوزير الخارجية.
لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية سرعان ما توغلت في تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي لحايك، وهو مؤيد للابيد وحزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل) ومنتقد حاد للحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو.
وسط انتقادات متواصلة لتعامل حكومة نتنياهو مع جائحة كورونا وتحركها تجاه أبو ظبي، تتضمن صفحة حايك على "تويتر" العديد من التعليقات المعادية للإمارات.
في أحد هذه التعليقات في تشرين أول/أكتوبر 2020 سخر حايك من الصفقة التي وافق فيها الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب على بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 للإمارات، في خطوة ربطها العديد من المسؤولين باتفاق التطبيع. وكتب حايك في تغريدة: "أحيانا لدي شعور – أن F-35 هي شيء سيكون لدى كل شخص في نهاية المطاف في المنزل".
وأعاد تغريد تعليق لعضو الكنيست المعارضة آنذاك آييليت شاكيد، وزيرة الداخلية الحالية، الذي انتقدت فيه الحكومة السابقة لسماحها للسياح الإسرائيليين بزيارة الإمارات بينما اضطرت الفنادق في "إسرائيل" إلى البقاء مغلقة بسبب قيود كوفيد-19.
وكتبت شاكيد في التغريدة التي أعاد حايك نشرها: "حفلات انتشار كوفيد الجماعية في دبي دون قيود الشارة البنفسجية ودون اختبارات عند الوصول، وفي "إسرائيل" الفنادق مغلقة".
"الشارة البنفسجية" هو اسم مجموعة القواعد التي وضعتها "إسرائيل" مع إعادة فتح الأماكن العامة، التي حددت عدد الحضور وفرضت الحفاظ على مسافة مترين بين الشخص والآخر.
كما أعرب حايك عن انتقادات متكررة لسياسات "إسرائيل" فيما يتعلق بالسفر إلى الإمارات، بدعوى أن الحكومة كانت متساهلة للغاية خلال الوباء لأسباب سياسية بعد صفقة التطبيع. وأشار تعليق آخر إلى صفقة نقل النفط بين "إسرائيل" والإمارات على أنها "خطر أمني" و"خطر بيئي".
جاءت هذه التغريدة، في 10 مايو/أيار، بعد أن توصلت شركة "خطوط الأنابيب أوروبا آسيا" (EAPC) المملوكة لـ"الدولة" الإسرائيلية إلى اتفاقٍ يقضي بنقل نفط الخليج إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر عن طريق ناقلات نفط، ثم نقله عبر خط أنابيب عبر "إسرائيل" إلى ميناء عسقلان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث سيتم شحنه إلى أوروبا.
وكتب حايك في تغريدة نشرها في 9 مايو/أيار: "وقّعت EAPC صفقة مع الإماراتيين. الصفقة تشمل نقل كميات هائلة من النفط عبر إيلات وعسقلان؟ ومن الذي لم يتم اطلاعه على التطورات؟ وزارة البنية التحتية ووزارة حماية البيئة. من سيكون في خطر؟ كلنا. ولماذا لم يكن هناك نقاش منظم؟ دون سبب. لأنه لا توجد مناقشات منظمة وأسس. هذا غير ضروري … أوقفوا ذلك الآن!".
بينما كان النقد الأساسي الذي وجهه حايك مرتبطاً بالمخاوف البيئية، لكنه أتبع ذلك بتغريدة ذهبت إلى أبعد من ذلك قال فيها: "لجنة تحقيق أخرى. خطر بيئي، خطر أمني. لكن من يأبه لذلك؟".
هذا الأسبوع، أعلنت وزارة حماية البيئة عن تأجيل تنفيذ المشروع. وفي يوم الإثنين، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصدر كبير لم تذكر اسمه في أبو ظبي تحذيره من أن تجميد الصفقة "قد يضر بالتأكيد بالعلاقات التي يتم تشكيلها مع الحكومة الإسرائيلية والشركات التجارية الإسرائيلية".
وقال المصدر إن إلغاء الصفقة سيكون "انتهاكاً لجميع الاتفاقيات الاقتصادية المتبادلة الموقعة في اتفاقيات إبراهيم"، مضيفاً أن الشركات الإماراتية “ستفكر ملياً فيما إذا كانت ستتعامل مع الشركات المملوكة للحكومة الإسرائيلية عندما تعلم أن هناك احتمالاً معقولاً بأن يتم إلغاء الصفقة الموقعة. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن من الواضح لنا أن هذه خطوة تدفعها اعتبارات سياسية".
تعليقاً على التقارير حول تغريدات حايك السابقة، قال مكتب وزير الخارجية: "لقد ولّت الأيام التي تم فيها تحديد المناصب في البلاد من خلال التغريدات والتعقب على فيسبوك. سيتم تحديد جميع الوظائف حسب المعايير المهنية".