بينس ينوي الترشح لانتخابات 2024.. هل يمكنه مواجهة قاعدة ترامب الشعبية؟
مايك بينس يستعد لخوض السباق الرئاسي لانتخابات 2024 ولكن عليه لملمة الرأي العام بعد الأحداث التي حصلت في كانون الثاني/يناير الفائت في الكابيتول في ظل وجود ترامب على لائحة الترشح المحتملة.
أفادت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، بتقرير لمراسلها في واشنطن ديفيد سميث، عن عزم نائب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مايك بينس الترشح للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وهنا نص التقرير المنقول إلى العربية:
يستعد نائب الرئيس السابق لخوض السباق الرئاسي مراهناً على أن دعم الجمهوريين لدونالد ترامب سوف يتلاشى. خلال الأسبوع الفائت قام بينس بزيارة عدة مناطق من هامبشاير، التي تستضيف أول انتخابات أولية رئاسية في البلاد، للقاء نشطاء محليين، وجمع الأموال وإلقاء خطاب يهاجم خصمه المحتمل جو بايدن.
"فلتشنقوا مايك بينس"، هكذا كانت شعارات الجموع من أمام مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021. فهل يمكن إقناع الجموع ذاتها بانتخاب مايك بينس في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024؟ يبدو أن مايك بينس يعتقد ذلك.
نائب رئيس الجمهورية السابق سافر هذا الأسبوع إلى نيوهامشير، لمقابلة الناشطين المحليين، وتجميع النقود وتوجيه الخطاب لمنافسه جو بايدن.
بينس الذي كان لديه طموحات للبيت الأبيض منذ صباه، أيضاً قد زار الولايات التي تبدأ مبكراً بالتصويت مثل أيوا، كارولينا الجنوبية ونيفادا، مما يبعث انطباعاً أنه سيخوض مرحلة الترشح إلى حد كبير.
مشكلة دونالد ترامب
الرئيس السابق الذي خدمه بينس بولاء، أو إذعاناً كما يقول بعض النقاد، لم يغفر له امتعاضه عن المشاركة في الطعن في نتائج انتخابات 2020.
استمرار بينس بزعمه أنه قام بدوره الدستوري في 6 كانون الثاني/يناير 2020، لم يخفف من حدة حس الخيانة الذي ينتاب مناصري ترامب. ففي حزيران/يونيو نودي بالخائن خلال خطاب كان يلقيه أمام جمع من المحافظين الدينيين في اورلاندو فلوريدا، ما لا يبشر بالخير.
"الآن تحديه الأكبر، هو الناس الذين يحتاج لهم كي يصوتوا له –قاعدة الحزب الجمهوري الأساسية- هم أيضاً الناس الذين أرادوا شنقه في السادس من كانون الثاني/يناير"، يقول كورت بارديلا، المستشار للجنة الديمقراطية الوطنية، ويضيف "لست أرى كيف يمكن للمرء أن يتجاوز ذلك"
ولكن يلعب محافظ ولاية انديانا السابق دوراً في لعبة طويلة، مراهناً على أن تأثير ترامب على الحزب سيتلاشى خلال الثلاث سنوات المقبلة.
هو أيضاً ربما يعول على أن ما قام به في 6 كانون الثاني/يناير قد يكون "وقفة للديمقراطية" ففي ذلك اليوم رفض مغادرة مبنى الكابيتول محتمياً بإحدى السيارات في الموقف تحت الأرض، وقد يرى بأن هذه الوقفة قد تعدّل آراء الجمهوريين المعتدلين والمستقلين.
مايك ميرفي، مستشار استراتيجي في ولاية انديانا، يقول إن بينس "يقوم بكل ما يستطيع لكي يضع نفسه في السباق، وإذا لم يكن ترامب المرشح أو لم يترشح فقد يكون هو الأوفر حظاً".
زيارة بينس إلى نيوهامشير كانت الثانية، حيث حضر احتفالات الأعياد، جمع الأموال للجمهوريين في الولاية وحتى أخذ الصور في إحدى أفران بيدفورد المشهورة.
وفي خطاب خلال حفل دعت إليه "حركة التراث" منظمة محافظة في الاستشارات السياسية، اتهم بينس، بايدن بأنه قد استخدم مشكلة التضخم في توجيه التهم، وانتقد بشدة قرارت الرئيس بالنسبة لمخططات الصرف في الحياة الاجتماعية والبيئية، قائلاً: "ابعدوا أيديكم عن رواتب الشعب الأميركي".
في هذه المرحلة وكما المعتاد لم يصرح بينس علانية بنيته بالترشح ولم ينفه أو يؤكده، مصراً على أن أولويته الآن هي الانتخابات النصفية أول العام للكونغرس.
وصرّح بينس لوكالة "أسوشيتد برس" قائلاً: "لكي أكون صادقاً معكم إن كل تركيزي الآن هو على 2022 لأنني أظن أنه لدي فرصة تاريخية ليس فقط للفوز بالانتخابات بل لانتخابات تعيد التمركزات، لذا فإنني أكرس كل طاقتي على هذه العملية في العودة إلى الكونغرس والفوز بالمقاعد في 2022 وثم في 2023 سنرى ونراقب ونذهب حيث يطلبوننا".
وعن هذه الزيارات للحملات، فإنها لم تمر من دون ملاحظة ترامب، الذي علق عليها، قائلاً: "شخص جيد ولكن قام بغلطة كبيرة بعدم لحاظه الغش في الانتخابات".
وتنبع الكثير من الأقاويل من أعضاء في الحزب الجمهوري وكذلك من بعض محافظي الولايات الأميركية، عن كونه باستطاعته خوض السباق أو الترشح في ظل وجود ترامب، ولكنهم يقرون بأنه يحاول جاهداً بكل السبل السعي إلى ذلك.